رفع الإتاوات على البضائع القادمة من ريف حلب سبب آخر للغلاء في إدلب

إدلب – نورث برس

توقف شاكر المصري (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لتاجر في مدينة الدانا، منذ أيام، عن إدخال الخضراوات من معبر الغزاوية مع ريف حلب الشمالي إلى منطقة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك بعد رفع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) الضريبة الجمركية على مختلف المواد القادمة من هناك.

وقبل ذلك، اعتاد التاجر الذي يتحدر من ريف حماة الشمالي على إدخال أصناف من الخضار كالبطاطا والبصل عبر المعبر، إذ كانت تدر عليه “أرباحاً جيدة، لكنها باتت تجارة خاسرة اليوم”.

والاثنين الماضي، رفعت الهيئة الرسوم الجمركية بمقدار عشرة دولارات على إدخال مختلف أنواع المواد الغذائية والمحروقات ومواد أخرى من معبر الغزاوية الخاضع لسيطرتها.

وأصبحت الضريبة 30 دولاراً  بدل 20 دولاراً أميركياً على كل طن يدخل إلى مناطق سيطرة “تحرير الشام” من مناطق شمال حلب.

وشملت الضريبة الجديدة، المواد الغذائية والمشتقات النفطية والحطب والألبسة والهواتف، إضافةً إلى العديد من أصناف الخضار والفاكهة.

ويربط معبران مناطق سيطرة تحرير الشام بمناطق سيطرة الجيش الوطني الموالي لتركيا، وهما معبر الغزاوية  المعروف بطريق دارة عزة غرب حلب، ومعبر دير بلوط الذي يربط شمال غربي حلب بإدلب.

“لا مبرر للقرار”

وأثار قرار هيئة تحرير الشام رفع الضريبة الجمركية، استياء سكان وتجار في المنطقة لا سيما أن القرار جاء في وقتٍ تشهد في إدلب موجة غلاء كبيرة نتيجة انهيار الليرة التركية أمام الدولار الأميركي.

ويوم أمس الأربعاء، سجل سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي، 13.43 للدولار الواحد، في حين سجل مقابل الليرة السورية 266 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات المحلية والأجنبية

ويقول “المصري” إن قرار رفع الضريبة غير مبرر ووصفه بـ”الظالم”.

ووفقاً لتجار، تسبب القرار برفع أسعار المواد التي شملتها الضرائب الجمركية بنحو 15 بالمائة، وهو ما زاد من معاناة سكان ونازحين يعانون أساساً من أوضاع معيشية واقتصادية سيئة، خاصةً مع استمرار انهيار الليرة التركية.

ووصل سعر الكيلوغرام من البطاطا إلى نحو أربع ليرات تركية بعد أن كانت قبل نحو أسبوع بثلاث ليرات، كما وصل سعر الطن الواحد من حطب الزيتون يوم أمس الأربعاء إلى 190 دولاراً (660 ألف ليرة سورية)، بحسب تجار في إدلب.

وارتفع سعر كيس الطحين (15 كيلوغراماً) من 80 ليرة إلى 120 ليرة تركية.

“أسواق شبه خالية”

ويقول سكان وناشطون في إدلب إن هيئة تحرير الشام في إدلب تتبع سياسة احتكار كل شيء وإنها عبر قراراتها تضيق الخناق على السكان.

ويعد قطاع المشتقات النفطية من أبرز القطاعات التي تحتكرها الهيئة عبر شركتها “وتد للبترول” المحتكرة لسوق المحروقات في شمال غربي سوريا بشكلٍ كامل.

كما تحتكر الهيئة الكهرباء والانترنت والمياه والمواصلات وإدخال مواد الإسمنت والحديد وغيرها، وتجني من ذلك أرباحاً شهرية تتجاوز الـ 30 مليون دولار أميركي، وفقاً لناشطين.

وللعام الثالث على التوالي، تفرض “هيئة الزكاة العامة” التابعة لحكومة الإنقاذ دفع “الزكاة” على جميع المتقدمين إلى المعاصر وأسواق الهال بنسبة خمسة في المائة، وذلك بناء على قرار أصدرته عام 2019.

وقال أحمد الشوا (42 عاماً) وهو صاحب متجر لبيع الألبسة الجاهزة، إن أسعار الألبسة ارتفعت نسبة 25 بالمائة بعد قرار رفع الضريبة الجمركية.

وأشار إلى أن أسواق الألبسة في المنطقة تشهد في الأساس ارتفاعاً كبيراً بأسعارها نتيجة انهيار الليرة التركية أمام الدولار الأميركي، “ليتسبب رفع الرسوم الجمركية بارتفاع أكثر”.

وأشار “الشوا” إلى أن أسواق الألبسة الجاهزة في بلدة أطمة الحدودية مع تركيا شمال إدلب، باتت شبه خالية من زبائنها خاصةً خلال الأيام القليلة القادمة نتيجة ارتفاع الأسعار.

وأضاف أن أرخص قطعة ملابس لا يقل سعرها الآن عن 250 ليرة تركية (70 ألف ليرة سورية).

إعداد: براء الشامي – تحرير: سوزدار محمد