انهيار الليرة التركية.. الاحتجاجات في إسطنبول وأسعار لا ترحم في إدلب
إدلب- نورث برس
لم ينفع اجتهاد لؤي الحسين (30 عاماً)، وهو عامل زراعي في إدلب، شمال غربي سوريا، في مهن وأعمال مختلفة في تأمين دخل مستقر لاحتياجات أطفاله الأربعة، لأن استمرار انهيار الليرة التركية وسط غياب ضبط الأسواق أحبط كل محاولاته وأذهب عناءه دون نتيجة.
وآخر ما لجأ إليه العامل هو اصطحاب زوجته للعمل في قطاف الزيتون، وترك الأطفال عند جدتهم.
وذلك لتوفير بعض المال والحصول على “فترة راحة” من الضغوط التي يسببها عدم القدرة على تأمين مصاريف واحتياجات أسرته.
ويوم أمس الثلاثاء، هبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد اليوم بنسبة وصلت إلى حوالي 14%، بعد أن دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن التخفيضات الحادة الأخيرة في أسعار الفائدة وتعهد بالفوز في “حرب استقلال اقتصادية”.
والليلة الفائتة، نشرت وكالات أنباء وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات قالت إنها لاحتجاجات في إسطنبول ضد الرئيس التركي والحكومة التركية.
أسعار لا تهدأ
وفي مناطق سيطرة المعارضة السورية، تسبب الانهيار الكبير الذي لحق بقيمة الليرة التركية، مؤخراً، بتفاقم الأوضاع المعيشية لسكان ونازحين، في ظل استمرار “ارتفاعات” في أسعار المواد الأساسية لا سيما الغاز المنزلي والوقود والخبز.
وخلال أسبوع، رفعت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أسعار المحروقات والغاز لأربع مرات.
كما خفضت وزن ربطة الخبز إلى أربعة أرغفة بوزن 400 غرام، وذلك بحجة انهيار قيمة الليرة التركية.
ومنذ حزيران/ يونيو من العام الماضي، قررت حكومتا السورية المؤقتة والإنقاذ باستعمال العملة التركية بدلاً من السورية التي شهدت حينها انهياراً وصل إلى نحو خمسة آلاف ليرة سورية مقابل كل دولار أميركي.
ويحصل “الحسين” على 25 ليرة تركية (ما يعادل 7.200 ليرة سورية) لقاء عمله لتسع ساعات من الفجر وحتى العصر، “كانت تكفي، قبل شهر من الآن، للخبز وبعض مستلزمات المنزل الأساسية”.
يقول إن دخله لا يكفي اليوم لشراء الخبز، وبعض البسكويت للأطفال لإشغالهم فترة غياب الوالدين.
ويقدر احتياجات أسرته الأساسية للعيش بما يعادل 50 ليرة تركية (ضعف راتبه)، “هذا إن استمررت في “التخلي عن الكماليات مثل اللحوم والفواكه التي لم تدخل منزلي منذ مدة”.
استغلال وفوضى
وتسبب انهيار الليرة التركية بارتفاع أسعار المواد الغذائية في شمال غربي سوريا بنسبة 400%، وأسعار مادة الخبز بنسبة 300%، بحسب بيان لفريق “منسقو استجابة سوريا”.
كما ارتفعت أسعار المواد غير الغذائية بنسبة 200%، والمحروقات بنسبة 350%، بينما وصلت معدلات الفقر إلى مستويات قياسية تجاوزت 90%، بحسب المصدر نفسه.
وقال عرب المصطفى (39 عاماً) وهو عامل نازح من جبل شحشبو بريف حماة الغربي، إنه يحتاج لدخل أسبوع كامل لتأمين أسطوانة غاز منزلي وصل سعرها إلى 140 ليرة تركية (أكثر من 40 ألف ليرة سورية).
وتحتاج عائلته المؤلفة من سبعة أفراد لست ربطات من الخبز بسعر 15 ليرة تركية، “أي أدفع ثلث دخلي ثمناً للخبز فقط”.
ويحمل “المصطفى” حكومة الإنقاذ مسؤولية ما يجري في إدلب، “فهي الأخرى تستغل انهيار الليرة التركية لرفع الأسعار، ولا تتخذ أي إجراءات للحد من تلاعب التجار بالأسعار واحتكارهم لبعض السلع الأساسية”.
ويضيف: “كل محل يبيع على هواه ودون رادع، إذ تجد فارق سعر ليتر البنزين بين محل وآخر ما بين ليرة تركية ونصف ليرة، وحجة الجميع جاهزة انخفاض قيمة الليرة التركية.