ينقص الوزن ويزيد السعر.. حال الخبز في إدلب

إدلبنورث برس

ينفق رامز الجرك (38 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف حماة الشمالي ويسكن في مخيمات دير حسان الحدودية شمال إدلب، شمال غربي سوريا، نسبة عالية من مدخوله اليومي لشراء الخبز بعد أن خفضت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وزنها عدة مرات خلال الفترة الماضية.

والخميس الفائت، خفضت حكومة الإنقاذ وزن ربطة الخبز 25 غراماً، ليصبح وزن الربطة الواحدة 500 غراماً عوضاً عن 525 غراماً.

وأثار قرار التخفيض حالة سخط لدى سكان اعتبروه “تلاعباً” بقوت يومهم.

ويبلغ سعر الكيس الواحد من الخبز في إدلب 2.5 ليرةً تركيّةً حالياً، لكن ما حدث مؤخراً هو تكرر إنقاص الوزن.

ويعمل الشاب الثلاثيني في البناء لتأمين احتياجات عائلته المؤلفة من سبعة أشخاص، ويتقاضى 25 ليرة تركية يومياً.

يقول إن عائلته باتت تحتاج إلى خمس ربطات بدل ثلاثة بعد تخفيض وزن ربطة الخبز، ويصل ثمنها إلى 12.5 ليرة تركية (نحو خمسة آلاف ليرة سورية).

وتعلل “الإنقاذ” تخفيض الوزن ورفع السعر، بتدهور قيمة الليرة التركية واعتمادها على استيراد الطحين من تركيا بسعر صرف الدولار الأميركي.

والسبت الماضي، سجل سعر صرف الليرة التركية عشر ليرات مقابل الدولار الأميركي، في حين سجلت مقابل الليرة السورية 340 ليرة، بحسب موقع الليرة اليوم المتخصص بأسعار العملات.

ويعتبر الانخفاض الذي سجلته الليرة التركية، مؤخراً، مستوى قياسياً على خلفية قرار البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة الرئيسي وأزمات دبلوماسية مع دول غربية.

ومنذ حزيران/ يونيو العام الماضي، صدر قرار من حكومتي المعارضة “السورية المؤقتة والإنقاذ” باستعمال العملة التركية بدلاً من الليرة السورية التي شهدت حينها انهياراً كبيراً وصل إلى نحو خمسة آلاف ليرة سورية مقابل كل دولار أميركي.

وتفاقم التدهور المعيشي لذوي دخل محدود في إدلب مع انهيار الليرة التركية، حتى وصل حد عدم تمكن عائلات من تأمين الخبز لأطفالها.

وقبل التعامل بالليرة التركية، كانت ربطة الخبز تزن 650 غراماً، إلا أن حكومة الإنقاذ عملت على تخفيضها عدة مرات حتى وصلت إلى 500 غرام.

وفي الخامس عشر من الشهر الماضي، خرج العشرات من سكان مدينة إدلب، في احتجاجات على “الغلاء ورفع أسعار المحروقات والمواد الغذائية بشكل “غير مسبوق”.

ورفع المحتجون شعارات تطالب “الإنقاذ”، بإيقاف “سياسة التسلط على السكان ومقاسمتهم لقمة عيشهم”.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، تظاهر سكان وناشطون في إدلب على خلفية رفع حكومة الإنقاذ لسعر الخبز إلى 2.5 ليرة تركية.

تقول فاطمة العدل (40 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة من مدينة معرة النعمان تعيش في مدينة إدلب، للبحث عن وسائل غذاء بديلة تغنيها عن شراء الخبز كالرز والبرغل والمعكرونة، بسبب عجزها في بعض الأحيان عن شراء الخبز.

وتحتاج عائلة السيدة المكونة من ستة أطفال لخمس ربطات يومياً، ” لكن سعرها بات يفوق قدرتي”.

إعداد: سمير عوض- تحرير: سوزدار محمد