ظروف معيشية صعبة، وغلاء كبير يضع أسواق القامشلي بين تراجع القدرة الشرائية وهيستيريا الدولار

القامشلي – ريم شمعون / شربل حنّو – نورث برس

 

أصبح الموضوع الأساسي للمواطن السوري في الآونة الأخيرة، هو الارتفاع المستمر للدولار، والغلاء الكبير في الأسعار، وزادت شكاوى المواطنين في منطقة شمال شرقي سوريا، من هذا الارتفاع في أسعار المنتجات وخاصة الغذائية.

 

وشهدت أسواق القامشلي مؤخراً تراجعاً كبيراً بحركة البيع والشراء، نتيجة عدم قدرة المواطنين على التعامل مع الأسعار المرتفعة، فيما أجرت "نورث برس" استطلاعاً للرأي تناولت فيه شكاوي المواطنين.

 

إذ قال المواطن صاموئيل ملكي عن ارتفاع الدولار الذي تجاوز الألف ليرة سورية، مبيناً أنه كمواطن يصعب عليه العيش بعد أن ارتفعت الأسعار بشكل كبير، مشيراً إلى أن بعض الخضروات الأساسية وصل سعر الكيلو الواحد منها لما يقارب /900/ ليرة سورية، مع أنها يجب ألا تتأثر بالدولار كونها خضروات محلية.

 

وفي سياق حديثه تطرق ملكي لدور التجار الكبار، والضرر الذي يلحقونه بالمواطنين، كون المواطن الذي يعيل عائلة مكونة من أربعة أو خمسة أطفال يصعب عليه تأمين المستلزمات اليومية، وخاصة ما يخص الطعام، فقد تصل مصاريف الوجبة اليومية للعائلة ما يزيد عن /5000/ آلاف ليرة سورية.

 

وأضاف ملكي أن أي ارتفاع بالدولار هو ارتفاع مباشر بأسعار المنتجات، ولا تنخفض الأسعار في حال هبوط الدولار حسب قوله، فيما يشتكي بعض المواطنين من أن الدخل اليومي لا يكفيهم.

 

ويؤكد رضوان سليم صاحب محل أحذية في سوق القامشلي، أن الأسعار مرتفعة جداً فـ"مصروف البيت مكلف جداً ولا نستطيع تأمينه بدخلنا اليومي، والأسعار تختلف من محل لمحل، وهذا ليس بسبب أن سعر الجملة غالي، فالسعر واحد، والبضاعة جميعها وطنية، ولا يوجد في الأسواق بضائع تركية أو صينية لأن تعاملها بالدولار".

 

اما سميرة كورية ربة منزل تقول بأن نفسية المواطنين تأثرت كثيراً بارتفاع الأسعار، وأنها من خلال قربها من السوق وتسوّقها اليومي ترى أن المواطنين غالباً يتجهون لشراء الخضروات الرخيصة، وفي بعض الأحيان تراهم يقفون متفرجين على الأسعار دون القدرة على شراء شيء.

 

وركزت كورية في حديثها على الارتفاع السريع بأسعار اللحوم، إذ أن أسعارها في ارتفاع يومي، حيث بينت أنها اشترت الكيلو غرام الواحد بأكثر من /7/ آلاف ليرة، وأكملت بأن المواطنين لا يستطيعون تحمل هذا الوضع، وطالبت المسؤولين بإيجاد حل للغلاء الحالي، "لأن الجميع لا يستطيعون التعامل بالدولار، وهناك أشخاص فقراء لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم الأولية في ظل هذه الأسعار المرتفعة" على حد تعبيرها.

 

فيما قال فهمي شمعون بائع أحذية، بأن أسعار البضائع القديمة أصبحت ضعف ما كانت عليه سابقاً، والمواطنين لا يملكون الدخل الكافي لتغطية هذه المصاريف، مطالباً بـ"ضبط ورقابة للأسواق، وحماية المستهلك".

 

وأضاف وصول الدولار لأكثر من /1000/ ليرة، رتب عليهم خسائر كبيرة كونهم كانوا يشترون البضاعة بالدولار ويردف قائلاً: "كنا نضع مبالغ كبيرة لشراء البضائع ما يقارب \3000$\،أي ما يعادل 2 مليون سوري، والآن نبيع مع أرباح ولا نستطيع تعويض الخسارة ، لأن الربح الذي نحققه لا يتجاوز الـ\2000$\ حالياً.

 

ولا يختلف كوركيس دنحو عن سابقيه حيث يقول: أن وصول الدولار لهذا الارتفاع يؤثر على معيشتنا، بأبسط الأمور كالمسلزمات الأولية من السكر والشاي، والتي باتت أسعارها ضعف ما كانت عليه سابقاً.

 

ويتابع قائلاً: "عندما نذهب للسوق نرى أسعار البضائع المرتفعة، وحين نسأل يقولون لنا أن الدولار مرتفع، ولكن عند انخفاض سعر صرف الدولار، لا تتغير الأسعار ويتحجج أصحاب المحلات أنهم اشتروا بضاعتهم عندما كان الدولار مرتفع، كما أن التجار الكبار لا يرحمون المواطن أبداً".