الجيش الإسرائيلي يكشف عن تفاهم “مصلحي” بين تل أبيب ودمشق وموسكو

القامشلي- نورث برس

كشف الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، عن نشوء تفاهم “ضمني مصلحي” بين تل أبيب ودمشق وموسكو على تقليص نفوذ طهران في سوريا.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوفاخي، إن لتجديد التنسيق مع روسيا في الساحة السورية، دور في تحسن الأمن القومي الإسرائيلي.

وأضاف أن “هناك جناحاً لا بأس به في هيئة الأركان الإسرائيلية يدعو إلى وجوب دعم نظام بشار الأسد لبسط سيطرته على كامل سوريا، بهدف التخلص من الإيرانيين وتقليص نفوذهم في حدود إسرائيل الشمالية”.

وأمس الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي في تقريره السنوي، لتقييم الأوضاع الأمنية لعام 2022، إن “تحديات الأمن القومي الإسرائيلي على الجبهة الشمالية- سوريا ولبنان، شهدت تحسناً ملحوظاً خلال 2021، بعد سنوات من التوتر”.

وتوقع التقرير الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن تحافظ الجبهة مع سوريا على هدوئها في العام المقبل، ما لم يحدث “تصعيد مفاجئ”.

تقاطع مصالح

وكشف رون بن يشاي وهو خبير أمني وعسكري إسرائيلي، عن وجود جهد سياسي من قبل إسرائيل لمحاولة تعبئة واشنطن لدعم الأسد في إعادة إعمار سوريا.

وتأتي التعبئة “لأن الرئيس السوري مستاء من الوجود الإيراني الذي يعرقل الخطط المستقبلية لنظامه ولحلفائه الروس”، وفقاً لـ”بن يشاي” وهو معلق صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.

وقال الخبير العسكري: “بدأت تتقاطع مصالح الأسد وبوتين وإسرائيل في الآونة الأخيرة حول تقليص النفوذ الإيراني”.

ورأى “بن يشاي” أن هذا من شأنه “ضمان عدم حدوث تصعيد مفاجئ بالنسبة لإسرائيل على هذه الجبهة المشتعلة”.

وأرجع الخبير المصالح المشتركة، إلى “اهتمام الأسد وحليفه بوتين بإرساء الاستقرار السياسي وفرض سيطرة النظام على معظم الأراضي السورية للانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار”.

وباتت أنشطة إيران العسكرية في سوريا “تثير استياء نظام الأسد لأنها تقوض سعيه لفرض سيطرته على كامل سوريا”، بحسب “بن يشاي”.

وأشار إلى أن بوتين بات يدرك أهمية الضربات الإسرائيلية “لكبح الإيرانيين، الذين ينافسون الروس اقتصادياً في سوريا”.

وتحدثت تقارير صحفية عن توترات وخلاف بين الحكومة السورية وقائد فيلق القدس في سوريا، مصطفى جواد غفاري، نتيجة نشاطات الأخير في الأراضي السورية وعدم رضا الحكومة عنها.

وقبل يومين، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً، ردت فيه على الأنباء التي انتشرت بشأن خلاف بين الأسد ونظامه وممثلها العسكري في سوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن “الفبركة الخبرية لوسائل الإعلام الصهيونية وبعض الدول الأخرى ليست أمراً جديداً ولها عمق ونطاق مختلف للغاية وعلى مستويات مختلفة”.

ضربات مكثفة

وأسفر التنسيق الجديد للحكومة الإسرائيلية مع روسيا عن استمرار حرية التحرك في الساحة السورية، وبالتالي زيادة نوعية في الضربات الإسرائيلية ضد الوجود الإيراني، وسجلت سبع هجمات في خلال شهر واحد، في الآونة الأخيرة.

وفي الثاني والعشرين من الشهر الماضي، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في منتجع سوتشي غربي روسيا.

وتطرقت المباحثات، حينها، للوضع في سوريا والملف النووي الإيراني. وقال بوتين إن ثمة نقاط تقاطع وفرصا للتعاون مع إسرائيل في قضايا مكافحة الإرهاب.

وقال زئيف إلكين، وزير الإسكان الذي رافق بينيت للعمل كمترجم ومستشار، وكان حاضراً في الاجتماع، أن بوتين وبينيت اتفقا على المحافظة على هذه الآلية، التي “تسمح لإسرائيل بتنفيذ هجمات في سوريا من دون رد روسيا”، بحسب ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وفجر اليوم، شنت إسرائيل ضربات صاروخية، على دمشق، وقال التلفزيون السوري إن إسرائيل أطلقت صاروخين من اتجاه هضبة الجولان استهدفا “مبنى خاوياً” جنوب دمشق.

وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الغارات على سوريا، قالت إن هذه “العمليات تستهدف منع التمركز العسكرية للفصائل المسلحة الموالية لإيران في الأراضي السورية” وفقاً لتقارير صحفية.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضرباتها تلك في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري هناك.

إعداد وتحرير: فنصة تمو