مزارعون في الرقة ينتقدون قلة البذار والأسمدة وتأخر توزيعها
الرقة- نورث برس
يرى مزارعون في ريف الرقة، شمالي سوريا، أن كميات البذار والأسمدة التي تقدمها الإدارة الذاتية بأسعار مدعومة غير كافية بحسب معايير اعتادوا عليها سابقاً، بالإضافة إلى التأخر في التسليم، وذلك وسط ارتفاع أثمانها في الأسواق بعد سنة جفاف.
وقال إسماعيل الخلف (38 عاماً)، وهو مزارع في قرية الحمرات، 15 كم شرق الرقة، شمالي سوريا، إن أسعار مستلزمات زراعة البذار ارتفعت أكثر مع حلول موعد الزراعة.
وأضاف لنورث برس أن تأخر تسليم المواد المقدمة من شركة تطوير المجتمع الزراعي في الرقة ونقص كميتها وسط هذه الحال يضر بالمزارعين.
ويحتاج الدونم الواحد لزراعة الأرض بالقمح إلى ما يقارب 30 كيلو غراماً من البذار وسطياً، بحسب ما اعتاد مزارعون في المنطقة.
بينما تزود الشركة المزارعين بـ 12 كيلوغراماً لكل دونم مرخص لديها، وتقول إنها كافية بحسب معايير زراعية.
والعام الماضي، تسبب تدني إنتاج أراضٍ وتلف أخرى بسبب شح الأمطار وحبس تركيا لمياه الفرات لعدم تمكن المزارعين من تخزين حاجتهم من البذار.
ويلجأ مزارعون في أرياف الرقة إلى استدانة مستلزمات زراعة من تجّار الأسواق ليسددوا ثمنها بعد بيع محاصيلهم بداية الصيف القادم، لكن ذلك يتم وفق اتفاق على سعر أعلى.
كما أن بعض المزارعين يُشكّكون في قدرتهم على سداد تلك الديون إذا ما حل جفاف موسمي آخر.
بذار لا يكفي
يشير “الخلف” إلى أن الاعتماد على كمية بذار “قليلة” للقيام بزراعة “متأخرة”، سيجعل الإنتاج ضئيلاً في كل الأحوال.
والموسم الفائت، اضطر المزارع لدفع مبلغ إضافي لتأمين الأسمدة بأسعار عالية من الأسواق.
ووصل سعر الطن الواحد من السماد إلى ما يقارب 490 دولاراً أميركياً مقارنة بسعره الموسم السابق الذي كان 400 دولار للطن الواحد بالسعر المدعوم، بحسب “الخلف”.
وقال وليد الحمدان (42 عاماً)، وهو مزارع في قرية طاوي رمان، 12 كم شرق الرقة، إن الشركة تسلم المزارعين كميات قليلة من البذار لا تكفي نصف حاجة أرضهم، “بالإضافة لوجود نوعيات من البذار ذات جودة متدنية”.
وأضاف، لنورث برس، أن عدم تمكن غالبية المزارعين على دفع أسعار البذار في الأسواق سيجعلهم يكتفون بزراعة ما استلموه من الشركة، وهو أحد عوامل انخفاض إنتاج الموسم القادم.
وحددت هيئة الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية السعر المدعوم للبذار المعقم بـ 1200 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، بينما يتراوح ثمنه لدى التجار بين 1900 و2000 ليرة سورية، بحسب تجار في سوق “الماكف” في الطرف الشرقي من الرقة المدينة.
مستلزمات أخرى
وأشار “الحمدان إلى مشكلة ارتفاع اسعار الأدوية الزراعية والمبيدات لمُكافحة الآفات التي تصيب نباتات القمح بعد إنباتها.
وتحتاج الأرض المزروعة بالقمح لمبيدات حشرية عامة ومبيدات أعشاب ضارة مع بدء طرح الأرض للنبتة، وذلك لحمايتها من آفات تصيب المحصول وتؤثر على إنتاجه.
ويتراوح سعر علبة مبيد مخصصة للدونم الواحد بين عشرة دولارات و25 دولاراً أميركياً، بحسب صيدليات زراعية في الرقة.
ومع بداية الموسم الزراعي لهذ العام، حذر مكتب الوقاية في لجنة الزراعة والري في الرقة، من انتشار آفة حشرية تسمى “دودة الحشد الخريفي” والتي تصيب المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن، بالإضافة إلى الإصابات المعروفة بدودة الصدأ والسونة.
وزرع مزارعون في الرقة أراضيهم بمحاصيل أخرى مثل الكزبرة والفول وغيرها من التي لا تحتاج إلى كميات مكلفة من السماد والبذار.
وتقول لجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني إنها تزود المزارعين بالبذار والأسمدة ضمن تراخيص تتضمن مساحة، بهدف تحقيق توزيع عادل للدعم الزراعي، بحسب لجنة الزراعة.
“تحضيرات جارية”
وقال أحمد العلي، وهو الرئيس المشارك لشركة تطوير المجتمع الزراعي بالرقة، إن الشركة حالياً ستقدم بذار القمح بنوعيه “القاسي والطري”، والأسمدة بنوعيها سوبر فوسفاتي والسماد الأزوتي (يوريا).
وأضاف الأسمدة متوفرة من حيث الكميات اللازمة، لكن هناك قلة في البذار لوجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي وصلت إلى ما يقارب 240 ألف هكتار.
واعتبر أن الآليات المتبعة تضمن توزيعاً عادلاً للدعم على المزارع.ين
ويصل السعر المدعوم لسماد سوبر فوسفات إلى 500 دولار أميركي لارتفاع سعره عالمياً، والسماد الآزوتي (يوريا) بـ 490 دولار أمريكي، بحسب العلي.
وأشار “العلي” إلى أن الشركة اتخذت أولوية دعم المزارعين بالمواد، للذين سلموا محاصيلهم إلى صوامع الشركة الموسم الفائت، لكنها لم تقرر بعد عدم دعم من لم يسلموها إنتاجهم الموسم الماضي.