انهيار الليرة التركية ينعكس سلباً على أسواق وسكان إدلب
إدلب – نورث برس
شهدت مناطق محافظة إدلب وشمال غرب سوريا، في الأيام الأخيرة، ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في معظم أسعار الخضراوات والفواكه و المواد الأساسية الأخرى، مع انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي ووصولها إلى أدنى مستوى في تاريخها.
واليوم الجمعة، سجلت الليرة التركية هبوطاً إلى مستوى تاريخي جديد، وذلك بعد أن وصل سعر صرفها إلى أكثر من 16 ليرة للدولار الأميركي الواحد، بحسب موقع “دوفيز” المختص بالليرة التركية.
وفي حزيران/يونيو العام الماضي، أعلنت الفصائل المسيطرة على شمال غربي سوريا، استبدال الليرة السورية بالتركية، وتسعير البضائع بالليرة التركية.
وانعكس انهيار الليرة التركية سلباً على السكان في إدلب، خاصةً مع انتشار البطالة بشكلٍ كبير و قلة الأجور التي لا تتجاوز الدولار و النصف، والتوتر الأمني وعدم قدرة الفصائل على توفير فرص العمل.
تضاعف أسعار السلع
وقال سكان في إدلب، لنورث برس، إن الأسعار تضاعفت دون استثناء، في حين أن الأجور لا تزال كما هي دون تعديل، وإن التجار يبيعون على أهوائهم دون وجود أي محاسب أو رقيب عليهم في ظل الفوضى التي تعانيها المنطقة.
وقال “شامل اليوسف” (42 عاماً) وهو من سكان مدينة سرمدا شمال إدلب، لنورث برس، إن أسعار الخضار والفواكه و اللحوم بكافة أنواعها شهدت ارتفاعاً جنونياً، فمثلا ارتفع سعر كيلو البندورة من ثلاث ليرات إلى سبعة ليرات.
وأشار “اليوسف” إلى أن الفواكه بات من الصعب شرائها، إذ ارتفع سعر كيلو التفاح من أربع ليرات تركية إلى ثمانية ليرات، وكيلو الموز ارتفع إلى 15 ليرة تركية بدلاً من 10 ليرات، ولحوم دجاج وصلت إلى 23 ليرة، ولحم الخروف فبات حلماً بعد وصول سعر الكيلو إلى 80 ليرة تركية.
وذكر أن “كل تاجراً و كل صاحب محل يبيع بالسعر بالذي يريده ويختلف سعر الصنف في محله في الساعة عدة مرات، بحجة انخفاض سعر صرف الليرة التركية، وذلك في وقتٍ تغيب به ما يسمى بدوريات التموين التابعة لـلفصائل المعارضة أو تغيب عمداً لأخذ حصتها”.
المحروقات تحلق عالياً
قبل أيام، حددت شركة “وتد للبترول” المحتكرة لسوق المحروقات في شمال غربي سوريا و التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، أسعار المحروقات والغاز بالدولار الأميركي بدلاً من الليرة التركية.
ويقول “وحيد الخالد” (29 عاماً) وهو من نازحي ريف حماة، في إدلب، لنورث برس، إن قرار استبدال أسعار المحروقات والغاز بالدولار الأمريكي بدلاً من الليرة التركية كان الضربة القاضية بالنسبة لسكان إدلب.
وذكر أن عدم توفر القطع النقدية من الفئات الصغيرة للدولار في إدلب، يجبر سكان على دفع أسعار المحروقات بالليرة التركية وبسعر الصرف اليومي للدولار، أي أن أسطوانة الغاز اليوم يصب سعرها إلى نحو 190 ليرة تركية، في حين أن سعرها كان قبل أيام 165 ليرة.
وشدد على أن المستفيد من القرار الجديد الذي حدد سعر المحروقات بالدولار، هم بالدرجة الأولى أصحاب محطات الوقود والمستفيدة الثانية هي “حكومة الإنقاذ” وشركتها “وتد” التي أوهمت السكان بأن القرار من صالحهم.
والشهر الماضي، شهدت مدينة إدلب وقفات احتجاجية بسبب ارتفاع الأسعار بشكل عام، والوقود على وجه الخصوص، وطالب المشاركون فيها بخفض أسعار المحروقات، معتبرين أن سعرها الحالي لا يتناسب مع أسعار النفط عالمياً.
ومنذ عدة أيام، تشهدت أسواق مناطق شمال غربي سوريا ركوداً كبيراً وبات السكان اليوم لا يشترون إلا الأساسيات التي يحتاجها منزله، نظراً لارتفاع الأسعار بشكلٍ قياسي لم يعد يتناسب مع دخل أي مواطن.
واضطر العديد من أصحاب المحال التجارية لا سيما تلك التي تبيع المواد الغذائية المستوردة والتي يتم شرائها بالدولار الأميركي إلى إغلاق محالهم بعد أن تعرضوا لخسائر كبيرة بسبب التغييرات التي تطرأ على الليرة التركية بين لحظة وأخرى.