كيف سيؤثر التقارب التركي والإماراتي على مواقفهما من ملفات المنطقة؟
أربيل- نورث برس
في خطوة جاءت بعد سنوات شهدت خلافات سياسية حادة وصلت لحد القطيعة بين تركيا و الإمارات العربية، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في العاصمة التركية أنقرة.
وخلال هذه الزيارة وهي الأولى من نوعها منذ نحو عقد، اجتمع موفد الطرفان على طاولات العقود لتشهد توقيع عشر اتفاقيات تحت إشراف ولي العهد وأردوغان، معظمها تخص الاقتصاد والمال والاستثمار.
وما عدا أن الزيارة تأتي بعد سنوات من القطيعة السياسية بين البلدين، فإنها أتت أيضاً في وقت تشهد الليرة التركية انهياراً حاداً أمام الدولار وتسبب بأزمة داخلية قد تهدد الحزب الحاكم و سياساته في البلاد.
ووصلت الخلافات التركية الإماراتية في السابق إلى حد تهديد الرئيس التركي بسحب سفير بلاده من أبو ظبي العام الماضي، بعد توقيع اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل.
وظهر التصعيد بين البلدين على عدة ملفات في الشرق الأوسط على رأسها سوريا وليبيا وشرق المتوسط.
ويدعم النظام الحاكم في تركيا تيارات إسلامية، بينما كانت للإمارات مواقف مختلفة كالتي دعمت المشير حفتر في مواجهة حكومة الوفاق الليبية المدعومة تركياً.
كذلك حول ما يتعلق بالحرب السورية، قدمت تركيا دعماً لفصائل معارضة للحكومة السورية، فيما فتحت الإمارات سفارتها في دمشق، وتلوح مؤخراً مع مصر إلى مساعي التطبيع مع الرئيس السوري.
وحظي اللقاء بين أردوغان وبن زايد باهتمام إعلامي لافت، ويفسر على أنه انفراجة بين البلدين بعد مباحثات استمرت لأشهر بدأت باتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين، ثم بزيارة لمستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد إلى أنقرة ولقائه بإردوغان منتصف أغسطس/آب الماضي.
ووقتها غير أردوغان لهجته تجاه الإمارات حين وصفها بـ”الدولة المحورية”.
ووصف ولي عهد أبو ظبي في تغريدة على موقع توتير محادثاته مع أردوغان أمس بـ”المثمرة”.
وأعرب مسؤولو البلدين عن أملهم في فتح آفاق جديدة للتعاون والعمل المشترك.
من جهة أخرى أثارت الزيارة جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ مدونون إماراتيون وعرب منذ أول أمس بنشر تعليقات متباينة بين ساخر من “الرضوخ التركي” وساخط على السياسة الإماراتية.
يقول المدون دانه الصقري أنه “في يوم من الأيام قال وزير الدفاع التركي إن تركيا ستحاسب الإمارات وتدفعها الثمن، واليوم تركيا تستقبل محمد بن زايد ممثلاً للرباعي العربي وهي صاغرة ذليلة ترجو المساعدة”.
بينما عبر مدون آخر باسم الأمير فاصوليان عن استغرابه بلهجة مصرية بالقول : “فين الذباب الخليجي بتاع قاطع المنتجات التركية.. الإمارات الأولى عربياً باستثماراتها في تركيا.”
أما عبدالخالق عبدالله وهو أستاذ في العلوم السياسية بالإمارات، اختار وضع المصلحة المشتركة أمام الخلافات بالقول “من تابع الخصومة السياسية بين تركيا والإمارات لم يكن يتوقع حدوث هذا اللقاء الذي يعكس مرونة الدبلوماسية الإماراتية في التعامل مع المستجدات وتوظيفها لخدمة المصالح الوطنية”.
وقال: “فلا صوت يعلو على صوت المصلحة الوطنية والاقتصاد والاستثمار”.
وأعلنت الإمارات عن تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.