تربية الداجن في الرقة…بين مغامرة الاستمرار وصعوبة التوقف وخطورة الآفات المرضية

الرقة – أحمد الحسن – نورث برس

 

تعد تربية الدواجن من المشاريع الجديدة في مدينة الرقة، والتي لا يتجاوز تاريخها /20/ عاماً، حيث كانت تعتمد السوق المحلية سابقاً على اللحوم المستجلبة من المناطق الأخرى، كإدلب وريف حلب وغيرها من المناطق التي عملت في هذا المجال، منذ زمن بعيد إلى أن انتشرت المداجن في ريف الرقة لتغطي /80%/ من حاجة السوق المحلية من اللحوم البيضاء.

 

تربية الدواجن خلال سيطرة تنظيم "الدولة"

 

تراجعت تربية الدواجن أثناء سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على المنطقة، لتغلق معظم المداجن أبوابها، بسبب الانتهاكات التي كان يفرضها عناصر التنظيم على المربين، ليصل سعر كيلو الفروج أيام التنظيم إلى /2500/ ليرة.

 

كما عمل التنظيم ومن قبله فصائل المعارضة المسلحة، على إغراق السوق المحلية بالدجاج المثلّج المستورد من تركيا، ذو الجودة المنخفضة وبأسعار متدنية، فيما أدت الأمراض التي سببتها تلك اللحوم لدفع التنظيم إلى منع تداوله في الأسواق المحلية.

 

تربية الدواجن اثناء سيطرة "قسد"

 

بعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية على المنطقة وتأسيس لجنة الاقتصاد، عادت تربية الدواجن إلى الازدهار من جديد، بسبب التسهيلات التي منحت للمربين، ليتراوح سعر كيلو اللحم الأبيض بين /600/ و/800/ ليرة سورية في أكثر الأحيان.

 

وعادت الأسعار إلى الارتفاع بعد الهجوم التركي على الشمال السوري، مع ارتفاع اسعار صرف الدولار، إذ آرجع المربي عدنان محمد الشريف هذا الارتفاع إلى عدة أسباب عبر القول: "لقد أثر ارتفاع الدولار على عملنا بشكل كبير، فنحن نشتري بالدولار ونبيع بالليرة السورية".

 

كما أضاف الشريف أنه "قبل بداية الأحداث الأخيرة، كنا نشتري الصوص بـ/40/ سنتاً، وطناً من العلف بـ/400/ دولار، ولكن الآن وبعد إغلاق الطرق اصبحنا نشتري الصوص بـ/50/ سنتاً إضافة لطن واحد  من العلف بـ/450/ دولاراً، هذا عدا سعر الصرف ذاته".

 

وأوضح كذلك أن إغلاق المعابر والاعتماد على البضائع السورية، سبب تراجعاً كبيراً في عملهم، حيث قال: "كنا نشتري العلف المستورد ذو الخاصية الحيوانية، ولكن الان نشتري العلف السوري ذو الخاصية النباتية المنخفضة فهو لا يعطي النتيجة التي يعطيها العلف المستورد".

 

ويرجع المربي اسباب خسائرهم وتراجع عملهم إلى عوامل أخرى أهمها الأمراض التي اجتاحت المداجن في الفترة الأخيرة، إذ أنه "بعد استخدام العلف السوري ظهرت امراض كثيرة في مداجننا، حيث ينفق لدي بشكل يومي أكثر من مئة طير"، وفق كلام المتحدث.

 

كذلك فإن أسعار المازوت واعتماد الفحم بدلاً منه –على حد قول الشريف- كان من أسباب تراجع عملهم مؤكداً ذلك بقوله: "كنا نشتري برميل المازوت بـ/25000/ ليرة سورية ولكن الآن نشتريه بـ/40000/ ليرة، دون أن تقدم لنا لجنة الاقتصاد أي دعم".

 

من جهته أوضح منذر رفعت الصالح، مشرف مكتب الثروة الحيوانية التابع للجنة الزراعة والري في مجلس الرقة المدني، أن آفة مرضية تدعى "نيوكاسل" هي السبب الرئيسي للفتك بالدواجن في الفترة الأخيرة في مدينة الرقة، متأسفاً لعدم التعرف على أسباب المرض إلى الآن وعلاجه وطرق الوقاية منه.

 

كما أضاف الصالح قائلاً: "أخذنا عينات من الطيور النافقة، ونحن بانتظار النتائج لتوزيع اللقاحات للحد من هذا المرض والآفة".

 

وعن التدابير الوقائية تحدث الصالح: "تم إعداد حفر لحرق الطيور النافقة ودفنها بحسب الشروط الصحية، كما تم تعقيم المداجن وتطهيرها".

 

وأرجع الصالح انتشار هذا المرض لعدة أسباب منها: "عدم التزام أصحاب السيارات الناقلة للفروج بشروط السلامة، كما أن ضعف الخبرة لدى بعض مربي الدواجن، كان من عوامل انتشار هذا المرض من خلال تنقلهم بين المداجن، الأمر الذي أدى لنقل المرض من مدجنة إلى أخرى".

 

وفيما يخص العدوى التي قد يسببها هذا المرض للإنسان، أكد الصالح قائلاً: "ننوه الأخوة المواطنين بعدم التخوف من هذا المرض لأنه مختص بالدواجن، وليس له أي أضرار على الإنسان".

 

هذا وتعتبر تربية الدواجن رافداً اساسياً من روافد الاقتصاد المحلي لما توفره من لحوم بأسعار منخفضة، مقارنة بأسعار اللحوم الحمراء، الأمر الذي يستوجب على الجهات المعنية، اتخاذ إجراءات فعّالة لدعم هذا القطاع الحيوي.