مصير أستانا القادم معلق على رسائل التصعيد بين روسيا وتركيا

القامشلي ـ نورث برس

قبل كل جولة محادثات في أستانا، لحل “الأزمة السورية”، جرت العادة أن تتصاعد الرسائل المتبادلة بين روسيا وتركيا، والتي تُخطُّ بقصف كل دولة لمناطق نفوذ الأخرى على الأرض السورية، بهدف تحصيل أكبر قدر من المكاسب على حساب الطرف الآخر. 

وأمس الاثنين، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أن الاجتماع المقبل لمحادثات أستانا بشأن سوريا سيعقد في كازاخستان في غضون أسابيع قليلة.

وفي مؤتمر صحفي الشهر الماضي، قال لافروف إنه من المقرر عقد لقاء آخر في شهر كانون الأول/ ديسمبر. وأضاف: “أنا متأكد أننا سننظر في خطوات إضافية يمكن اتخاذها (بشأن التسوية)”.

والشهر الماضي، قال لافروف في مؤتمر صحفي: “أنا متأكد أننا سننظر في خطوات إضافية يمكن اتخاذها بشأن التسوية”.

وخلال الفترة الماضية، صعدت روسيا عبر طائراتها الحربية قصفها على مناطق متفرقة في إدلب وركزت قصفها على جبل الزاوية، كما استهدفت محيط نقاط تركية في المنطقة.

ضغوط متبادلة

تقارير صحفية نقلت عن مصادر مطلعة، أن روسيا تهدف من هذا التصعيد، لفتح ملف الطريق الدولي (إم فور)، في الجولة المقبلة من مفاوضات أستانا، والذي يصل الساحل السوري بمدينة حلب شمال البلاد، والذي يعبر الجزء الأكبر منه ضمن إدلب، وهو ما يعيد الحركة التجارية للحكومة في دمشق، وهذا ما يرفضه الأتراك.

وفي مقابل الضغط الروسي، أرسلت تركيا رسائل مشابهة لموسكو ولكن في شمال شرقي سوريا، حيث تواصل استهداف منبج وعين عيسى والتي تضم قاعدة روسية، إضافة لاستهدافات تطال محيط تل تمر، ناهيك عن لجوئها للاستهداف عبر الطائرات المسيرة.

ورغم التصريحات التي تظهر التوافق بين الطرفين للعلن، إلى أن ما يحدث على الأرض يشير لمواقف وربما لتفاهمات أخرى، بحسب مراقبين.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شدد وزير الخارجية الروسي، على ضرورة إنجاز الاتفاقات بين الرئيس الروسي والرئيس التركي، بغرض عزل من وصفهم بـ “الإرهابيين”، لافتاً بالدرجة الأولى إلى هيئة تحرير الشام التي تسيطر على منطقة إدلب.

ولكن تركيا لا تحرك ساكناً في إدلب، لا بالنسبة للقصف الروسي ولا تعهدها بعزل تحرير الشام، وكل ما تفعله هو تحصين مواقعها وتمركزاتها في المنطقة.

وفي الوقت ذاته، لا يدع وزير الخارجية الروسي فرصة أو مناسبة يتحدث فيها عن سوريا إلا ويشدد على ضرورة القضاء على “الإرهابين”.

وفي الأول من هذا الشهر، قال لافروف، في كلمة له أمام مجلس الاتحاد الروسي، إن بلاده ستواصل جهودها للقضاء على المجموعات المتشددة بشكل نهائي في سوريا وتسوية الأزمات الإقليمية.

اجتماعات بلا جدوى

وفي مؤتمر صحافي عقد في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/ سبتمبر الماضي، قال وزير الخارجية الروسي: “ثمة بؤرة إرهابية واحدة متبقية في سوريا وهي إدلب ولا مشكلة بمكافحة الإرهاب هناك”.

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تلوبيردي، أن الجولة الـ 17 من محادثات أستانا حول سوريا، ستعقد في مدينة نور سلطان أواسط كانون الأول المقبل.

واختُتمت في الثامن من تموز/ يوليو الفائت، في كازاخستان محادثات الجولة السادسة عشر من أستانا، والتي استمرت يومين بمشاركة إيران وروسيا وتركيا.

وناقشت تلك الجولة مثل سابقاتها آلية إيصال المساعدة الدولية واستئناف عمل اللجنة الدستورية السورية، دون تحقيق أي تقدّم.

وبدأت أولى جلسات أستانا في الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير من العام 2017، في العاصمة الكازاخية، بحضور ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، وبرعاية الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران).

واليوم، قال المتحدث باسم خارجية كازاخستان، أيبك صمادياروف، إن الجولة الـ17 من مفاوضات “أستانا”، ستعقد في مدينة نور سلطان يومي الواحد والعشرين والثاني والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

ويرى مراقبون أن نتائج الجولة القادمة من أستانا، لن تختلف عن سابقاتها، طالما أن روسيا وتركيا تسعيان لتحقيق أكبر قدر من الفائدة والنفوذ على الأراضي السورية، في ظل تعارض مصالح كل منهما في المناطق التي تسيطران عليها.