عناصر سابقون لفصائل موالية لإيران في حلب ينضمون لتشكيلات مدعومة روسياً

حلب- نورث برس

ينتظر محمد عجيب (26 عاماً)، وهو اسم مستعار لشاب نازح من منطقة الفوعة بريف إدلب ويعيش في حلب شمالي سوريا، إبلاغ شركة أمنية روسية له بموعد سفره إلى بنغازي الليبية لحراسة منشآت نفطية هناك، وذلك بعد تركه صفوف فصيل موالٍ لإيران وتوقيعه عقداً مع الشركة الروسية.

يقول إن 17 عنصراً آخرين من الفصيل الموالي لإيران اتخذوا الخطوة التي يصفها بالضرورية، ويقصد ترك الموالين لإيران والتوجه للروس.

وفي الوقت الذي تزداد مخاطر استهداف مواقع عسكرية موالية لإيران، تستقطب القوات الروسية في سوريا المزيد من الشبان للانضمام للعاملين في صفوفها أو المدعومين منها.

مخاطر استهداف

ومنذ ثمانية أعوام وفي سن الثامنة عشرة، انضم “عجيب”  لقوات الدفاع المحلي الموالية لإيران في بلدة الفوعة بريف إدلب.

“قاتلت في صفوف القوات بجميع المعارك في محيط البلدة قبل خروجنا منها إثر اتفافية البلدات الأربع”.

وعام 2017، تم تنفيذ اتفاق أدى لخروج أهالي بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين بريف إدلب منهما تجاه مدينة حلب، مقابل فك الحكومة الحصار عن منطقتي الزبداني ومضايا بريف دمشق الغربي والسماح بخروج مسلحي المعارضة منهما.

وفي العام نفسه انضم “عجيب” وشبان آخرون لفصيل موالٍ لإيران يتمركز في منطقة البوكمال القريبة من الحدود السورية العراقية بريف دير الزور.

“لكننا بقينا طيلة فترة وجودنا هناك معرضين لمخاطر القصف الذي تنفذه طائرات إسرائيلية وطيران مجهول يعتقد أنه أميركي”.

يصف تلك الاستهدافات بأنها “كانت ضربات دقيقة ومباغتة”.

وقال “عجيب”، لنورث برس، إن الشركة الروسية التي قدمت له “عرضاً مغرياً” لا تصرح باسمها وإنما تستخدم عبارة “تسوية أوضاع الشباب الأمنية”.

وأضاف أنه تمكن عبر العقد الجديد من حل مشكلتي مخاطر القتال مع الموالين لإيران وكونه مطلوباً للخدمة العسكرية الاحتياطية في صفوف القوات الحكومية.

مغريات مالية

ومنذ ستة أشهر، بدأ نوار العلي (30 عاماً)، وهو اسم مستعار لميكانيكي في حلب، أول مهمة له مع القوات الروسية التي أرسلته إلى ليبيا لثلاثة أشهر.

وينتظر الآن مهمة جديدة لصيانة الآليات، بعد أن حصل على 3.600 دولار أميركي يصفها بـ”رقم كبير في ظل الاوضاع الاقتصادية التي نعيشها”.

ويعتقد أن المغريات المالية “الكبيرة” تدفع شباناً كثيرين للموافقة على الانضمام للقوات الروسية والمدعومين منها.

وكان الشاب يعمل قبلها في مقرات إيرانية بمنطقة الشيخ نجار شمال شرق حلب بدوام إداري لمدة 20 يوماً في الشهر مقابل راتب بقيمة 100 ألف ليرة سورية.

“كانت المخاطر محدقة، فالضربات الإسرائيلية استهدفت أكثر من مرة مواقع قريبة من مكان خدمتي ودمرتها بشكل كامل، وقضى بعض زملائنا فيها”.

كما أن قلة الراتب وغياب الحوافز جعلا الاستمرار في الخدمة مع الإيرانيين غير مجدٍ، بحسب “العلي”  الذي يعتبر فرصة العمل مع القوات الروسية “طوق نجاة” له.

واعتبر عساف حسين (34 عاماً)، وهو اسم مستعار من بلدة نبل بريف حلب الشمالي، أن راتبه كان جيداً بداية انضمامه لفصيل موالٍ لإيران في بلدته قبل خمسة أعوام، إضافة “للدافع العقائدي المذهبي لا سيما عند الشباب”.

“لكن اتضح لنا فيما بعد أن إيران تستخدم الجانب الديني فقط لتحقيق مصالحها في دفع الشبان للالتحاق بجبهات القتال، كما ان الدعم والأجور باتت بلا قيمة ولا تكفي لسد الرمق مؤخراً”.

وأضاف أن الفصائل الموالية لإيران تخسر الكثير من مقاتليها لصالح روسيا التي تقدم عقوداً برواتب مغرية وظروف أقل خطورة.

إعداد: نجم الصالح- تحرير: حكيم أحمد