الإعمار والاستقرار ما بعد الهجمات التركية في شمال وشرقي سوريا
ديريك/ المالكية – سولنار محمد – نورث برس
تراجعت حركة البناء في منطقة المالكية / ديرك شمال الحسكة وأقصى شمال شرقي سوريا، بسبب غياب الاستقرار في المنطقة وانهيار الليرة السورية.
وقال المختص بشأن العقارات المحامي دهام بريندار لـ"نورث برس"، إن مدينة المالكية شهدت خلال السنوات القليلة الماضية ازدهاراً وانتعاشاً عمرانياً قلّ مثيله في محافظة الحسكة، وتراجعت الحركة مؤخراً.
وأضاف بريندار أنه كان هناك "الكثير" من المشاريع التي كانت قيد الدراسة لإنجازها في مدينة المالكية ولكنها توقفت، مشيراً إلى أن مشاريع البناء التي يجري استكمالها حاليا كان القائمون قد بدأوا فيها من قبل.
وأوضح بريندار أن تراجع حركة البناء يعود بشكل رئيسي إلى غياب الاستقرار الأمني بعد انطلاق العملية التركية في شمال شرقي سوريا، أما الأسباب الثانوية فهي انهيار القيمة الشرائية لليرة السورية وارتفاع الأسعار "الجنوني".
وأعطى بريندار مثالا على ذلك، أن المنزل أو قطعة الأرض التي كانت تباع بـ /12/ مليون ليرة سورية كانت تعادل /20/ ألف دولار أمريكي أما الآن فهي تساوي تقريبا /10/ آلاف دولار ما أدى إلى انخفاض وهبوط في عملية البيع والشراء.
وبدوره قال عبد الرحيم علي، صاحب إحدى المكاتب العقارية، إن حركة البناء والعمران تراجعت "بنسبة كبيرة" متأثرة بغياب الاستقرار الاقتصادي والأمني بعد انطلاق العملية العسكرية التركية.
وأضاف علي، أن متعهد البناء يشتري معداته من اسمنت وحديد وغير ذلك بالدولار الأمريكي ويبيعها بالليرة السورية التي تشهد انهيارا بصرفها مقابل الدولار، الأمر الذي حال دون قدرة بعض الأهالي على البناء.
من جانبه أفاد العامل رمضان عبد العزيز، أن ارتفاع صرف الدولار انعكس على أسعار مستلزمات ومعدات البناء، وتابع "لم يعد بمقدورنا العمل، تراجعت حركة البناء والأهالي خائفون بسبب انهيار قيمة الليرة".
وحاولت "نورث برس" الحصول على إحصائية الرخص التي تم منحها للمشاريع الجديدة في مدينة المالكية بعد العملية التركية على شمال وشرقي سوريا إلا أن المكتب الفني في بلدية الشعب بالمالكية رفض الإدلاء بأي تصريح.
يذكر أن الليرة السورية سجلت أسوأ سعر لها في التاريخ، حيث واصلت انهيارها أمام الدولار الأمريكي لتسجل معظم المحافظات السورية أكثر من /1000/ ليرة للدولار الواحد، الأمر الذي انعكس على أسعار المواد الغذائية والأساسية والسلع والمحروقات.
وأطلقت تركيا والفصائل المسلحة التابعة لها العملية العسكرية الأربعاء في الـ9 من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، ضد الشمال السوري، في محاولة لإنشاء ما تسمى "المنطقة الآمنة"، بهدف إسكان اللاجئين السوريين وإحداث تغيير ديمغرافي بالمنطقة.
يذكر أن جميع مواد البناء تدخل من معبري سيمالكا والوليد بريف المالكية، حيث يعتبر المعبران شريان الاقتصاد في شمال وشرقي سوريا، ناهيك عن وجود مقالع الأحجار على أطراف نهر دجلة بالمنطقة.