صعوبات حياتية يواجهها نازحو تل أبيض في مدينة الرقة
الرقة-نورث برس
تطول قائمة ما تحتاجه حليمة الأحمد (39 عاماً) من مستلزمات يومية لعائلتها النازحة من تل أبيض إلى حي الأكراد في مدينة الرقة، شمالي سوريا، ويبدو وقود التدفئة واللباس الشتوي أبرزها.
ولم ترسل العائلة أطفالها الأربعة إلى مدرسة الحي، لأنها لم تستطع تأمين مستلزماتهم المدرسية وشراء ألبسة جديدة لهم.
وتقول “الأحمد”، لنورث برس، إنهم ونازحين آخرين من تل أبيض وسري كانيه (رأس العين) في الحي، يعيشون أوضاعاً مأساوية في ظل غياب المساعدات الإغاثية.
وتدفع العائلة شهرياً 50 ألف ليرة سورية أجرة المنزل الذي تقول العائلة إنه لا يصلح تماماً لكن أجرته منخفضة مقارنة مع المنازل الأخرى في الرقة.
ظروف قاسية
ولم تحصل عائلة “الأحمد” على مساعدات إغاثية رغم مرور أكثر من عامين على فرارها من الغزو التركي.
تقول الأم إنهم أرسلوا ابنهم البالغ (12 عاماً) للعمل لدى مصلح إطارات كي يعين والده العامل في ورش البناء على مصاريف المنزل.
ويقول مجلس الحي (الكومين) إن مسألة غياب المساعدات الإغاثية عن السكان والنازحين في الحي ليس من صلاحياته.
وقبل أشهر قليلة، عملت منظمة عاملة في الرقة على إجراء تقييم لسكان الحي ودراسة الحالات التي تحتاج المساعدات، لكن من قام بإعداد التقييم “ذهب ولم يعد”، على حد تعبير أحد السكان.
وفي التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، اجتاحت تركيا رفقة فصائل موالية لها منطقتي سري كانيه وتل أبيض، ما تسبب بنزوح ما يقارب 300 ألف شخص من ديارهم.
ويتوزع نازحو المنطقتين في مخيمات سري كانية وواشوكاني بريف الحسكة وتل السمن بريف الرقة، إلى جانب تواجدهم في مخيمات أخرى ومراكز إيواء، أو يسكنون مدن وبلدات شمال وشرق سوريا.
ولم تتمكن فاطمة الإبراهيم (73 عاماً)، وهي نازحة من تل أبيض تعيش في الحي ذاته، من تأمين الدفء لأحفادها، وقررت إرسالهم إلى منزل أحد أخوالهم إلى حين انتهاء فصل الشتاء.
ومنذ سنوات، تعيش المرأة دون معيل، إذ أنها فقدت أحد أبناءها فيقصف لقوات الحكومة السورية على مدينة الرقة عام 2015، وفقدت الآخر خلال معارك خاضتها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عام 2017.
وتعيش المسنة على ما يقدمه لها من تصفهم بـ “فاعلي الخير” كانت آخرها مدفأة مستعملة تقول إنها تحتاج لـ25 ألف ليرة سورية لصيانتها وشراء قساطل لها.
لا تدفئة
ويقول نازحون يعيشون في المدينة إنهم يحتاجون للمساعدات الإغاثية مثل ما يحتاجها من يعيشون في المخيمات.
ويبلغ عدد المنظمات والجمعيات المحلية العاملة في الرقة 110منظمات، إلا أن العمل أصبح يقتصر فعلياً على نحو 20 منها بعد إغلاق معبر اليعربية قبل عامين، بحسب مكتب الإغاثة التابع للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في مجلس الرقة المدني.
وقبل نحو عامين، أغلق معبر اليعربية، الذي يقع على الحدود السورية العراقية، بعد استخدام موسكو وبكين حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإغلاق المعبر أمام مساعدات الأمم المتحدة.
وقال نازحون وسكان آخرون يعيشون في حي الأكراد، إنهم لم يحصلوا على مخصصاتهم من مازوت التدفئة بالتزامن مع ارتفاع أسعار المازوت في السوق السوداء.
وتجاوز سعر اللتر الواحد من المازوت حاجز 800 ليرة سورية في السوق السوداء في مدينة الرقة، بينما يبلغ سعر المدعوم منه 410 ليرات سورية للتر الواحد.
وقال ماهر العبد الله، وهو رئيس دائرة الرقابة القانونية في شركة المحروقات، إن سوء إعداد جداول المحروقات من قبل “كومينات” حي الأكراد هو السبب وراء تأخر توزيع مازوت التدفئة على القاطنين في الحي.
وأضاف لنورث برس أن توزيع مازوت التدفئة على عائلات الحي سيكون خلال الأيام القليلة القادمة بعد إعادة ترتيب الجداول بالشكل المناسب.