حضور ثقافي وإغاثي لروسيا في درعا وسكان يفضلونها على إيران

درعا- نورث برس

تزيد روسيا تواجدها ثقافياً وإغاثياً في درعا جنوبي سوريا تزامناً مع ترسيخ نفوذها وقوات حكومية مدعومة منها على الأرض، بينما ينظر سكان إيجاباً لتصاعد دورها على حساب انحسار نفوذ موالين لإيران.

وخلال عقد من الحرب، تنازعت أطراف مختلفة النفوذ في درعا التي توصف بمهد احتجاجات العام 2011 ضد النظام السوري.

لكن روسيا سعت منذ بداية تدخلها العسكري في سوريا في أيلول/ سبتمبر عام 2015 ترجيح كفتها والحكومة السورية في مناطق سورية كثيرة.

وكان آخرها اتفاق دخول القوات الحكومية لأحياء درعا البلد في أيلول/ سبتمبر الماضي بعد حصارها لأكثر من شهرين، وذلك بعد ثلاثة أعوام من تسويات تموز/ يوليو عام 2018.

وبداية هذا الشهر، انسحبت أفرع أمنية تابعة القوات الحكومية من حواجزها العسكرية في قرى وبلداتٍ في درعا، لتعيد انتشارها وفق خرائط نفوذ جديدة لكل منها.

وقال قيادي سابق في فصائل المعارضة السورية، حينها لنورث برس، إن تبادل الأدوار بين الأفرع الأمنية جاء بأوامر من روسيا.

نشاط ثقافي وإغاثي

والخميس الماضي، افتتح أول مركز لتعليم اللغة الروسية في مدينة درعا ضمن مدرسة الشهيد اسماعيل أبو نبوت في حي الكاشف.

وقال مصدر حضر الافتتاح، لنورث برس، إن المركز تعليم الروسية الأول في الجنوب السوري حصل على حواسيب وقرطاسية وكتب من مركز المصالحة الروسي.

وأضاف أن اللواء البحري فاديم كوليت، نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، والمنسقة بين وزارتي التربية السورية والروسية سفيتلانا روديفينا حضرا الافتتاح.

كما حضر مسؤولون حكوميون في درعا كنائب المحافظ ومدير التربية وقائد شرطة المحافظة ومسؤولين في حزب البعث.

والأسبوع الماضي، قدمت روسيا مساعدات لوجستية وغذائية للقطاع الصحي في محافظة درعا.

وقال الدكتور بسام الحريري، وهو مدير الهيئة العامة لمشفى درعا الوطني، إن العاملين في المشفى حصلوا على حصص غذائية بالإضافة لتقديم دعم لوجستي تضمن أسرة طبية ولوازم طبية قدمها الجانب الروسي.

وأضاف، لنورث برس، أن موسكو قدمت مساعدات لوجستية ولوازم طبية للمشفى الوطني في مدينة بصرى الشام، ومولدة كهرباء للمشفى الوطني في مدينة أزرع بريف درعا الشرقي.

وسبق أن أعيد تأهيل جناح العمليات في مشفى درعا الوطني المؤلف من عشر غرف عمليات وغرف لغسيل الكلى والإنعاش بتمويل روسي.

“تبييض صفحة”

وقال مصدر في اللواء الثامن المدعوم من موسكو، إن القوات الروسية قامت نهاية الأسبوع الماضي بتوزيع مساعدات إغاثية وملابس شتوية في مدينة بصرى.

وأضاف أن وفداً روسياً، أبرزهم الأب أرسين ممثل بطريركية موسكو وسائر روسيا والبطريركية الأنطاكية في سوريا، رافق قيادة اللواء الثامن في زيارة لعدد من مدارس بثرى حيث تم تقديم حلوى وقرطاسية للطلاب.

وتعتبر بصرى الشام  بريف درعا الشرقي المعقل الرئيس للواء الثامن الذي تحولت تبعيته منذ أشهر إلى شعبة المخابرات العسكرية.

واعتبر المصدر أن حالة الاستقرار التي تشهدها مدينة بصرى الشام والقرى المجاورة وفرت “تحرك الروس بأمان”.

ورغم اتفاق السكان على أن روسيا ساندت الحكومة دائماً خلال الحرب، إلا أن البعض يرى في التواجد الروسي انحساراً لنفوذ الفصائل المدعومة من إيران في الجنوب السوري.

ورأى أحد وجهاء عشيرة “الزعبي” في درعا أن روسيا تهدف من خلال تقديم المساعدات الإنسانية “تبييض صفحتها في المحافظة مستغلة التدهور المعيشي”.

وأضاف أن سكان درعا ما زالوا يتذكرون تهديدات وقصف الطيران الروسي، ودور موسكو في مساعدة القوات الحكومية لدخول درعا.

لكنه قال إن “أهالي المحافظة يتقبلون الوجود الروسي لمنع تمدد إيران وأيديولوجيتها ومشروعها في التغيير الديموغرافي”.

إعداد: إحسان محمد- تحرير: حكيم أحمد