سياسي سوري معارض: التقارب العربي مع حكومة دمشق سيكون ذا نتائج مخيبة
درعا- نورث برس
قال يحيى مكتبي، وهو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض ، أن تقرب بعض الدول العربية من “النظام السوري” يرتكز لمجموعة أهداف أبرزها محاولة إغراء ببعض المزايا لإبعاد “الأسد” عن الحضن الإيراني.
وأضاف أنه يشترك مع الدول العربية في تقييم خطورة المشروع الإيراني “القائم على زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة وبث روح الكراهية والحقد على أسس طائفية”.
واعتبر أن “الأسد” لم يعد له من أمره شيء سوى كونه مندوباً لخامنئي في دمشق كما حال حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشهدت الأشهر الماضية محاولات دول عربية لإعادة علاقاتها مع حكومة دمشق رغم العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على من يتعامل معها.
وفي التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، زار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد دمشق لأول مرة منذ عشرة أعوام والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد، تبعها توقيع اتفاقيات اقتصادية وإعادة فتح القنصلية السورية في دبي.
“أهداف سراب”
ولا يعتقد “مكتبي” أن طريقة التطبيع العربي ستكون ناجحة في تخليص سوريا والسوريين من السيطرة الإيرانية ، خاصة مع التقارير والدراسات التي تشير لحجم التغلغل الكبير الذي وصل إليه “نظام الملالي” في تدخله في المستويات الاجتماعية أو العسكرية أو الأمنية أو الاقتصادية على مستوى سوريا بشكل عام.
ورجّح أن تظهر “نتائج مخيبة قريباً جداً” للهدف الذي سيتبدد ويصبح كالسراب.
وأشار إلى أن هذه العلاقات لن تخرج “نظام الأسد” من أزمته الدولية لا سيما في ظل وجود مواقف قوية حتى من ضمن المنظومة العربية، مثل موقف المملكة العربية السعودية وموقف قطر.
كما أن الدول الأوروبية وأميركا أعربت عن استيائها، “لأنهم يعلمون علم اليقين أن الملف الجنائي الإجرامي لنظام الأسد أكبر من أن يتم احتماله على مستوى المنظومة الدولية، وبالتالي نحن نعتقد ان نظام الاسد لن يخرج من عزلته، لكنه سيدعي الانتصار”.
ورأى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أن الحكومة السورية لا تنظر إلى دول الخليج العربي إلا على أنها مصدر للمال من أجل أن يتابع ما سرقه هذا النظام من أموال و ثروات السوريين طوال أكثر من 50 عاماً.
“ستراجع مواقفها”
ويحدث هذا التطور في العلاقات رغم أن عضوية سوريا في جامعة الدول العربية معلقة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011.
لكن مواقع إعلامية نقلت عن مصدر في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن الحكومة السورية ستعود إلى مقعد سورية في القمة العربية المقرر عقدها في مارس/ آذار المقبل في الجزائر.
وعام 2013، حضر معاذ الخطيب في اجتماع القمة العربية بعد دعوة أمير قطر ائتلاف المعارضة السورية للقمة الـ24، لكن المقعد عاد شاغراً في القمة اللاحقة.
ونفى “مكتبي” تبليغهم من أي دولة عربية بضرورة تغيير موقفهم من “الأسد”، معتبراً أن بعض هذه الدول ستراجع مواقفها.
وقال إن الأمر لن يكون ذا تأثير على تواجد المعارضة السورية في الدول العربية على الإطلاق، “نحن لم ولن نقطع صلاتنا مع الدول العربية الشقيقة”.
واعتبر المعارض السوري أن شحنات المخدرات التي يرسلها “نظام الأسد” بالتعاون مع حزب الله إلى دول الجوار العربي وأيضا إلى دول العالم هي جزء من انتقامه من وقوفها إلى جانب مطالب الشعب السوري.
أما بخصوص العملية السياسية، فقال إنها ربما تكون من بين الضغوطات التي يمكن أن تمارس على “النظام” مقابل التقارب.
لكنه رأى أنه لن يكون هناك تقدم حقيقي للحل السياسي إذا لم يظهر اتفاق دولي واضح على المشهد السوري، ومن ثم وضع ضغوطات حقيقية وجدية على “نظام الأسد” للخضوع لمتطلبات الحل.