المجلس المحلي في أعزاز يعاقب سكان حي “جماعياً” بقطع المياه عن المنازل
أعزاز- نورث برس
تمكن عمار حمشو (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لعامل بناء يعيش في الحي الشرقي بأعزاز بريف حلب الشمالي، من إقناع صاحب صهريج بتأمين المياه لمنزله “بالدين” الذي سيسدده نهاية الشهر في ظل عدم وجود حل آخر بعد قطع المجلس المحلي لمياه الشرب عن منزله.
ويجد العامل صعوبة في تسديد ثمن المياه من أجرته التي تبلغ نحو 30 ليرة تركية يومياً، “هذا في حال توفر عمل”.
يقول إن صاحب الصهريج لم يكن سيقبل بتعبئة المياه بالدين لو لم يكن على معرفة سابقة به.
وفي السابع من الشهر الجاري، أصدر المجلس المحلي في مدينة أعزاز وريفها تعميماً بقطع المياه عن الأحياء التي لم تتجاوز نسبة الجباية فيها 50 بالمائة.
وأشار التعميم إلى أن نسبة الجباية في المدينة عموماً لم تتجاوز 30 بالمائة.
ويرى سكان ونازحون في المدينة أن المجلس المحلي اتبع سياسة العقاب الجماعي، وأن القرار “لم يراع” حتى الملتزمين بتسديد رسوم الجباية.
وبعد التعميم بيوم، قطع المجلس المياه عن الحي الشرقي والذي يعد أكبر أحياء المدينة، وسط تخوف سكان باقي الأحياء من إيقاف ضخ المياه إلى منازلهم والتي ستكلفهم مبالغ مالية لتأمين المياه عبر الصهاريج الجوالة.
وتعلل عائلات في أعزاز تهربها من تسديد الرسوم بتدهور الوضع المعيشي وقلة فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والتي باتت “لا تتماشى” مع مداخيلها.
كما ويشتكي سكان في أعزاز وريفها من التعامل بالليرة التركية وتأرجح سعر صرفها وعدم ثباته مقابل الدولار وهو ما فاقم الصعوبات المعيشية.
وتبلغ قيمة الدفع الشهري لكل منزل تصله المياه 50 ليرة تركية (ما يقارب 15 ألف ليرة سورية).
والشهر الماضي، رفع المجلس رسوم الاشتراك الشهري من 30 ليرة تركية إلى 50 ليرة وذلك إثر تدهور الليرة التركية مقابل الدولار وعدم ثباتها، وفقاً لما نقله سكان لنورث برس عن موظفي الجباية.
وأواخر الشهر الماضي، سجل سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي، 12.80 للدولار الأميركي الواحد، و268 مقابل الليرة السورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات المحلية والأجنبية.
ويقول رشيد شيخ فاضل (39 عاماً)، وهو اسم مستعار لعامل مياومة في أعزاز، إن اتباع سياسة القطع العام للمياه يلحق الضرر بالسكان ويجبرهم على شراء المياه من الصهاريج بأسعار “عالية”.
ويرى الرجل أنه من الأفضل تركيب عدادات مياه لكل منزل “ومطالبة العائلات التي تتهرب من الدفع بالرسوم بدل معاقبة الجميع”.
ومنذ خمسة أشهر، يقوم المجلس المحلي في أعزاز بضخ المياه إلى أحياء أعزاز عبر استجرارها من بحيرة ميدانكي بريف عفرين.
وتتم عملية ضخ المياه إلى أحياء المدينة بشكل دوري عبر جدول أسبوعي، حيث تصل إلى كل حي مرة في الأسبوع ولمدة ثماني ساعات.
ويضطر سالم الأشقر (42 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف حماة يعيش في أعزاز، منذ قطع المياه عن الحي الشرقي لشرائها من الصهاريج.
لكنه يشتكي من ارتفاع الأسعار و”استغلال” أصحاب الصهاريج توقف ضخ المياه عن حيه وتحكمهم بأسعار التعبئة.
فهو يدفع 40 ليرة تركية (12 ألف ليرة سورية) لعشرة براميل “لا تكفي العائلة لمدة أسبوع”.