سياسيون في كوباني: موسكو لم تنتقل بعد من داعم للحكومة لدور الضامن

كوباني- نورث برس

يرى سياسيون في كوباني، شمالي سوريا، أن الدول المتدخلة في سوريا تسعى لتحقيق مصالحها دون دفع جدي لمسار الحل السياسي، وأن دور روسيا التفاوضي ما يزال يخدم حكومة دمشق.

ويعتقد سوريون في مناطق شمال وشرق البلاد أن التوصل لاتفاق بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية سيساهم في حل أزمات اقتصادية وردع تهديدات إقليمية.

وقال موسى كنو، وهو عضو الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، إن اتفاق الإدارة الذاتية مع دمشق سيعني حلاً سورياً.

“واعتراف دمشق بالإدارة الذاتية أمر مهم، لأن الحكومة السورية ما تزال تتمتع بالتمثيل الدولي ولها ممثل في الأمم المتحدة”.

وأضاف، لنورث برس، أن “اتحاد مؤسسات الإدارة الذاتية مع مؤسسات الحكومة واتحاد قوات سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري سيساهم في وقوف سوريا على قدميها من جديد”.

وعلل اعتقاده هذا بأن حكومة دمشق بلغت “حد التهلكة” اقتصادياً وقد يساعدها الاتفاق على تجاوز الأزمات، كما أنها بحاجة لقوات سوريا الديمقراطية المدربة والمنظمة.

ومن جانب آخر، سيستفيد الجانبان إذا ما نجحا في إيقاف التهديدات التركية واستعادة أراض سورية تسيطر عليها تركيا، بحسب القيادي في حزب الوحدة.

ويوم أمس الثلاثاء، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، إن حل “الأزمة السورية” يحتاج إلى تعاون جاد بين واشنطن وموسكو.

وأضاف في تصريحات لقناة “سكاي نيوز عربية: “لدينا اقتصاد يتهاوى، وعقوبات مفروضة تزيد صعوبة جهود إعادة البناء، ووقف إطلاق نار هش في إدلب وباقي مناطق البلاد”.

“أدوار منحازة”

ورغم اعتقاد “كنو” أن الدول المتدخلة في الحرب في سوريا تبحث عن مصالحها دون أي دفع للحل، “وهي ليست جمعيات خيرية حتى تنفذ مطالب الشعوب وتحققها”.

قال إن روسيا تستطيع تحقيق اتفاق بين الإدارة الذاتية ودمشق إن كانت جدية في السعي لحل يؤمّن حقوق مكونات شمال وشرق سوريا.

وبالتزامن مع تهديدات تركية مؤخراً، بدت موسكو غير موافقة على إعطاء أي ضوء أخضر لأنقرة على غرار ما حدث في عفرين 2018 وسري كانيه (رأس العين) وتل أبيض عام 2019، بحسب تقارير إعلامية.

إلا أن القيادي في حزب الوحدة اعتبر أن روسيا لم تقم بدور فاعل للحل حتى الآن، “وكل ما قامت به هو إصدار بيانات من أجل استفزاز تركيا كي تحقق مصالحها عبر الكرد”.

وقال إن “روسيا منحازة لدمشق حتى تاريخ اليوم ولا تؤدي دورها بإنصاف، لكن عليها التخلص من هذه العقدة، فالسوريون يريدون دولة لا مركزية وعلمانية وتعددية برلمانية، تحفظ فيها حق المواطنة”.

ويوم أمس الثلاثاء، قالت إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إن مسؤولي شمال شرقي سوريا رفضوا مقترحاً روسياً بإدخال ثلاثة آلاف عنصر من القوات الحكومية إلى مدينة كوباني.

وعللت، في تصريحاتها خلال ندوة حوارية تحت عنوان “المثقف وآفاق الحل السياسي في سوريا” في الرقة، رفضهم طرح موسكو بـ “لمنع تكرار سيناريو درعا في مدينة كوباني”.

وأضافت أن القبول بحل سياسي أو حوار مع الحكومة السورية لا يعني إطلاقاً التنازل أو تسليم أي منطقة للقوات الحكومية.

“مفاتيح بيد موسكو”

ومن جهته، اعتبر كيلو عيسى، وهو عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي السوري، أن روسيا ذات تأثير في سوريا منذ زمن الاتحاد السوفياتي وحتى الآن.

وقال لنورث برس إن موسكو تمسك بزمام اجتماعات أستانة، وهي تتحمل مسؤولية دخول تركيا إلى أراض سورية.

ورأى “عيسى” أن روسيا وضعت مفاتيح الحل السياسي في سوريا بيدها، “لكنها للأسف تحاول استثمار الأزمة السورية وفق مصالح الحكومة وضد كل معارضيها”.

واعتبر أن مواقفها السابقة لن تمكنها كدولة ضامنة من أن تكون قريبة من المجتمع السوري.

وقال القيادي في الديمقراطي الكردي السوري إن الإدارة الذاتية لن تسلم مناطقها عبر روسيا للحكومة السورية على غرار مناطق سلمتها المعارضة في إدلب.

 وأشار إلى تزامن تسيير أجندات لحكومة دمشق وروسيا مع تصاعد التهديدات التركية ضد شمال وشرق سوريا.

وقبل أيام قليلة، أعلنت الحكومة فتح باب “التسوية” في دير الزور على غرار ما جرى في درعا جنوبي البلاد، بينما أعلنت قوى الأمن الداخلي الليلة الفائتة عن تكثيف دورياتها بعد استهداف أحد عناصرها في الحسكة من جانب مسلحين يتبعون للقوات الحكومية.

وقال “عيسى” إن التوصل لاتفاق بين الحكومة والإدارة “يعني أن نسبة كبيرة من أزمات المجتمع السوري سيتم حلها، لكن ذلك لا يعني العودة إلى ما قبل العام 2011”.

وأضاف أن الدولة التي تجد في نفسها ضامنة ووسيطاً للتفاوض عليها النظر لمصلحة الطرفين والضغط عليهما لإنجاح الوصول للاتفاق.

إعداد: فتاح عيسى ـ تحرير: عمر علوش