توقف مشروع تربية “أمُيّات الدجاج” في كوباني وتأثيره على غلاء أسعارها ولحومها في الأسواق

عين العرب / كوباني- فتاح عيسى – فياض محمد / نورث برس

 

عملت هيئة الاقتصاد في إقليم الفرات على تنفيذ مشاريع اقتصادية عديدة، من بينها مشاريع متعّلقة بتطوير إنتاج الثروة الحيوانية في المنطقة، ومنها مشروع تربية الأمُيّات ومفاقس البيض في ريف عين العرب / كوباني.

 

ويهدف المشروع بحسب القائمين عليه، إلى تأمين حاجة المداجن المحلية في منطقة كوباني وريفها ومناطق اخرى متصلة بها من شمال شرقي سوريا، من الصيصان والعمل على تخفيض أسعار الفرّوج الذي كان يتحكم به التجّار.

 

والأميات هي صيصان يجري استيرادها من الخارج بعمر يومين – أربعة أيام، وتربى لحين بلوغها /6/ أشهر، ومن ثم تبدأ بإنتاج البيض، لمدة سنة واحدة، ليجري بيعها بعد توقفها عن الإنتاج عقب مرور سنة كاملة.

 

الهدف من المشروع

 

ويقول المتحدّث باسم لجنة الاقتصاد في مقاطعة كوباني خليل شيخ مسلم لـ"نورث برس" إن الهدف من تنفيذ مشروع الأمُيّات والمفاقس، هو تخفيض أسعار الفرّوج في المنطقة.

 

وأوضح أن مشروع المفاقس يعمل منذ ثلاث سنوات، بينما مشروع الأمُيّات بدأ تنفيذهُ قبل نحو عامين، حيث كان لمشروع الأمُيّات دور كبير في تخفيض سعر كيلو الفروج إلى نحو /600-700/ ليرة سورية وبالتالي عادت الفائدة بالدرجة الأولى على المواطن.

 

وأشار شيخ مسلم إلى أن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في الشمال السوري، أدّت لتوقف عمل مشروع الأمُيّات كون إنتاجها من البيض محدّد بعامٍ واحدٍ فقط، لافتاً إلى أن توقف العمل في المشروع أدّى لارتفاع سعر كيلو الفروج، إلى نحو //1200 ليرة سورية.

 

الحلول

 

ويضيف شيخ مسلم أن هيئة الاقتصاد عملت على تجهيز هنكارين (بيوت الدجاج) إضافيين لتأمين البيض بشكلٍ مستمرٍ، لمشروع المفقسة، وبالتالي تأمين الصيصان للمداجن بشكل دائم.

 

كما نوه إلى أن الإدارة تعمل على تأمين صيصان الأمُيّات قريباً والتي تأتي من الخارج حصراً (الدول الأوربية) لإعادة الإنتاج في المفاقس وتخفيض أسعار الفروج في المنطقة.

 

حيث تحتاج صيصان الأمُيّات إلى نحو ستة أشهر لبدء إنتاج البيض الخاص بالمفاقس، ويستمر إنتاجها لنحوِ عامٍ إلى أن تتوّقف عن الإنتاج، في حين يتم تربية صيصان الأمُيّات من جديد للعودة إلى الإنتاج.

 

كمية الإنتاج

 

بدورها تقول المشرفة على مشاريع الثروة الحيوانية التابعة لهيئة الاقتصاد، المهندسة ندى علي، أن إنتاج مشروع "أمُيّات الدجاج" كان يصل إلى نحو /14/ ألف بيضة كل ثلاثةِ أيام، حيث يتم نقلها إلى مفقسة تابعة للهيئة والتي تتضمن تسع أجهزة حديثة خاصة بتفقيس البيض، سعة كلٍ منها نحو/ /16 ألف بيضة، بهدف تغطية حاجة المنطقة من الفرّوج، إضافة لتأمين البيض للمفاقس الخاصّة في مدينتي منبج والقامشلي.

 

في حين أكدّت أن الأحداث الأخيرة في المنطقة أدّت لإيقاف عمل مشروع الأمُيّات، حيث كان يتم جلب الصيصان الخاصّة بالمشروع من الدول الأوربية عبر تركيا، وتربيتها لستة أشهر للوصول إلى فترة الإنتاج.

 

ولفتت أيضاً إلى أن مقاطعة البضائع القادمة من تركيا أثّرت على المشروع الذي يحتاج للبحث عن بدائل لإعادة تفعيله.

 

ويعمل نحو /10/ عمّال في مشروع الأمُيّات الذي تم تجهيزه قرب قرية "شيخ جوبان" جنوب مدينة عين العرب / كوباني، بينما يعمل /8/ عمّال في مشروع المفقسة الذي تم تجهيزه قرب قرية "كوربنكار" جنوب المدينة.

 

وتؤكد ندى علي أن مشروع المفاقس مستمرٌ في إنتاج الصوص للمداجن بعد تأمين البيض من محافظة حماة، حيث ينتج المشروع حالياً نحو/ /100 ألف من الصيصان خلال 21/ /يوماً.

 

وأردفت بأنه "يتم بيع الصيصان للمداجن بسعر يتراوح بين /28/ إلى //70 سنتاً أمريكياً للصوص الواحد، بحسب أسعار البورصة العالمية الخاصة بالصوص.

 

وكان مشروع المفقسة ينتج /25/ ألف صوص خلال 21/ /يوماً، ولكن بعد تطوير الأجهزة وتحديثها أصبحت قادرة على إنتاج /125/ ألف صوص خلال 21// يوماً، في حال تأمّن البيض الخاص بالمفاقس.

 

عزوف أصحاب المداجن عن العمل

 

بدوره يؤكد أديب عمر أحمد (50 عاماً) صاحب مدجنة خاصة في قرية "مناز" غرب كوباني، أن الحرب التركية على المنطقة أثرت بشكل سلبي على عمل المداجن، حيث كان اعتماد أصحاب المداجن في تأمين صيصان الفروج على مشروع المفقسة التابع لهيئة الاقتصاد.

 

ويستدرك قائلاً: "الحرب أدت لإيقاف وانخفاض الإنتاج في تلك المفاقس، واضطرار أصحاب المداجن إلى استيراد (جلب-شراء) الصيصان من محافظة حماة".

 

فيما يوضح أحمد أن أصحاب المداجن يواجهون صعوبات في جلب الصيصان من محافظة حماة، بسبب المخاطر على الطرق وبعد المسافة التي تؤثر على صحة تلك الصيصان، إضافة إلى أن نوعية الصوص القادم من حماة ذات جودة متدنية.

 

ويضيف أن اعتماد أصحاب المداجن على شراء الصوص القادم من مدينة حماة أدى لارتفاع سعر كيلو الفروج من نحو 700-750 ليرة سورية للكيلو إلى /1000-1100/ ليرة سورية للكيلو الواحد حالياً بسبب نقص المواد والصيصان في المنطقة.

 

أيضاً شدد على أن صعوبة تأمين الصيصان وارتفاع تكلفتها وارتفاع سعر صرف الدولار والمخاوف من التهديدات التركية  أدى لعزوف أغلب أصحاب المداجن عن العمل.

 

يذكر أن كل مدجنة تحتاج إلى نحو /15/ ألف دولار لتربية نحو /5/ آلاف صوص خلال فترة إنتاج تصل إلى نحو /45/ يوماً.