مقرات عسكرية بمناطق سكنية في إدلب رغم اعتراض سكان
إدلب – نورث برس
فشلت كل محاولات زياد الكرمو (47 عاماً) وعدد من سكان حيه في مدينة أريحا جنوب إدلب، شمال غربي سوريا، في إخراج عناصر فصيل “فيلق الشام” من منزل في الحي اتخذوه مقراً لهم.
يقول الرجل إن عناصر المقر رفضوا الخروج من الحي “بحجة” أن البناء محصن ومؤلف من عدة طوابق ومن الصعب أن يجدوا موقعاً آخراً يتحصنون به، إضافة أن أريحا قريبة من خطوط التماس مع القوات الحكومية.
وبعد عدة محاولات فاشلة مع عناصر الفصيل، رفع سكان الحي دعوى قضائية لدى إحدى المحاكم التابعة لهيئة تحرير الشام، ورغم وعود الهيئة بنقل المقر إلا أن ذلك لم يُنفّذ.
يضيف “الكرمو” باستياء: “تأكيد الهيئة كان بمثابة إبرة مخدر، لو أنها فعلاً مهتمة بسلامة المدنيين لقامت بنقل المقر إلى مكان آخر لكن يبدو أن سلامة أطفالنا هو آخر همها”.
ويشتكي السكان في مدينة أريحا وقرى في منطقة جبل الزاوية المجاورة من تواجد المقرات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام في الأحياء السكنية.
ويقولون إنها تشكل مخاطر على حياة السكان وخاصة أنها تضم أسلحة ومواد متفجرة، كما أنها معرضة للقصف من قبل القوات الحكومية والطيران الروسي.
ويعبر “الكرمو” عن مخاوفه من تعرض المنازل المجاورة للمقر، للقصف في ظل التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء المنطقة.
“أمر غير مقبول”
ومنذ أشهر، تشهد مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا وخاصةً منطقة جبل الزاوية تصعيداً عسكرياً بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.
والاثنين الماضي، قصفت القوات الحكومية الأطراف الشرقية لمدينة إدلب وتعرضت مواقع لفصائل معارضة في قرى وبلدات الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة والبارة وبينين بجبل الزاوية جنوب إدلب لقصف مماثل، بحسب مصادر ميدانية.
وفي اليوم ذاته، شنت الطائرات الحربية الروسية عدة غارات جوية على موقع لفصائل معارضة في أطراف بلدة البارة جنوب إدلب، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح.
ويرى فايز العلي (51 عاماً)، وهو من سكان الريف الجنوبي لإدلب، أن تواجد المقرات العسكرية في الأحياء السكنية، “أمر غير مقبول وليس له أي مبرر، فهناك عشرات القرى الخالية من السكان في القسم الجنوبي والشرقي من جبل الزاوية يمكن أن يتخذوها جميعها مقرات لهم”.
ومؤخراً، اضطر فايز العلي (51 عاماً)، وهو من سكان بلدة أخرى في منطقة جبل الزاوية، لترك منزله والخروج إلى أطرافها حيث يملك هناك منزلاً آخر.
يقول إنه رغم صعوبة الوصول إلى منزله في أطراف البلدة خلال فصل الشتاء، إذ أن الطرق المؤدية إليه جميعها ترابية، “لكن لا خيار آخر لدي، فلا يمكنني البقاء في منزلي القديم بسبب تواجد مقر عسكري بالقرب منه”.
منازل متضررة
ويجد “العلي” نفسه محظوظاً، إذ سقطت قذيفة على منزله بعد أيام من انتقاله منه ما أدى لتضرره جزئياً.
والأحد الماضي، قصفت قوات الحكومة بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ مواقع للمعارضة في قرى وبلدات سفوهن وفليفل وبينين والفطيرة وكنصفرة وكفرعويد بجبل الزاوية، بحسب مصادر عسكرية معارضة.
وتسبب القصف بتضرر نحو 20 منزلاً، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء المناطق المستهدفة.
والاسبوع الماضي، تدمر منزل غازي الأطرش، وهو اسم مستعار لأحد سكان ريف منطقة جبل الزاوية، بالكامل بعد أن طالته قذائف مدفعية، بينما أصيبت زوجته وأطفاله بجروح متفاوتة.
ويقول “الأطرش” إن بلدته وخاصة الحي الذي يسكنه تعرض عدة مرات للقصف من قبل القوات الحكومية والطائرات الحربية الروسية وذلك بسبب وجود مقر عسكري تابع لهيئة تحرير الشام وسط البلدة وعدة مقرات أخرى في أطرافها.
ويتساءل عن سبب تواجد تلك المقرات رغم أن بلدته بعيدة عن مواقع سيطرة القوات الحكومية، ويقول: “القذائف تصيب منازل المدنيين ولم تتعرض تلك المقرات للقصف إلا لمرات قليلة”.