محاكمة تشعل أزمة بين برلين وموسكو.. هل ستؤثر على “نورد ستريم”؟

أربيل- نورث برس

قال المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف،الخميس،  إن قرار ألمانيا طرد اثنين من دبلوماسيي بلاده، حادث منفصل غير سار، لكن لا يجب أن يؤثر على آفاق الحوار بين البلدين.

وقال بيسكوف للصحفيين إن “هذا الحادث المنفصل من المرجح إن  ينتسب إلى أحداث غير سارة في علاقاتنا الثنائية، لكننا نعتقد أن هذا لا يجب بأي حال من الأحوال أن يؤثر على آفاق إقامة حوار بين الرئيس بوتين والمستشار(الألماني) الجديد”.

وكانت محكمة برلين العليا أدانت يوم الأربعاء الروسي فاديم سوكولوف بقتل المواطن الجورجي زليمخان خانغوشفيلي المطلوب من قبل روسيا، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.

أزمة دبلوماسية

وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن وزارتها بعد صدور الحكم، استدعت السفير الروسي، سيرغي نيتشايف، وأعلنت طرد دبلوماسيين روسيين اثنين.

بالمقابل شددت وزارة الخارجية الروسية على أن موسكو ترفض بشدة الاتهامات بتورط هياكل الدولة في مقتل خانغوشفيلي.

وأعلنت السفارة الروسية في برلين، أنها قدمت احتجاجها لوزارة الخارجية الألمانية بشأن طرد ألمانيا اثنين من الدبلوماسيين الروس على خلفية قضية الاغتيال.

وقالت السفارة في بيان لها، آمس الأربعاء: “من جانبنا قدمنا احتجاجاً حازماً، ونؤكد أن مثل هذه الأعمال غير المبررة تمثل خطوة غير ودية واضحة ولن تبقى بدون رد مناسب، سيأتي في الوقت القريب”.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أكدت أن روسيا سترد على طرد الدبلوماسيين الاثنين من برلين.

وتقول ألمانيا أن المواطن الروسي نفذ عملية الاغتيال بتكليف من الأجهزة الأمنية الروسية، حيث كان الرجل المغتال متهما بقضايا الإرهاب في روسيا.

تأثير على مشروع اقتصادي كبير

بالاضافة إلى تداعيات القضية على العلاقات بين برلين وموسكو، فقد تصل شرارته إلى مشروع نقل الغاز الروسي إلى أوربا.

وقال الكرملين، اليوم الخميس، إن من مصحلة ألمانيا وروسيا المضي قدماً بمشروع نورد ستريم 2 .

وجاء ذلك بعد يوم على صدور حكم محكمة في برلين.

وبسبب اتهامات غربية لضلوع بوتين في الملفين الأوكراني والبيلاروسي، وجهت دول أوروبية، بينها بولندا، دعوات إلى برلين لإيقاف مشروع نقل الغاز الروسي، الذي سيهدد الأمن والاستقلالية الغربيين، بحسب وارسو.

وفي تموز/يوليو 2021 ، أعلنت ألمانيا والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق بشأن خط أنابيب “نورد ستريم 2” المثير للجدل، يتضمن إمكانية فرض عقوبات على روسيا ويسعى لتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا.

و “نورد ستريم 2” أو “السيل الشمالي 2” هو مشروع لنقل الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.

ويستطيع الخط نقل كمية سنوية من الغاز تبلغ نحو 55 مليار متر مكعب، أي أنه قادر على تلبية كامل الحاجة الأوروبية للوقود.

قد تكون الأزمة من مصلحة أوكرانيا

وتواجه روسيا ضغوطاً من الدول الأوربية التي اجمعت في أكثر من محفل على تحذير روسيا من التدخل في أوكرانيا.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس حذر أمس الأربعاء روسيا من أنها “ستدفع الثمن باهظاً” في حال أقدمت على اجتياح أوكرانيا.

وفي سياق العلاقات المتردية بين موسكو من جهة، وبروكسل وواشنطن من جهة ثانية، قال الكرملين إن اتصالاً ثانياً قد يتم بين بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن قبل نهاية العام ولكن لا اتفاق نهائياً حول هذه النقطة بعد.

وبعد دعوة بوتين منذ يومين الغرب إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة مخاوف روسيا الأمنية، قال الكرملين اليوم إلى نائب وزير الخارجية الروسي مستعد للسفر إلى أي دولة محايدة من أجل بدء مفاوضات مع الولايات المتحدة حول المقترحات الأمنية الروسية.

وكانت أوكرانيا الخاسر الأكبر من المشروع الروسي الألماني، و كانت ترى أنه (المشروع) سيحكم سيطرة روسيا على سوق الطاقة في أوروبا، وسيستخدم لاحقا لأهداف جيوسياسية.

إعداد وتحرير: هوزان زبير