أدوية تركية ذات جودة متدنية في صيدليات إدلب

إدلب- نورث برس

لم يلق ثائر البصاص ( 37عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من مدينة سراقب يعيش في مخيمات دير حسان الحدودية شمال غربي سوريا، تحسناً ملحوظاً خلال رحلة علاجه من مرض “الربو” رغم التزامه بتعليمات الأطباء والمختصين وتناول أدويته بشكل منتظم منذ قرابة شهرين.

يقول إنه اكتشف مؤخراً أن الأدوية التي كان يأخذها هي أدوية تركية “ذات جودة متدنية، وقد تكون مغشوشة”.

ومع الارتفاع “الخيالي” في أسعار الأدوية السورية في إدلب، انتشرت أصناف تركية ذات جودة أقل، وشاعت بسرعة لأسعارها المنخفضة، بحسب صيادلة.

 ويتهم “البصاص” الصيدلاني الذي باعه الأدوية باستبدال الأصناف التي دونها الطبيب بأخرى تركية بديلة دون علمه، “ليحقق بذلك ربحاً مضاعفاً”، على حد قوله.

فاعلية ضعيفة

ويقبل رائد السعيد ( 43 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من مدينة معرة النعمان يعيش في مدينة سرمدا شمال إدلب، على الأدوية التركية لسعرها المنخفض.

يقول إنه لا يمتلك القدرة على شراء الأصناف السورية.

ويحمد “السعيد” الله على عدم وجود أمراض مزمنة ضمن عائلته، لكنه يلجأ للأصناف التركية كلما أصيب أطفاله بالزكام أو الحمى.

ويشير إلى أن “سعر إبرة روسيفلكس التركية (حقنة عضلية مضادة للالتهاب) لا يتجاوز ست ليرات تركية ( 1500 ليرة سورية)، في حين تباع نظيرتها السورية في إدلب بـ 16 ليرة تركية (نحو أربعة آلاف ليرة سورية).

وتشهد منطقة إدلب، منذ نحو عامين،  انقطاعاً لأصناف من الأدوية السورية وارتفاعاً غير مسبوق للمتوفرة منها وصل إلى حد 100 %.

وتخضع شحنات الأدوية السورية الداخلة لإتاوات الحواجز العسكرية، ما يرفع أسعارها في الأسواق.

ارتفاع يعرقل حصول مرضى على احتياجاتهم منها، لا سيما المصابين بأمراض مزمنة ممن يتوجب عليهم تناول الدواء بشكل مستمر، وقد يشكل انقطاع الدواء عنهم لفترات قصيرة أو طويلة خطراً يهدد حياتهم.

وسائل غير آمنة

لكن رضوان العقدة (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح يعيش في إدلب، قال إنه امتنع عن شراء الأدوية بعد أن فاقت أسعار احتياجاته منها قدرته الشرائية.

ويعاني الرجل من مرضي الضغط والسكري.

 وتتجاوز تكلفة وصفته الأسبوعية 100 ليرة تركية، “وهو مبلغ  لا طاقة لي به”.

ويعمل “العقدة” على بسطة لبيع الأحذية بأجر يومي لا يتعدى 30 ليرة تركية (نحو ثمانية آلاف ليرة سورية).

ورغم أن الأدوية التركية أرخص ثمناً، يصفها بـ”الرديئة والمغشوشة” ويقول إنه جربها عدة مرات دون فائدة.

ويفضل المريض، الآن، الاكتفاء بأعشاب طبية وبعض الحمية، رغم عدم حصوله على إذن من طبيبه.

ويرى محمد النواف ( 30 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد الصيادلة في مدينة سرمدا شمال إدلب، أن من الضروري مراقبة الأصناف التركية وتحليلها، “فقد انتشرت بشكل واسع في الصيدليات في مختلف المدن والبلدات المجاورة، دون أدنى رقابة صحية عليها”.

يقول إنه يكتفي بتذكير المرضى المقبلين على صيدليته “برداءة أنواع الأدوية التركية كونها لم تظهر أي نتائج علاجية، إلا في حالات قليلة”.

ولا يمتلك “النواف” أي معلومات حول احتمال أن تكون هذه الأصناف غير أصلية.

ويشير إلى أن مصادر أصناف معينة منها تعود لشركات موثوقة وهي تغطي محل الأصناف السورية المفقودة.

لكنه يحذرمن تناول أدوية مجهولة المصدر كونها غير آمنة ومن الممكن أن تسبب مشكلات صحية جسيمة.

إعداد: سمير عوض – تحرير: حكيم أحمد