سرقة كابلات الشبكات تتسبب بانقطاع خدمات في السويداء
السويداء- نورث برس
تتكرر حوادث سرقة كابلات شبكات الهواتف الأرضية والإنترنت والكهرباء في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، ما يتسبب بأضرار في هذه القطاعات ويتسبب بخروجها عن الخدمة في المدن أو أريافها، لينتظر السكان أياماً أو ربما أسابيع ريثما تتم أعمال الصيانة.
ويقوم مجهولون وعصابات بعمليات سرقة كابلات وحرقها واستخراج النحاس منها وبيعها لسماسرة محليين يتاجرون بالخردة والنحاس المسروق بشكل خاص، بحسب مصادر محلية.
وتتركز معظم حوادث سرقة كابلات الكهرباء في محيط المدارس وآبار المياه، ما أدى لخروج العديد من الآبار عن الخدمة في قرى المحافظة، بحسب المصادر ذاتها.
وأواخر الشهر الماضي، أقدم مجهولون على سرقة كابل الكهرباء لبئر المياه في قرية بريكة شمال السويداء.
وفي حزيران/ يونيو الفائت، انقطعت الاتصالات عن ثلاثة أحياء شمالية في السويداء المدينة بعد سرقة مجهولين كابلات هواتف أرضية.
وقدر موظف في مديرية الاتصالات في السويداء، في تصريح حينها لنورث برس، طول الأكبال المسروقة بـ ٩٠٠ متر، تبدأ من مدخل البوابة الشمالية لمدينة السويداء وتنتهي عند مديرية الكهرباء الحكومية.
وفي الثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، ألقت فصائل محلية القبض على “لصوص” أثناء محاولتهم سرقة
محولة الكهرباء لبئر قرية العفينة جنوب السويداء.
تأخر صيانة
وفي وقت سابق، قال مدير شركة كهرباء السويداء نضال نوفل لوسائل إعلام محلية إن “السارقين لديهم طرق خاصة لتفكيك المحولات وسحب النحاس من الأكبال وبيعه”.
وفي عدة محاولات للسرقة، تم قطع كابلات ضوئية للهاتف والإنترنت والتي لا تحتوي على نحاس، وذلك “لجهل السارقين بآلية عمل هذه الكابلات التي تنقل البيانات ضوئياً دون وجود أي معدن”، وفقاً لما ذكره موظف في شركة الكهرباء لنورث برس.
وأشار الموظف إلى أن ذلك أدى لخروج شبكة الهواتف الأرضية وبوابات الإنترنت عن العمل في بعض أحياء المدينة والقرى، “والتي تبقى مقطوعة لأسابيع أحياناً حتى يتم إصلاحها”.
وأرجع سبب تأخر إصلاح الأضرار الناجمة عن عمليات السرقة إلى قلة الآليات والإمكانات المتاحة.
ويضطر أيهم خلدون، وهو اسم مستعار لطالب جامعي في الجامعة الافتراضية السورية، للذهاب من بلدته قنوات شمال شرق السويداء إلى مدينة السويداء حتى يتمكن من متابعة دراسته عبر الإنترنت بسبب انقطاع الخدمة في البلدة.
يقول الطالب الجامعي إن الكابل الضوئي سُرق لأربع مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما أدى لقطع الإنترنت عن كامل البلدة التي يسكنها نحو 20 ألف شخص.
اتهامات للفرقة الرابعة
ويُحمّل سكان في السويداء، الجهات الأمنية الحكومية مسؤولية ازياد سرقة الكابلات، إذ أنها “لا تمنع اللصوص”.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، انقطعت مياه الشرب عن بلدتي الخرساء ولاهثة بريف السويداء جراء سرقة أكبال كهربائية مغذّية لآبار المياه من قبل مجهولين.
وحينها استمر انقطاع الوارد المائي عن البلدتين لأيام حتى تم تركيب خطوط كهرباء جديدة.
وقبلها بعدة أيام، قامت مجموعة مجهولة بسرقة كابلات كهربائية في بلدة بارك شمال شرق مدينة السويداء، سبقها بيومين سرقة مماثلة في بلدة صلخد شمال السويداء.
وقال مصدر في أحد الفصائل المحلية في السويداء إن السماسرة يبيعون هذه المواد إلى شخص يتبع للفرقة الرابعة وصفه بـ “مندوب”.
وأضاف أن ذلك الشخص يجمع كل الخردة في موقع قريب من مدينة شهبا شمال المحافظة ويقوم بنقلها إلى دمشق رفقة عناصر للفرقة “التي تحتكر تجارة المعادن المُختلفة وتنقلها برفقة قوات عسكرية تحت مسمى الترفيق”.
وذكر أن هذه المعلومات اعترف بها “لصوص” قبضت عليهم فصائل محلية الشهر الفائت.