“توطين وتطبيق وآلية وذكية” دهاليز الحكومة للوصول لرغيف الخبز في حلب
حلب- نورث برس
يتساءل ظافر الحلو (45 عاماً)، وهو من سكان حي المارتيني في حلب شمالي سوريا، عما سيكون عليه الحال مع آلية “توطين الخبز” الشهر المقبل إذا ما تعطل الفرن المحدد لعائلته.
طرح ذلك على جاره في الطابور حين تركا فرناً معطلاً وتوجها لآخر.
ويتابع سكان في حلب وباقي مناطق سيطرة الحكومة، آليات وبنوداً جديدة كل فترة، لمعرفة كيفية حصولهم على حاجة عائلاتهم من الخبز مدعوم السعر في ظل عدم وجود حلول جذرية للأزمة التي تفاقمت منذ نحو عام.
ولم تنجح السياسات الحكومية عبر تقنين الخبز والمشتقات النفطية من خلال البطاقة الذكية والرسائل النصية في إيصال المخصصات لمستحقيها أو تخفيف الأزمات المعيشية.
وعبر التحديث الأخير لتطبيق “وين” منذ الخامس من هذا الشهر، تمت إضافة مشروع الربط المكاني المؤتمت للأفران في حلب ليستلم السكان مادة الخبز من فرن أو معتمد محدد.
قرارات كثيرة
يقول “الحلو” إن الذي أصدر القرار في توطين مكان استلام الخبز “لا يأكل من هذا الخبز حتماً، وإلا لشاهد تدني جودة الرغيف وعدم صلاحيته لتجميعه خلال ساعات الليل ونقله لمعتمد للتوزيع علينا”.
ويضيف أنه كغالبية السكان لا يمتلك ثمن شراء الخبز السياحي أو العادي من الأسواق.
وتباع ربطة الخبز السياحي في حلب بـ 2.400 ليرة سورية لـ 14 رغيفاً، بينما يباع الخبز المنتج في الأفران العامة (سبعة أرغفة) خارجها في الأسواق بـ 1200 ليرة سورية.
وفي الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي 2020، بدأت الحكومة السورية بيع الخبز المدعوم عبر البطاقة الذكية.
وفي الحادي عشر من تموز/ يوليو الماضي ،رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك سعر ربطة الخبز المدعوم إلى 200 ليرة سورية معبأة بكيس نايلون.
وفي أب/ أغسطس الماضي ، حددت وزارة التجارة الداخلية عدد ربطات الخبز ضمن شرائح محددة منها مخصصات يومية أو كل يومين، بحسب عدد أفراد العائلة.
ويصعب إحصاء الآليات التي أقرتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق منذ عام لتسليم مخصصات الخبز في المحافظات.
وبإمكان المتابع أن يرى تقسيمات بحسب أفراد العائلة، وحصصاً شهرية وأخرى يومية أو مرة كل يومين، عبر معتمدين أو أفران، محددين أو عبر رسائل.
وفي آب/ أغسطس الماضي، عللت الوزارة، عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، البدء بآلية جديدة في طرطوس واللاذقية وحماة، بـ”ردود الأفعال العامة والقلق الذي تحدث عنه البعض خلال الاجتماعات الرسمية”.
خطط “تجميلية”
وقال أنطوان زعيم (55 عاماً)، وهو من سكان حي العزيزية، إن خطط الحكومة لإخفاء الطوابير لم تنجح قبل البطاقة الذكية ولا بعدها، “ما يحدث هو بمثابة تعذيب لنا”.
وأضاف أنه بعد الوقوف في الطابور يحصل على الأقل على خبز طازج، بينما الآلية الجديدة (التوطين) ستقدم لعائلته خبزاً غير صالح، على حد وصفه.
ويشير “الزعيم” الذي حددت الحكومة مخصصات عائلته بـ 14 رغيفاً إلى أنه يرجح أن تكون الآلية الجديدة كسابقاتها دون تأثير ملحوظ.
وقال أحمد سنكري، مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب، لنورث برس، إن الهدف من توطين الخبز هو إنهاء ظاهرة الازدحام أمام الأفران، بعد اختيار العائلة لمكان استلام مخصصاتها من الخبز المدعوم .
وأضاف أن العملية نجحت في محافظات دمشق وريف دمشق واللاذقية وطرطوس وحماة، “وسيكون نصيبها النجاح في حلب”.
لكن باسل قوجة (30 عاماً)، وهو من سكان حي الأنصاري الشرقي، يصف عملية إخفاء الطوابير مع استمرار النقص في المادة بأن الحكومة “تجمل حياتنا الخارجية مثل الذي يخبئ الأوساخ تحت السجادة”.
واعتبر أن “ادعاءات الحكومة بصرف المليارات لتوفير المواد الأساسية للمواطنين لا تنفع بشيء، لأن الخسائر التي نتكبدها بسبب قراراتها أكثر”.
وأضاف: ” أخرج من بيتي في السابعة صباحا وأحتاج لساعتين في الطابور ، عدم شراء الخبز من الخارج يوفر لعائلتي 1.200 ليرة سورية، لكن لو أكون في عملي هذه الساعتين لكان الوضع أفضل”.