عودة العجلة الإنتاجية للعمل في المدينة الصناعية في الشيخ نجار بحلب ..ودعم حكومي “قاصر”
حلب – سام الأحمد – نورث برس
أكثر من /550/ معمل ومنشأة صناعية عادت للعمل في المدينة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرقي حلب منذ دخول القوات الحكومية السورية إليها، وخروج المعارضة المسلّحة قبل ثلاث سنوات خلت.
المدينة التي كانت تعتبر الأضخم في الشرق الأوسط من حيث المساحة وعدد المعامل الموجودة فيها، أصابها ضرر بالغ كما غيرها من المناطق الصناعية المنتشرة في حلب وريفها، لكن دبت الروح فيها من جديد وعادت للعمل وإن بشكلٍ جزئي بالرغم من المصاعب الكثيرة التي تعيق عودة المدينة الصناعية للعمل بطاقة انتاجية مرتفعة .
مازن ميرة صاحب منشأة صناعية لإنتاج المواد الغذائية في الشيخ نجار يقول لـ "نورث برس": "بالرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على إعادة تشغيل منشأتي الصناعية لإنتاج المواد الغذائية إلا أنه إلى الآن لم تستقر الأمور، لا سيما وأن المنتج المحلي بحاجةٍ لدعم حكومي واضح واجراءاتٍ جمركيةٍ تتيح لنا استيراد المواد الاولية بسعر مقبول وهذا لم يتحقق لهذه اللحظة".
أمّا عبد الحميد فلاحة صاحب معمل نسيج في الشيخ نجار، يقول لـ "نورث برس": "بالرغم من المصاعب التي نواجهها لكن لابد لنا من إعادة العمل واطلاق عجلة الإنتاج الصناعية، فحلب يجب أن تعود كما كانت مركزاً صناعياً ليس في سوريا وحدها بل على مستوى الشرق الاوسط،"
ثم يضيف؛ "المستفيد الوحيد من تدمير الصناعة الحلبية هو الجار التركي الذي ساهم عبر المسلّحين المنتمين إليه في سرقة وتدمير معظم منشآت والمصانع لاسيما صناعة النسيج والألبسة التي كانت فيما مضى تتفوق على الصناعة التركية لذلك يجب أن تنطلق الصناعة في حلب بغض النظر عن الصعوبات وهوامش الربح الضئيلة التي نجنيها".
لكن على أرض الواقع وبالرغم من عودة مئات المعامل والمنشآت الصناعية في الشيخ نجار للعمل، مازالت هذه المعامل تعمل بطاقة انتاجية لا تتخطى /%40/, الأمر يُرجعه الصناعي محمد سكر لعدة أسباب يوردها لـ "نورث برس".
حيث يقول سكر "لعلّ أهمها عدم استقرار سعر الدولار وارتفاعه الكبير قياساً بالليرة السورية من ثم الاجراءات الجمركية وانتشار الحواجز وما تسببه من عوائق ومشاكل أمام حركة نقل وتصريف البضائع ووصول المواد الأولية للمعامل."
كذلك أضاف، "عدم توفر سوق خارجية والحظر المفروض على سوريا، ثم يختتم الأسباب بغياب الأيادي العاملة لاسيما أصحاب الخبرات من الشبان الذين هم بمعظمهم أما جنود احتياطين في القوات الحكومية السورية، أو هاجروا لخارج البلد وهذا كله أدى لتراجع الإنتاج في المدينة الصناعية إلى مستويات متدنية من وجهة نظري".
عودة الشيخ نجار كمدينة صناعية لها ثقلها في الصناعة والاقتصاد السوري مرهون بتحسن الظروف الاقتصادية، وزيادة الدعم الحكومي, ورغم وجود خطة لدى الحكومة السورية للنهوض بصناعة حلب وجعلها رافعة للاقتصاد السوري، مازال هذا الدعم قاصراً برأي العديد من صناعيي حلب الذين لا يملكون خياراً سوى الاستمرار بالعمل ورفع سوية الإنتاج مهما كانت حجم المصاعب.