من العلف إلى تكاليف العلاج وأسعار البيع .. غلاء يسيطر على سوق المواشي في الرقة

الرقة – أحمد الحسن – نورث برس

تُعتبر الثروة الحيوانية من الدعائم الأساسية للاقتصاد السوري، والتي يعمل بها أكثر من 10% من السكان، كما أنها ترفد السوق المحلية بحاجته من مشتقات الألبان والأجبان، وغيرها ممّا تنتجه الأغنام.

وتأثرت الثروة الحيوانية في سوريا كغيرها من القطاعات الاقتصادية، حيث كانت البادية سابقاً توّفر لمُرّبي المواشي بيئة مناسبة لتربية مواشيهم، نظراً لاتساع المناطق الرعوية المتنوعة.

وبعد اندلاع الأزمة السورية وفقدان الأمن في معظم المناطق، توجّه معظم مُربّيي المواشي إلى مناطق شمال شرقي سوريا، طلباً للأمان وتوفير مراعي لأغنامهم.

تربية المواشي خلال سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”

عانى مربو المواشي كثيراً في ظل سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على شمالي شرقي سوريا، بسبب الحصار الذي فُرض على المنطقة، الأمر الذي قلّص من مناطق الرعي ليقتصر رعي المواشي على العلف، الذي وصل في ظل سيطرة التنظيم إلى أسعار خيالية، مّا أدّى إلى دفع الكثير لبيع أغنامهم والعمل في مجالاتٍ أخرى.

تربية المواشي بعد طرد التنظيم

بعد طرد التنظيم من مناطق شرقي الفرات عاد مربو المواشي ليزاولوا مهنتهم، ولكن غلاءها الفاحش حرّم الكثيرين من استعادة أغنامهم، حيث ارتفعت أسعارها في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً، لتقتصر تربيتها على فئة محدودة من المربين.

ويقول فيصل الكنعوص لـ”نورث برس” وهو نازح من منطقة السخنة، حول حركة الأسواق والمشاكل التي تتحدّى مُربّي المواشي في مدينة الرقة بأنه “في مقدمة المشاكل التي تتحدّانا كمربي الأغنام، هي غلاء مادة النخالة (مادة علفية)، والتي تُعتبر من المواد الرئيسية في علف الأغنام”.

في حين يعود هذا الغلاء إلى تحكّم بعض التجّار في هذه المادة وابتزاز مُربّيي المواشي لرفع الأسعار، على حدِ قول الكنعوص.

وأشار إلى أنه من المشكلات التي تواجه مُربي الأغنام أيضاً، هو ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وتحكّم أصحاب الصيدليات بها، لتصل تكلفة لقاح الرأس الواحد من الماشية، إلى ما يقارب /7000/ ليرة سورية.

وعن حركة البيع والشراء قال الكنعوص “أسعار الأغنام جيدة جداً وهي بارتفاع متزايد نتيجة لهطول الأمطار، الأمر الذي يبشر بسنةٍ خيّرة”.

وتابع حديثه موضّحاً أن هذا الغلاء يقترن بارتفاع أسعار صرف الدولار وانهيار الليرة السورية، ليؤكد أن المال الذي يجنونه من بيع أغنامهم ليس إلاّ أرقامٍ لا تكاد تسدّ حاجاتهم الأساسية من مواد غذائية وغيرها.

أسعار المواشي

في حين تحدّث الدلّال (تاجر أغنام) ياسر خلف الحمد عن أسعار الأغنام وحركة السوق, قائلاً: “يشهد سوق الأغنام ارتفاعاُ كبيراً حيث يتراوح سعر النعجة الواحدة من/ 250000/ إلى /350000/ ليرة سورية، كما يصل سعر كيلو الخاروف إلى /3300/ليرة حيث يصل سعره إلى /180000/ ليرة سورية، فيما تصل سعر النعجة المخصصة للذبح إلى /180000/ ليرة ويصل سعر الجدي إلى /110000/ ليرة”.

وعن أسعار الأعلاف يقول “يصل سعر الشعير إلى /85/ ليرة للكيلوغرام الواحد ويصل سعر النخالة الى /105/ ليرات للكيلو”.

كما أوضح أن ارتفاع الأسعار قد حال دون استطاعة الكثيرين من شرائها، حيث بلغ سعر تنكة الحليب /10000/ ليرة سورية حسب قوله.

حيث سبّب هذا الغلاء في أسعار الأغنام مشكلة كبيرة للكثير من سكان الريف وغيرهم، ممن باعوا مواشيهم خلال سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية على المنطقة، الأمر الذي جعل من اقتناء بضعة النعاج، لتأمين الحليب واللبن لأطفالهم حلم الكثيرين.

وبين الوضع الراهن وغموض المستقبل، لا يزال يوميات السكان تنحر على مذبح تهاوي الليرة السورية أمام الدولار، الأمر الذي يشكل عبئاً إضافياً على الأهالي والمواطنين وبخاصة محدودي الدخل والفقراء والنازحين منهم.