ديريك – سولنار محمد – نورث برس
تشهد الأفران الحجرية والأفران نصف الآلية الخاصة في مدينة ديريك، أقصى شمال شرقي سوريا، ازدحاماً كبيراً بعد نقص توفر الخبز السياحي وانخفاض جودة الخبز المنتج في الفرن الآلي بالمدينة.
ويفضل السكان الوقوف في طوابير أمام الأفران الحجرية التي تنتج الخبز البلدي "السميك" بدل الحصول على خبز الفرن الآلي الذي ازدادت انتقاداتهم لجودته.
وقالت غزال هسام، التي جاءت من قرية "طبقة" المجاورة لشراء الخبز، إنها كانت تشتري سابقاً عشرة أكياس من الخبز السياحي لدى قدومها صباحاً إلى المدينة، لكنها الآن "مجبرة على شراء الخبز البلدي من الأفران الحجرية".
وأضافت هسام أن الأفران الحجرية تشهد ازدحاماً للسكان نظراً لجودة الخبز والاهتمام بعملية إنتاجه، مبينة بالمقابل أن "الخبز المنتج من الفرن الآلي محترق ولا يؤكل" على حدّ تعبيرها.
وكانت مدينة ديريك تعتمد في بعض حاجتها على الخبز السياحي القادم من أفران معبدة/ كركي لكي للخبز السياحي، إلا أن لجنة حماية المستهلك خالفت بائعين للخبز في ديريك أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي بسبب رفعهم لسعر ربطة الخبز السياحي من /200/ إلى /250/ ليرة سورية دون صدور قرار رسمي برفعه.
وقال جواد عبدالله، وهو صاحب أحد الأفران الحجرية الخاصة في المدينة، لـ"نورث برس"، إن الإقبال على شراء الخبز لديهم ازداد بعد انقطاع الخبز السياحي في الأسواق، وبسبب رداءة جودة خبز المخبز الآلي، مؤكداً أنهم رفعوا عدد وجبات العجن من ثلاث وجبات إلى ست، "مع ذلك لا نستطيع تلبية جميع الطلبات".
وينفر السكان من الخبز المنتج في الفرن الآلي في المدينة بسبب "وجود حصا صغيرة في الرغيف بالإضافة إلى تفتته"، بحسب ما قال رشيد موسى، من سكان مدينة ديرك، "الخبز مليء بالأحجار الصغيرة، ربما السبب من الملح، لكنه غير صالح للأكل".
وأضاف موسى إن الرقابة التموينية غائبة عن الأفران الحجرية الخاصة أيضاً، في ظل "الازدحام الكبير خلال ساعات الصباح الأولى".
وكانت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا قد قررت في /20/ كانون الثاني/ يناير الماضي "إبقاء أسعار المحروقات والخبز والمواصلات كما هي، بالإضافة إلى زيادة الرقابة التموينية في الأسواق"، وذلك خلال اجتماعها بخصوص الأزمة الاقتصادية في المنطقة مؤخراً.
وأعادت وفاء علي، عضو لجنة الاقتصاد في مجلس ناحية ديرك، سبب سوء جودة الخبز المنتج في الفرن الآلي إلى رداءة نوعية الطحين الذي يحصل عليه المخبز من مديرية المطاحن التابعة للحكومة السورية، والذي يحتوي نسبة كبيرة من مادة النخالة.
وأضافت علي أن السبب الآخر لسوء جودة الخبز هو "عجن الطحين فور خروجه من المطحنة، في حين يحتاج إلى /15/ يوماً ليصبح صالحاً للعجن بعد الطحن"، على حد تعبيرها.
أما بخصوص الحلول، فكشفت عضو لجنة الاقتصاد أنهم بصدد التواصل مع إدارة المطاحن لتحسين عمل الفرن الآلي من خلال تأمين الطحين من نوعية جيدة وزيادة عدد العمال، لا سيما أنهم يزودون مخيمي "نوروز" و"روج" بمادة الخبز من إنتاج المخبز الآلي نفسه إلى جانب سكان المدينة وريفها.
وينتج الفرن الآلي في مدينة ديرك يوميا ما بين/15-18/ طن من مادة الخبز، ويستفيد منه أكثر من/55/ ألف شخص من المدينة وريفها, بحسب لجنة الاقتصاد في ديرك، ويزيد عدد الأفران الحجرية في المدينة عن عشرة أفران، بالإضافة إلى مخبزين للإنتاج نصف الآلي.