إغلاق معبر اليعربية يحرم مليوني نازح من الإغاثة

الرقة – نورث برس

قال ناشطون مدنيون ومنظمة محلية مدنية في مدينة الرقة، شمالي سوريا، الثلاثاء، إن إغلاق معبر اليعربية وإيقاف دخول المساعدات الإنسانية تسبب بحرمان وتضرر أكثر من مليوني شخص في المنطقة.

وقبل نحو عامين، أغلق معبر تل كوجر (اليعربية)، الذي يقع على الحدود السورية العراقية، بعد استخدام موسكو وبكين حق النقض “فيتو” في مجلس الأمن الدولي لإغلاق المعبر أمام مرور مساعدات الأمم المتحدة.

وقال مناف الأسعد، الإداري في منظمة بيت المواطنة في الرقة، إن إغلاق المعبر تسبب بتضرر أكثر من مليوني شخص يعيشون في مخيمات شمال شرقي سوريا أو نزحوا داخلياً في مناطق شمال شرقي سوريا، بعد توقف المساعدات وخاصةً الطبية منها.

وأضاف، لنورث برس، أن أكثر من 40 منظمة إغاثية، وطبية، دولية، علقت عملها في المنطقة، بشكل نهائي بعد إغلاق المعبر.

وتدخل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر وحيد، وهو معبر باب الهوى، لكن الدعم القادم منه إلى مناطق الإدارة الذاتية ضئيل ولا يكفي لتغطية احتياجات المنطقة، بحسب “الأسعد”.

وتعتمد المنظمات الدولية التي تعمل في المنطقة على إمكانات محدودة وأسواق محلية في تنفيذ مشاريعها، بحسب ناشطين.

وناشد الإداري في المنظمة المحلية، المجتمع الدولي بالتدخل وتسريع الإجراءات بإعادة فتح المعبر، والنظر في ملفه لأن إغلاقه سبب أزمة إنسانية في المخيمات وفي المنطقة عموماً.

وفي السادس من حزيران/يونيو الماضي، صرح مسؤول صحي في الإدارة الذاتية، بأن إغلاق المعبر أنهى وصول مساعدات الأمم المتحدة وتقلصت المواد الطبية المستلمة بنحو 70 بالمئة.

ويؤدي إغلاق المعبر لتفاقم معاناة نازحي المخيمات ونقص التمويل المالي لمشاريع الإغاثة الإنسانية وتقديم المساعدات، بحسب تصريحات لمسؤولين في الإدارة الذاتية.

وقال محمد شعبان، وهو ناشط مدني في الرقة، إن إغلاق المعبر وحصر المساعدات الإنسانية في معبر باب الهوى “هو برهان على دخول المسألة الإنسانية في دوامة الصفقات والاتفاقيات السياسية”.

وأضاف أن” عدم الاكتراث لحصول كارثة إنسانية في مخيمات النازحين، من الدول المنخرطة في الشأن السوري دليل على أن أولويتها تحقيق مصالحها، “يجب عزل الوضع الإنساني عن المسائل السياسية”.

وأضاف لنورث برس، أن إغلاق المعبر أثر بشكل كبير على حياة مئات الآلاف من السكان، “وحرمهم من الارتياح بعد المشقة التي عاشوها من الحرب المستمرة إلى الآن”.

ويوم أمس الاثنين، قالت منصة منظمات المجتمع المدني في الرقة، إن مساومات سياسة بين موسكو ودمشق تمنع وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها عبر معبر اليعربية.

ودعت المنصة، مجلس الأمن والفاعليين الدوليين لإعادة النظر في إغلاق المعبر.

وفي آب/ أغسطس الماضي، قالت الإدارة الذاتية ف يبيان إن وكالات الأمم المتحدة من خلال مكتبيها الرسميين في دمشق والقامشلي تتبع سياسة وأهواء الحكومة السورية من خلال انتقاء مشاريع وفرض شروط للشراكة مع جهات محلية مُرتبطة بالأجهزة الأمنية السورية.

وفي الرابع والعشرين من هذا الشهر، قال شيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، إن النازحين المقيمين في المخيمات هم سوريون بالدرجة الأولى، ويدفعون ثمن التدخلات الدولية والتحالفات التي تجري على الأرض.

وأضاف أن مخيمات المنطقة “تعيش وضعاً مأساوياً متفاقماً خاصة مع اقتراب فصل الشتاء”.

وناشد “شعبان” المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والدولية بالمساهمة وزيادة الجهود لإعادة فتح المعبر، وإنقاذ سكان المنطقة من أزمة إنسانية جديدة في المنطقة.

وقال محمد الخليل (35 عاماً)، وهو ناشط مدني في الرقة، إغلاق المعبر تسبب بتدهور الوضع الإنساني، والمساعدات التي تصل إلى المنطقة هي بمثابة “أٌذنٌ من جَمَل”.

وأضاف أن شح المساعدات تسبب بفجوة كبيرة في احتياجات أساسية لمستحقيها، ولا يمكن سد هذه الفجوة إلا بإعادة فتح معبر اليعربية.

إعداد: عمار حيدر ـ تحرير: عمر علوش