بدران جيا كرد: أي عدوان تركي سيكون فرصة لداعش
القامشلي– نورث برس
اعتبر بدران جيا كرد، وهو نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، أي عدوان تركي محتمل على أراض سورية “فرصة ثمينة” لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لإعادة تنظيم نفسه وشن عمليات إرهابية في أنحاء العالم.
وبعد نحو شهر من التهديد والوعيد، “جمدت” أنقرة العملية العسكرية ضد مناطق شمال شرقي سوريا، وفقاً لوسائل إعلام مقربة من تركيا.
إلا أن “جيا كرد” قال لنورث برس إن “التهديد التركي لا يزال قائماً، والحكومة التركية تصرح يومياً بالهجوم على شمال شرقي سوريا، ومعنى ذلك أن التهديد التركي هو تهديد استراتيجي ضد مناطقنا”.
ومطلع هذا الشهر، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن “تركيا قد تشن عملية عسكرية ضد شمال شرقي سوريا إذا اقتضى الأمر”.
وأضاف: “العملية قد تنفذ عند الضرورة ولا يمكن التراجع عنها”.
ويرى مراقبون أن عدم إطلاق العملية حتى الآن نتيجة استمرار الرفض الروسي والأميركي وغياب أي توافق في هذا الإطار.
ووصف المسؤول البارز في الإدارة الذاتية، عدم حصول تركيا على ضوء أخضر من واشنطن وموسكو بـ “الموقف الإيجابي”.
واستدرك: “لكن تركيا تهاجم عبر المسيرات وتستهدف المدنيين، فوقف إطلاق النار يشمل المسيّرات وإغلاق المجال الجوي أمام تركيا، وهو المطلوب الآن”.
وفي التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، أدى استهداف طائرة مسيرة تركية لسيارة في القامشلي لفقدان الرجل السبعيني يوسف كلو وحفيديه محمد ومظلوم لحياتهم.
والشهر الفائت، أسفر استهدافان بمسيرات تركية في كوباني عن فقدان مدنيين اثنين لحياتهما، بالإضافة لفقدان ثلاثة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية لحياتهم في المدينة وإصابة آخرين.
وتسيطر القوات التركية على نحو عشرة بالمئة من مساحة الأراضي السورية، وسط اتهامات بمحاولات تتريك تلك المناطق حيث تفرض التعليم باللغة التركية والتداول بالليرة التركية، وفقاً لتقارير إعلامية وحقوقية.
وألقى بدران جيا كرد “المسؤولية الكبرى” على عاتق الولايات المتحدة وروسيا اللتين وقعتا اتفاقي وقف إطلاق النار مع أنقرة عام 2019، “ولا بد أن يكون هناك موقف حاسم من جانبهما”.
وقال إن “تهديدات أنقرة تأتي في مرحلة متأزمة لتركيا، فهي تعاني مشكلات سياسية واقتصادية وأمنية داخلية”.
وتعاني الليرة التركية حالياً من انهيار غير مسبوق، حيث تجاوزت قيمة الدولار الأميركي الواحد أكثر من عشر ليرات تركية.
وقال المسؤول في الإدارة الذاتية إن بدء مرحلة الحل السياسي في سوريا تستوجب “إنهاء الاحتلال التركي، وسحب القوات التركية والمجموعات المرتبطة بها من الأراضي السورية”.
ورأى أن الحل السياسي في سوريا لا يزال بحاجة لعمل وجهود شاقة وطويلة ولدعم دولي.
ويعتقد “جيا كرد” على الدول العربية لعب دور في هذا الاتجاه، “إذ لم تلعب دوراً فعالاً حتى الآن وتركت الساحة السورية لقوى إقليمية أخرى لتعيق الحل السياسي وتلعب دوراً سلبياً”.