عودة الحرائق للساحل السوري رغم إعدام مفتعليها

دمشق- نورث برس

عادت الحرائق، مطلع هذا الأسبوع، إلى الساحل السوري وتحديداً في أرياف جبلة في اللاذقية التي أعلن فوج إطفائها ومديرية الزراعة فيها التعامل مع 45 حريقاً خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينما اشتعلت أخرى في ريف حمص وسط البلاد.

ويقول مزارعون في المنطقة إن الحرائق باتت تهديداً جدياً حتى لمشاريع إعادة زرع الغراس في البساتين والأراضي المتضررة، مع دفع البعض للعزوف عن إعادة التشجير.

والسبت الماضي، توصلت 200 دولة خلال قمّة “كوب-“26 في غلاسكو لاتفاق عالمي لمكافحة التغيّر المناخي بعد أسبوعين من المفاوضات، متهمة الدول الغنية بالتقاعس عن تقديم تمويل لمواجهة أخطار الجفاف وارتفاع منسوب مياه البحار والحرائق والعواصف في البلدان الفقيرة.

وبلغت أضرار الحرائق في بستان الباشا بريف جبلة 50 دونماً من الحمضيات، بحسب اتصال هاتفي لإياد محمد قائد فوج إطفاء جبلة مع التلفزيون الحكومي، بينما لم تصدر إحصاءات دقيقة لمساحة الحراج المتضررة.

وقال “محمد” إن الرياح الشرقية وانحباس الأمطار وانخفاض الرطوبة الجوية في هذا الوقت من السنة يؤدي إلى صعوبة كبيرة في إخماد الحرائق.

وأخمد هذه الحرائق عناصر وحدة الإطفاء وشعبة الحراج في جبلة بمساعدة الطيران المروحي، بحسب مواقع وحسابات رسمية وإعلامية حكومية.

لكن وكالة سانا الحكومية أعلنت، يوم أمس الاثنين، عن حرائق جديدة بريف حمص الغربي.

جدل لم ينتهِ

وفي الحادي والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة العدل السورية تنفيذ حكم الإعدام بحق 24 شخصاً اتهمتهم بتنفيذ “أعمال إرهابية” عبر إشعال الحرائق.

لكن الجدل لم ينته حول عدم صدور إثباتات حتى الآن عن أسباب الحرائق وما إذا كانت مفتعلة أو طبيعية.

وقال خالد مسلم (56 عاماً)، وهو اسم مستعار لمزارع بريف جبلة، إن قرية بستان الباشا كانت أكثر المناطق تضرراً، وذلك بعد خسائر تسببت بها الحرائق العام الماضي في المنطقة نفسها.

وأضاف: “لم تتوقف الخسائر ولا يزال الخطر قائماً، خسارة شجرة بالنسبة لي كخسارة ابن، منذ يومين وسكان القرية يساعدون وحدة الإطفاء”.

و خسر  المزارع أكثر من 13 دونماً من أشجار الحمضيات، والتي كانت المصدر الرئيس لدخله.

وخلال الصيف الفائت، اجتمع مزارعون في المنطقة لأكثر من مرة مع وحدة الإطفاء ومع مديرية المحافظة ونقابة الفلاحين وقدموا طلبات ومقترحات لدعم عمليات الإطفاء.

يقول المزارع “مسلم”: “طالبنا بتزويد الفوج بعناصر آخرين ورفع الرواتب والتعويضات والعمل على دورات تدريبية للإطفائيين، وصيانة المعدات والسيّارات المعطّلة”.

لكن وعود المسؤولين الحكوميين فيما يتعلق بتلك المقترحات لم تُنفّذ بحسب “مسلم”، “والتعويض الذي حصلنا عليه عن حرائق العام 2020 لا يكفي اليوم لشراء ربع عدد الغراس التي احترقت.”

“تعويضات غير منصفة”

واعتبر المزارع أن توزيع التعويضات الحكومية لم يكن عادلاً، “حصل أشخاص لم يتضرروا على تعويضات أكبر ممن تعرضوا لضرر حقيقي أو نزوح مؤقت”.

وبحسب مهندس زراعي في قرية بيت زنتوت على الطريق العام بين القرداحة واللاذقية، فإن قسماً من التعويضات التي أعلنتها الحكومة عن حرائق العام الماضي (ثمانية مليارات ليرة سورية) “اختفى للوساطات والمحسوبيات”.

“التقديرات التي صدرت عن الوكالات السورية حول كمية الحرائق ليست دقيقة، فرغم تواجدي كموظف في مديرية الزراعة، لا أعلم من يصدر هذه الأرقام التي تتضارب بين مديرية وأخرى.”

بينما تعرضت المنطقة نفسها لحرائق جديدة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، “ومن ضمنها 150 دونماً للأراضي الزراعية و200 دونماً الغابة الصنوبرية”، على حد قول المهندس الذي اشترط عدم نشر اسمه.

وبداية العام الحالي، وصل للمهندس الذي احترقت أرضه ومنزل له مبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية مع غرسة زيتون عليها رسالة وتوقيع لأسماء الأسد زوجة الرئيس السوري.

إعداد: حنين رزق- تحرير: حكيم أحمد