داعش مجدداً.. ليلة دامية في إقليم كردستان وتحذيرات رسمية من خطورة الوضع

أربيل- نورث برس

استفاق السكان في إقليم كردستان، الأحد، على خبر حدث دام قضى فيه خمسة من قوات البيشمركة وأصيب أربعة آخرون في هجومٍ شنه عناصر لتنظيم داعش في منطقة كرميان جنوب محافظة السليمانية.

وفي التفاصيل قال مصدر أمني مطلع لنورث برس، إن نقطة أمنية للفوج الثالث-اللواء الخامس لقوات البيشمركة، تعرضت لهجوم من قبل عناصر للتنظيم المتشدد ما أسفر عن خسائر في صفوف البيشمركة “أثناء صدهم للهجوم”.

وأضاف المصدر أن عبوة ناسفة انفجرت بعربة للبيشمركة بينما كانت تتوجه لمكان الهجوم لدعم النقطة وإسعاف الجرحى، ما أسفر أيضاً عن سقوط ضحايا.

ولم يعرف حتى الآن الخسائر التي مني بها التنظيم المتشدد، في وقت لم يذكر المصدر أي معلومات إضافية حول الهجوم.

ومنطقة كرميان التي جرى فيها الهجوم هي نقاط فاصلة بين مناطق انتشار البيشمركة والجيش العراقي، وعادة ما يستغل بقايا عناصر التنظيم هذه الثغرات لشن هجمات أو زرع ألغام وفق ما أعلن عسكريون زاروا مكان الهجوم في ساعات الصباح الأولى.

بارزاني: إنه خطر حقيقي

في غضون ذلك سارع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، بإصدار بيان حذر فيه من أن “اتساع واستمرار اعتداءات وهجمات داعش رسالة جدية وخطيرة وتهديد وخطر حقيقي على المنطقة”.

ودعا بارزاني إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي بمساندة قوات التحالف الدولي، وعدّ ذلك “ضرورة عاجلة وراهنة وذي أولوية”.

والهجوم الأخير وقع في محيط ناحية كلاجو التابعة لقضاء كلار جنوبي محافظة السليمانية 130 كيلومتر، وهي منطقة تشهد بشكل متكرر تحركات لخلايا التنظيم المتشدد.

ويعاني سكان هذه المنطقة وغيرها من مناطق خط النزاع بين بغداد وأربيل الممتد من خانقين شرقاً إلى سنجار غرباً، من تهديدات “داعش”، رغم محاولات كبحها.

ونهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فقد عنصران من قوات البيشمركة حياتهما خلال هجوم لـ”داعش” غرب مدينة طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين.

كما شهدت مناطق كركوك ومخمور قبل نحو شهرين هجمات للتنظيم قتلت عدداً من عناصر قوات الجيش والشرطة العراقية.

و في الفترة نفسها تنبى “داعش” هجوماً في قضاء المقدادية التابعة لمحافظة ديالى، والذي خلف مجزرة قضى فيها ما لا يقل عن 15 مدنياً.

ماذا لو خرج الأميركان وعاد التنظيم؟

وتنذر هذه العمليات المتكررة بنشاط متجدد للتنظيم في ظل ثغرات أمنية تساعده على التحرك، وتأتي في مرحلة توصلت بغداد و واشنطن لاتفاق يقضي بانسحاب القوات الأميركية المقاتلة نهاية هذا العام، وحصر ما تبقي منها للمشورة والتدريب والتسليح.

لكن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، شدد مراراً خلال الفترة القليلة الماضية على ضرورة التعاون بين القوات العراقية والبيشمركة لمنع عودة ظهور التنظيم.

وتوصلت أربيل وبغداد صيف هذا العام، لاتفاق يقضي بتشكيل قوة مشتركة تضم ألوية من البيشمركة والجيش العراقي، ووصل الاتفاق إلى مراحل متطورة.

وبموجب الاتفاق بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية، سيتم دمج لواءين من الوزارتين لينبثق منهما لواءان مشتركان لضبط أمن المناطق المتنازع عليها.

والهدف من تشكيل اللواءين هو تأمين مناطق فيما يعرف دولياً بـالخط الأزرق، وهي المناطق الحدودية بين إقليم كردستان والمحافظات العراقية المجاورة.

ومن شأن هذا التنسيق أن يحد من تحركات داعش في المناطق المتفق عليها، لكن ثمة مخاوف من أن الانسحاب الأميركي قد يشكل يفتح المجال لعودة داعش إلى المطقة من خلال لملمة صفوفه مجدداً.

عمليات أمنية بالجملة

والثلاثاء الماضي، أعلن التحالف الدولي، أن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ألقى القبض على أربعة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بالقرب من أربيل عاصمة إقليم كردستان، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وتتسبب الهجمات المتكررة بتقويض الاستقرار إلى جانب تقويضها لمساعي إعادة النازحين العراقيين في المخيمات إلى قراهم، إضافة إلى أنها تتسبب بنزوح عائلات أخرى كالتي حصلت في المقدادية عقب الهجوم الدامي نهاية الشهر الفائت.

وتطلق القوات العراقية بين الفترة والأخرى حملات أمنية لملاحقة خلايا “داعش”، لكن رغم ذلك يكاد لا يمر يوم من دون حادثة أمنية مرتبطة بالتنظيم في عموم البلاد التي تنتظر تشكيل حكومة جديدة منبثقة عن السلطة التشريعية بعد انتهاء الانتخابات المبكرة مطلع الشهر الماضي.

إعداد وتحرير : هوزان زبير