مجلس سوريا الديمقراطية من مصر: لن نوفر أي باب من شأنه أن يؤدي إلى “انحسار تركيا وإنهاء داعش”
القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
بالتزامن مع اللغط الذي أثارته الاتفاقية الموقعة بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس حكومة الوفاق في ليبيا فايز السراج، وما تضمنته الاتفاقية من تلويح تركي بدعم عسكري تركي للميلشيات في ليبيا, التقى وفدٌ من مجلس سوريا الديمقراطية, وزير الخارجية المصري سامح شكري, مطلع الأسبوع الجاري في العاصمة المصرية القاهرة.
واجمعت أطراف على أن لقاء القاهرة حرص على تشكيل تحالف قوي ضد التدخلات التركية في المنطقة، ولاسيما في المنطقة المحيطة بتركيا أو التي في مواجهة مباشرة مع التدخلات التركية، من بين أضلاع التحالف الرئيسية مجلس سوريا الديمقراطية، على اعتبار أن قوات سوريا الديمقراطية تعتبر "العمود الفقري في الشمال السوري لمواجهة الاطماع التركية التوسيعة".
تنسيق
قالت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، في تصريحات خاصة لـ "نورث برس" من القاهرة، عشية لقائها مع ووفد من مسد بوزير الخارجية المصرية سامح شكري، إنه تم التنسيق مع القاهرة للعمل معاً من أجل "إيقاف التمدد التركي داخل الأراضي السورية".
وقالت أحمد: "خلال لقائنا مع الخارجية المصرية تناولنا التهديدات التركية، وتدخلات تركية في المنطقة بشكل عام.. إضافة إلى تدخلها في الملف السوري، والنتائج السلبية التي نتجت عن هذا التدخل"، مشيرة إلى أنه جرى التنسيق مع القاهرة حول مناقشة "كيفية العمل معاً لإيقاف هذا التمدد التركي داخل الأراضي السورية".
وتابعت: "كما تم التأكيد خلال اللقاء على أنه حان الوقت للبدء بالعملية السياسية، وأن يكون الجميع مشاركين في هذه العملية، ومنهم, كطرف أساسي, ممثلين عن مناطق شمال شرق سوريا".
من جانبه أكد عضو رئاسة مجلس سوريا الديمقراطية سيهانوك ديبو, أن "مسد" لن توفر "أي باب من شأنه أن يؤدي الى انحسار تركيا وانهاء داعش والجماعات المسلحة الجهادية التي تدعمها تركيا".
وأضاف خلال حديثه لـ"نورث برس": "لمصر دور كبير ليس فقط على الساحة العربية والاقليمية إنما العالمية أيضاً. تفهم مصر ودعمها لحل عادل للقضية الكردية في إطار وحدة سوريا وسلامتها الاقليمية سيكون بالخطوة التي يبنى عليها ويؤسس عليها من قبل العالم العربي.
تصاعد التدخلات التركية
وطبقاً لمصدر دبلوماسي مصري، رفض ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، فإن "مصر تبدي حرصاً دائماً على التنسيق مع أكراد سوريا، في مواجهة الأطماع والتغول التركي في سوريا والمنطقة عموماً .. الزيارة التي تمت مؤخراً ليست الأولى، فقد سبقتها زيارة سابقة تبادل فيها الطرفان وجهات النظر والتنسيق بعد بدء العملية التركية في شمال شرق سوريا، واتفقا على سبل التنسيق لمواجهة ذلك التغول التركي".
وأشار إلى أن "الزيارة الأخيرة، مُهمة من حيث التوقيت، على اعتبار أنها تأتي في وقت تتصاعد فيه التدخلات والتهديدات التركية في ليبيا، وبالتالي حرصت مصر ضمن جملة الرسائل التي بعثت بها، على أن تؤكد دعمها لأكراد سوريا في مواجهة التدخلات التركية، وستشهد الفترة المقبلة مزيداً من التنسيق والتعاون".
وأكد أن "الاتفاقية المعدومة التي أبرمتها تركيا مع السراج، والتصريحات التركية الاستفزازية، تواجهها القاهرة بمزيد من التنسيق مع الشركاء في قبرص واليونان والدول المعنيّة، في خطٍ متوازٍ مع تواصل المشاورات والتنسيق مع الأطراف الفاعلة في مواجهة التدخلات التركية في المنطقة، ومن بينها الطرف المؤثر في شمال شرق سوريا".
وطبقاً لبيان صادر عن مسد، فإن الوزير المصري، أكد احترام بلاده لإرادة السوريين ودعم الحل السياسي للأزمة السورية، ورفضها الهجمات التركية على الشعب والأراضي السورية.
وبحث اللقاء المستجدات السياسية على الساحة السورية ولا سيما الهجمات التركية الأخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا والأزمة الإنسانية التي خلفها ، حيث أوضح وفد مسد لشكري النتائج الكارثية التي تمخضت عنها وعن معاناة النازحين فضلًا عن احتلالها لأجزاء من الأراضي السورية وتهديدها في الوقت نفسه لوحدة سوريا وسيادتها.
ووصف وزير الخارجية العمليات التركية في المنطقة بـ"التوسعية والخطيرة"، وأن مصر ترفض التحركات التركية في المنطقة وبالأخص في سوريا، ووعد الوفد السوري بأن يتم تمكين هذه اللقاءات والعمل على عقد لقاءات أخرى أوسع في القاهرة وتفعيل العمل المشترك بغية "إفشال المخططات الاحتلالية للدولة التركية التي تهدف إلى تفتيت المنطقة وتقسيمها".