صيد الطيور المهاجرة في إدلب دخل موسمي وللحظ دوره

إدلب – نورث برس

يأمل أحمد السراقبي (39 عاماً)، وهو من سكان قرية رأس الحصن بريف إدلب الشمالي، بيع صقر اصطاده في جبال حارم القريبة من الحدود السورية التركية قبل أيام في سوق الطيور بمبلغ قد يصل إلى 500 دولار أميركي.

وجال الصياد 20 يوماً من هذا الموسم حتى تمكن من صيد طائره الوحيد حتى الآن.

يقول بزهو إنه يعمل في صيد الطيور منذ أكثر من عشرة أعوام، ويعرض الصقر أمام سكان في قريته فيتجمع المارة حوله بكثير من الفضول والحماس لمعرفة نوعه وسعره.

ويعتبر صيد الطيور، لا سيما الجارحة كالنسور والصقور والطير الحر والباشق وغيرها، مصدر كسب سنوي لصيادين وهواة في منطقة إدلب، بينما يربط كثيرون فرص صيد الجيدة منها بالحظ.

ويبدأ موسم صيد الطيور في إدلب من شهر أيلول/ سبتمبر حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر، وهو موعد هجرة الطيور من أوروبا إلى أفريقيا عبر خطوط حركة محددة يعرفها ذوو الخبرة من الصيادين.

 ويسبق هذه الفترة تجهيز المعدات واختيار أماكن الصيد المناسبة منذ آب/ أغسطس، بينما تتبعها لمن حصل على صيد ثمين فترة العرض للبيع.

“مهنة مربحة”

ويعتبر الطير الحر الهدف الرئيس لكل صياد يسعى لربح كثير.

ويختار الصيادون الأماكن الواسعة التي تتيح لهم التحرك بسهولة، وتعد أفضلها مناطق ريف حلب الغربي والمناطق الحدودية مع تركيا وجبال حارم.

ويقول بعضهم إنهم قبل الحرب السورية كانوا يقصدون مناطق بادية الحماد بريف حمص الشرقي وغيرها من المناطق الصحراوية، وذلك لأن الطيور الجارحة تتواجد بكثرة في الصّحراء حيث الأجواء الخالية والهادئة.

“لكن ذلك لم يعد ممكناً اليوم”.

وإلى جانب السعي للربح، يحصل صيادو الطيور هؤلاء على “متعة” يعتبر من يفلحوا بالصيد أنها مكسبهم.

 إلا أن الأمر يحتاج للكثير من الصبر والخبرة في نصب الشباك وبعض الحظ، بحسب “السراقبي”.

ولأن الطيور الجارحة لا تطير على شكل أسراب كحال بقية الطيور المهاجرة وإنما بشكل فردي، فإن عملية الرصد ليست سهلة، بحسب الصياد.

وقد تُستخدم في صيد الطيور مصيدة “الحفرة” وهي عبارة عن خيطين يخرجان من حفرة مموهة بالتراب ويربط بأحد الخيطين الطعم وآخر لسحب الشبكة المدفونة في التراب وذلك ليتم الإمساك بالطير عندما ينقض على الطعم.

 وكل ذلك يحدث بحركات خفيفة، يقوم بها الصياد الذي يمكث طويلاً يراقب الحفرة .

مصدر كسب

ويختص سوق مدينة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي ببيع وشراء كافة أنواع الطيور، حيث يجتمع يوم الجمعة من كل أسبوع عشرات الصيادين ومحبي الطيور.

ويتميز “الحر” بمواصفات معينة، يعرفها خبراء الصيد من خلال اللون، فهناك الأبيض والأسود والأشقر والأحمر وقد يأتي بلونين فيسمى المرقّش.

وتختلف أنواعه بحسب المكان أيضاً، فهناك طير سنجار وحوران والحماد السوري أو الشامي وخارج سوريا هناك الفارسي والتركي.

ويعد  الطير الأسود الذي يسمى طير سنجار يعد من أندر الطيور وأغلاها ثمناً، وهناك التركي وهو الأرخص ثمناً، بحسب صيادين.

وللطير أطواله التي تتراوح عادة بين ٤٢ و٤٤ سنتيمتراً، وطريقة قياسه تتم من أعلى الجناح (الكتف)، إلى مؤخرة الذيل.

 ويشتري تجار السوق الطيور الجارحة بأنواعها من الصيادين، ليتم تصديرها إلى بعض الدول الأوروبية ودول الخليج.

وتتراوح الأسعار بحسب حجم الطائر وشكل وطول الريش، إذ يصل سعر الصقر الحر إلى 30 ألف دولار أميركي، فيما تباع بعض أنواع الصقور بمبالغ تتراوح بين 100 وألف دولار أميركي.

إعداد: حلا الشيخ أحمد- تحرير: سوزدار محمد