مزارعو الخضار الورقية شمال الحسكة.. تكاليف مرتفعة ومزارعون “مفلسون”

تل تمر – نورث برس

يلف اليأس مشاعر المزارع محمود محمد بسبب شح ما يجنيه من إنتاج حقله المزروع بمختلف أصناف الخضار الورقية بريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي سوريا، مع ترجيحه الخسارة نهاية الموسم.

ورغم تنقلهم بين أصناف عديدة من المزروعات، يبقى المزارعون شمال شرقي سوريا، قلقين بسبب ندرة الأمطار في العامين الأخيرين وعدم حصولهم على مخصصاتهم من المازوت (الديزل) مدعوم السعر لتشغيل آبارهم الزراعية.

وينظر ‘‘محمد’’  بوجه شاحب إلى محصوله من الخضار الورقية الشتوية على مساحة عشرة دوانم في قرية الركبة جنوب بلدة تل تمر.

 ويتوقع الخسارة رغم اكتفائه بمساحة قليلة وأصناف عديدة مثل السلق والسبانخ والبصل والجرجير والبقدونس.

صعوبات وجفاف

يقول لـنورث برس إن أسعار البذار كانت باهظة جداً، “اشتريت الكيلوغرام الواحد من بذار السلق بسعر وصل إلى 12 ألف ليرة، بينما تباع الربطة منه في الأسواق المحلية بـ 100 أو 150 ليرة، وهذه الأسعار لا تسد التكلفة’’.

ويشدد المزارع الذي كان يعتمد على إنتاجه لإعالة أسرته في ظل تراجع المحاصيل الاستراتيجية، إلى صعوبات جمة تواجهه هذا العام.

ويضيف: ‘‘نعاني من نقص مادة المازوت، كان لدي 50 لتراً حين زرعت البذار، لكن مع نفاذها، بتنا نشتري صنفاً بسعر 410 ليرات، وفُقد هو الآخر، إلى جانب عدم توفر الأسمدة’’.

ورافق حديث “محمد” هطول زخات مطرية سرعان ما توقفت، فأشار إلى أن الاحتباس المطري كان عاملاً اضافياً في لحاق خسائر بالمحاصيل الأساسية.

وتوقع أن تكون مساحات المزروعات في المنطقة أقل مما تم التخطيط له بسبب عدة عوامل متعلقة بقلة الدعم وغلاء أسعار البذار وتدني سعر الإنتاج في الأسواق.

ووفق إحصائيات لجنة الزراعة في تل تمر، فإن الخطة الزراعية لهذا العام تضمنت زراعة 3.985 دونماً في المنطقة.

ويدعو مزارعون الإدارة الذاتية لتقديم دعم أفضل للقطاع الزراعي في ظل المخاطر المحدقة، ومساعدتهم على تجاوز العقبات حتى تستعيد المحاصيل المحلية عافيتها.

 ويصف المزارع زراعة الخضار بدعامة مهمة للاقتصاد المحلي والسكان، في ظل تكرر حالات الحصار وقلة المساعدات الإغاثية الواصلة للمنطقة.

إنتاج متراجع

وكان الإنتاج المحلي لأرياف الحسكة يحقق نسبة جيدة من الاكتفاء الذاتي للأسواق المحلية، وبأسعار تتماشى مع دخل السكان المحليين في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة.

ويقول مزارعون إن أصنافاً من الخضار كانت تغطي جزءاً كبيراً من خسائرهم في المحاصيل الاخرى وسط الجفاف خلال العامين الأخيرين.

وفي الجوار، زرع أحمد حسين نحو عشرة دوانم بالخضار الورقية الشتوية بالقرب من منزله على أطراف قريته “الركبة”.

يقول إن الخسائر المتلاحقة في المحاصيل الزراعية دفعته في العامين الأخرين نحو “الإفلاس”.

ويضيف المزارع الأربعيني، وهو أب لأربعة أطفال: ‘‘الوضع سيء جداً، فالخضار بدأت تتلف بسبب قلة السقاية وسط نقص المحروقات دون أن يسأل أحد عن حالنا وما نحتاج”.

يقول إن أسعار بعض الأصناف في الأسواق مقارنة بتكاليف زراعتها وسقايتها وجنيها ونقلها “متدنية”، وإن الأمر يدفعه أحياناً لتقديم محصوله كعلف للماشية.

يشير إلى أرضه: ‘‘هذه المساحة كلفتني نحو 500 ألف ليرة سورية ما عدا أعطال محرك المياه، لكن قلة الدعم وتدني الأسعار كبدتني خسائر كبيرة”.

إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: حكيم أحمد