مجموعات معارضة سابقاً تحولت للقوة الضاربة للأمن العسكري في درعا

درعا- نورث برس

لم يخرج مجحم الصيص، وهو أحد أبناء عشائر البدو بريف درعا جنوبي سوريا، منذ أيام من خيمته، خوفاً من استهداف مسلحين موالين للقوات الحكومية له.

يقول مربي الماشية، الذي اعتاد الخروج لبيع الحليب وشراء أعلاف، إنه تعرض مع أقارب له يسكنون في الخيام شرق الرقة لتهديدات واتهامات باستهداف عربات عسكرية للقوات الحكومية.

ويضيف أن العناصر الذين قاموا بتهديده يقودهم “أبو علي اللحام” وتتبع المجموعة للفروع الأمنية الحكومية.

ويتهم سكان في درعا مجموعات مسلحة، معارضة سابقاً، بالعمل مع فروع أمنية لاستهداف سكان عبر استغلال معلومات سابقة حصلوا عليها حين كانوا يحاربون ضد قوات الحكومة.

عمليات قتل واعتقالات

وتهدد مجموعة من هؤلاء البدوي بذريعة “زراعة عبوات ناسفة على الطرقات لاستهداف سيارات عسكرية حكومية”، وهددته بالقتل، على حد قوله.

وعام 2018، خرج “أبو علي اللحام” من درعا إلى شمالي سوريا ضمن “قوافل التهجير”.

إلا أنه عاد بعدها إلى درعا وشكل مجموعة من عناصر سابقين لفصائل المعارضة ممن قبلوا العمل معه، وبدأ بتلقي الأوامر من فرع الأمن العسكري بدرعا.

وقبل يومين، قام عناصر من مجموعة “أبو علي اللحام” مع جنود للقوات  الحكومية باعتقال شبان من البدو قرب بلدة الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي، “وسرقوا خيامهم قبل حرقها”.

كما شاركت المجموعة في عمليات عسكرية للقوات الحكومية، كان آخرها قبل أيام حين اقتحمت عدداً من مزارع بلدة ناحتة شرق درعا، ما أدى لمقتل ثلاثة شبان كانوا قد رفضوا الانضمام لاتفاق التسوية.

ويقول عناصر سابقون في مجموعات معارضة قاتلت منذ أعوام في درعا ضد الحكومة، إن تحول العناصر مع قادتهم للولاء للحكومة بدأ منذ التسويات التي رعتها موسكو عام 2018.

وتعتبر مجموعة مصطفى المسالمة المعروف محلياً بـ”الكسم”، أبرز هذه المجموعات في درعا، إذ تكونت من نحو 50 عنصراً ونفذت هجمات ضد القوات الحكومية قبل إجراء التسوية وتقديم الولاء لها.

وتتلقى المجموعة أوامرها بشكل مباشر من العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة درعا، بحسب عناصر سابقين.

 وتتمتع بصلاحيات تخول عناصرها اعتقال من يشكون به دون أي دليل، بحسب المصادر نفسها.

شهود فارون

وقال يوسف الحلبي، وهو عنصر سابق في مجموعة “الكسم”، إنه فرّ خارج سوريا، “خوفاً من التورط في قتل مدنيين أو مقاتلين سابقين في صفوف المعارضة”.

وقبل ستة أعوام، انضم “الحلبي” لمجموعة “الكسم” عندما كانت ضمن فصيل كتائب خالد بن الوليد أحد فصائل المعارضة آنذاك.

وأشار إلى أن ذريعة قادة المجموعة عام 2018 كانت “حماية أنفسنا من الاعتقال لأن غالبية العناصر مطلوبون أمنياً ومتخلفون عن الخدمة العسكرية”.

لكن تغير مهام المجموعة لمراقبة أشخاص واعتقال آخرين أثارت شكوكاً لدى “الحلبي” وعناصر آخرين، فبل أن تتأكد لاحقاً.

وأواخر  العام 2019، قتل “الكسم” ثلاثة شبان بينهم عنصران في مجموعته بتهمة استهدافهم لشقيقه وسام الذي قتل مع أحد مرافقيه عقب استهدافهما بعبوة ناسفة.

يقول العنصر السابق إن عشرة عناصر من المجموعة تركوا العمل معها بعد هذه الحادثة “خشية التورط بدماء مدنيين وأبرياء”.

 لكن تعرضهم لتهديدات بالاعتقال والقتل، دفعهم لمغادرة البلاد، بحسب “الحلبي”.

وقبل ستة أشهر، فر عمر الوادي، وهو اسم مستعار لناشط إعلامي سابق، إلى لبنان بعد تعرضه لتهديدات من مجموعة “أبو علي اللحام”.

 يقول إنه ترك النشاط الإعلامي منذ تسويات العام 2018، إلا أن عناصر “اللحام” يتهمونه بالاستمرار في العمل “ضد النظام”.

ويعتقد “الوادي” أن عناصر المجموعة استخدموا في ملاحقته وتهديده هذا العام معلوماتهم السابقة عنه.

“يعرفونني جيداً فقد رافقتهم في بعض عملياتهم سابقاً ضد النظام، حين عملت لصالح مؤسسة إعلامية معارضة”.

إعداد: مؤيد الأشقر- تحرير: حكيم أحمد