الحسكة- نورث برس
يقول سكان في ضواحي مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، إن شوارع أحيائهم بحاجة لتعبيد وتفتقر لشبكات الصرف الصحي ما يجعلها ممتلئة بحفر ومجار مكشوفة للمياه الملوثة.
وتتخوف العائلات من تسبب المياه الملوثة والمستنقعات في الطرقات بأمراض مع انتشار الذباب والحشرات حولها، وصعوبة التقيد بشروط النظافة للحد من انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى صعوبة التنقل بين الشوارع بسبب الأوحال
وتعد أطراف أحياء النشوة الغربية والعزيزية والغزل والطلائع وخشمان والمشيرفة وحي العمران ودولاب العويص ومجرجع أبرز المواقع المفتقرة لهذه الخدمات.
ويعتمد سكان هذه الأحياء على حفر فنية أمام منازلهم لتصريف المياه المستهلكة.
وتكون الحفر المكشوفة في طرقات الضواحي غير آمنة، إذ سجلت حوادث لسقوط أطفال ومواش فيها وتسببت بحوادث سيارات، بحسب سكان.
وقال عبدالعزيز سليمان (41 عاماً)، وهو من سكان حي خشمان في الأطراف الشمالية للحسكة، إنه اضطر كما كل سكان الحي لحفر “جورة فنية” أمام منزله، لكن امتلاءها يجبره على إضافة أخرى كل فترة.
وأشار إلى أن معاناتهم مستمرة على مدار العام، “ففي فصل الصيف نعاني من الغبار والأتربة وخلال الشتاء يتشكل طين ووحل”.
وينتقد سكان تلك الأحياء بلدية الحسكة لتأخر تنفيذها مشاريع خدمية كتعبيد الطرقات وتمديد شبكات صرف صحي.
“ميزانية غير كافية”
لكن فهد ابراهيم، وهو الرئيس المشارك للدائرة الفنية في بلدية الشعب في الحسكة، قال إن البلدية قامت بإعداد دراسات فنية بغرض تمديد خطوط الصرف الصحي في تلك المناطق، “لكن المشروع يكلف مبالغ كبيرة”.
وأشار إلى أن البلدية لا تملك الميزانية المالية الكافية لتنفيذ المشروع، “لذلك يتم تنفيذها حسب المتوفر وعلى مراحل”.
ووضعت البلدية، وفقاً لما ذكره “إبراهيم” لنورث برس، تلك المناطق ضمن خطط العام المقبل 2022 وسيتم تنفيذها “في حال تم رصد الاعتمادات اللازمة لها”.
وأضاف أنه نظراً لضعف الميزانية خلال خطة العام 2021 لم يم تنفيذ مشاريع تذكر، “ولكن تم تنفيذ مرحلة أولى لشبكة صرف في حي خشمان بطول 900 متر”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت أمينة أوسي، نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا، إن الموازنة الاستثمارية للعام القادم 80 مليون دولار، فيما بلغت 40 مليون دولار للعام الجاري.
وأشارت “أوسي” إلى أن العام القادم سيزخر بالمشاريع الخدميّة الضخمة، أبرزها استجرار مياه الشرب للحسكة تفادياً لوقوع أزمة إنسانيّة.
وأضافت أنَّ كافة الإدارات استلمت موازناتها وهي في مرحلة التدقيق المالي، و”إننا بانتظار المصادقة على قانون موازنة 2022 الشهر المقبل”.
مشكلات متكررة
وقال سليمان الكمة (31 عاماً)، وهو من سكان حي خشمان، إن سكاناً في شارعه عرضوا على البلدية تقديم مساعدة مالية لأنابيب صرف صحي أو فرج مادة “حجر مكسر”، لكن مقترح العمل في شارع دون المنطقة المحيطة لم يلق الموافقة.
وأشار إلى أن مجرور الصرف الصحي الرئيس يبعد عن شارعه نحو 15 متراً فقط، في حين تبعد منازل الجهة الشمالية للحي عن المجرور نحو 60 متراً، “ورغم ذلك لم ينفذوا المشروع”.
وتتسبب الجور المكشوفة والمجاري التي تمر بالقرب من المنازل بانتشار الروائح الكريهة وتتسبب بأمراض جلدية وخاصة للأطفال الذين يقضون أوقاتاً في اللعب بالقرب منها.
كما أن أغلب السيارات تمتنع عن دخول تلك الأحياء بسبب رداءة الطريق، ففي حال مرض شخص واحتاج لنقله إلى مشفى أو توفي أحد خلال فصل الشتاء، يضطر أقربائه لحمله حتى الوصول به إلى الطريق العام.
ويشير “الكمة” بيديه إلى مياه ملوثة تجري بالقرب منه: “منذ 15 عاماً ونحن نعاني، قدمنا الكثير من الطلبات للحكومة السورية قبل بدء الحرب وخلال الأعوام الأخيرة للإدارة الذاتية، ولم نتلق أي استجابة”.