محلل سياسي: زيارة بوتين لسوريا وتركيا تحمل دلالات مهمة أهمها رفع يد تركيا عن إدلب
دمشق – نورث برس
في تصريح خاص لـ "نورث برس" أوضح المحلل السياسي مهند الضاهر أن زيارة بوتين لسوريا ومنها إلى تركيا تحمل في جعبتها دلالات مهمة، منها سعي روسيا لحث تركيا على رفع يدها عن إدلب لتوسيع سيطرة القوات الحكومية عليها وعلى المناطق المتبقية كريف حلب وريف اللاذقية وكذلك معالجة ملف شمال شرقي سوريا، وأيضا سعي روسيا لتجذير نفسها من خلال المشاركة في إعادة إعمار سوريا.
وفيما يخص دلالات زيارة بوتين لسوريا يعتقد الضاهر، بأن زيارة الرئيس بوتين هي: "أنه يريد أن يقول للعالم أن الحرب قد وضعت أوزارها في سوريا، واقتربت من للانتهاء، وبالتالي هذا التجول في شوارع دمشق وزيارة الأماكن الدينية المقدسة يؤكد بأن السلام والأمان قد عم في العاصمة دمشق، وبالتالي يجب أن يعم كافة المناطق في سوريا وأولها وليس آخرها هي إدلب".
ويعتقد مضيفاً أن بعد الضربة التي وجهتها إيران لقاعدة عين الأسد، في العراق، "يريد أن يقول بوتين لأمريكا نحن أصيلون في المنطقة وبالتالي يجب أن نجذّر أنفسنا، والحديث عن إعادة الإعمار والمشاركة الروسية في هذا المجال وزيارته للمواقع العسكرية، أظنها كانت دليلاً كبيراً جداً للتجذر الروسي العسكري الموجود في المنطقة الذي لن يسمح أن يبقى الأمريكي كما ذي قبل في العراق وفي غيرها".
وبخصوص الشمال السوري يرى الضاهر بأن المعركة يجب أن تستكمل في منطقة إدلب وبالتالي والسيطرة ليس فقط على إدلب بل وريفي حلب واللاذقية أيضاً، وأن ذهاب بوتين إلى أنقرة "يريد أن يقنع أردوغان بضرورة رفع يده عن الإرهابيين في منطقة إدلب وأن تستقر إدلب، وبالتالي يقنع أردوغان أنه لا مستقبل للأمريكي هنا لتراهن عليه، وبالتالي المستقبل لك معنا نحن في الحلف الأوراسي أو في المشروع الصيني".
المشروع الأمريكي مهدد بالانهيار
ويرى الضاهر أن المشروع الأمريكي مهدد بالانهيار في المنطقة مقابل المشروع الصيني والمشروع الروسي، لذلك فإن بوتين سيقترح على تركيا أن تكون جزءاً من هذا المشروع وخاصة أن "مشروع الحزام والطريق" يضم تركيا إلى جانب العراق وإيران وسوريا، وكذلك يضم المشروع الأوراسي تركيا إلى جانب العراق وإيران وسوريا. بحسب تعبيره.
وفيما يتعلق بشمال شرقي سوريا وملف قوات سوريا الديمقراطية، يعتبر الضاهر بأنها غير مرتبطة بزيارة بوتين إلى سوريا بل هي مرتبط أولاً وأخيراً بقرار الانسحاب الأمريكي خصوصاً بعد الضربة التي وجهها الحرس الثوري الإيراني لقاعدة عين الأسد، حيث يعتقد الضاهر أنه بات التفكير الآن جدياً للأمريكي بالانسحاب.
ويقول: "أعتقد أن مشروع قسد مرتبط بالوجود الأمريكي فإذا خرج الأمريكي فسيكون بين فكي كماشة بين التركي وبين السوري، ولا حلّ أمامه إلّا أن يأتي إلى حضن الدولة السورية، وأظن أنه بعد الضربة الأخيرة من قبل الإيراني للقوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد سنسمع حديثاً جديداً لقيادات قسد التي ستأتي باتجاه دمشق".
وختاماً أشار المحلل السياسي مهند الضاهر أن اتفاقية "أضنة" غير ملزمة للدولة السورية، وهي غير مسجلة في الأمم المتحدة أو في المحافل الدولية، بل هي اتفاق بالتراضي بين دولتين، وبالتالي يمكن أن يتم تعديلها بجهد من الرئيس الروسي على أن تكون لصالح استقرار سوريا وتراعي السيادة السورية. حسب تعبيره.