الرياضة توفر مساحة تفاعل آمنة لأربعة أشقاء نازحين في ديرك

ديرك- نورث برس

لا تخفي آية الراوي (14 عاماً) حبها لمدينة ديرك شمال شرقي سوريا، حيث تعيش مع أهلها، رغم رغبتها في العودة إلى منزل العائلة في مدينة الميادين بريف دير الزور .

تتجه وهي تمسك بيد شقيقها الصغير ورفقة شقيقتيها إلى مركز ديرك للتايكواندو الذي يجاور منزلهم لممارسة الرياضة التي يحبونها.

ومن بعيد ترتسم ابتسامة جميلة على وجهها حين ترى صديقاتها يقفن أمام المركز ينتظرنها لتبادل السلام والدخول سوياً لتلقي التدريبات اليومية.

وفي العام 2016، نزحت الطفلة مع عائلتها من مدينة الميادين إلى ديرك حيث يعيش نحو 2500 عائلة سورية نازحة أخرى، بحسب مجلس المدينة.

ومنذ خمسة أشهر، يرتاد الأشقاء الأربعة نادياً رياضياً، ويتجاوزون بالرياضة بعض صعوبات النزوح.

وتلقت آية وإخوتها تشجيعاً من عائلتهم التي حفزتهم على تطوير مهاراتهم الرياضية في أوقات الفراغ.

تقول إنها واجهت في البداية صعوبة لفهم اللغة الكردية التي يتحدث بها مدربو النادي، إلا أنها سرعان ما بدأت تفهمها خلال الفترة التدريبية.

وخلال السنوات التي قضتها في ديرك، استطاعت آية أن تكوّن صداقات مع فتيات أخريات وأصبحن يتبادلن الزيارات ويخرجن للعب سوياً.

وبالرغم من رغبتها في العودة إلى مسقط رأسها، إلا أنها لا تنكر تأقلمها في العيش في ديرك.

ويرافق آية إلى النادي شقيقها الصغير جميل (ستة أعوام) وشقيقتاها شام (تسعة أعوام) وبانا (11 عاماً).

تقول بانا إنها تشعر بالسعادة مع صديقاتها وتعبر عن امتنانها لمدربيها.

وتطمح في أن تصبح إحدى بطلات تايكواندو مستقبلاً وتشارك في البطولات الدولية وتحصد الجوائز.

وتقول صفية شكاكي، وهي مساعدة مدرب تشرف على تدريب الفتيات، إن “المدربين يتعاملون مع الاطفال النازحين كما يتعاملون مع أبناء المدينة”.

وتضيف: “حتى لا يشعر الاطفال النازحين بأنهم مختلفين عن غيرهم، بدأ المدربون بالتواصل مع الاطفال اللغة العربية، الى أن باتوا يفهمون القليل من اللغة الكردية”.

ويضم المركز ثلاثة مدربين مختصين وعشرة مساعدين يشرفون على تدريب ما بين 140 و200 متدرب.

تقول “شكاكي” إنهم خصصوا رسوماً رمزية وألبسة مجانية للنازحين وذوي الدخل المحدود لتشجيعهم على التفاعل مع أصدقائهم في المدينة.

ولإبعاد الأطفال عن ظروف الحروب والنزوح يقيم المركز نشاطات وفعاليات ترفيهية للاعبين في المركز بشكل دوري.

تنتهي مدة التدريب اليومية، فتجلس آية وأخوتها مع زملائهم في المركز وتعلو ضحكاتهم في إشارة إلى أن لا شيء سيقف أمام طموحهم ومستقبلهم، قبل أن يودعوا بعضهم البعض على أمل اللقاء بهم في الغد.

إعداد: سولنار محمد- تحرير: محمد القاضي