فوضى واختناقات مرورية في شوارع وأسواق رئيسة في الرقة

الرقة– نورث برس

يروي محمد الصالح (39 عاماً)، وهو يتكئ على سيارته المركونة في شارع تل أبيض بمدينة الرقة، شمالي سوريا، قصة شقيقه الذي سُرق منه مبلغ خمسة ملايين ليرة سورية أثناء ركن سيارته في أحد شوارع المدينة الفرعية.

وكان الكراج القريب من موقع حادثة السرقة بلا حارس، ففضل صاحب السيارة اختيار شارع يعج بالمارة، لكنه تعرض للسرقة رغم ذلك.
ويفضل “الصالح”، الذي يملك محلاً لبيع الأقمشة في شارع تل أبيض، ركن سيارته أمام ناظريه حتى لو أزعج هذا بعض السكان وتسبب بعرقلة حركة السير في الشارع الرئيس.

وتظهر في بعض شوارع مدينة الرقة وأسواقها الرئيسة فوضى واختناقات مرورية، تتسبب بازدحام يثير استياء سكان ويعرقل شؤونهم، وفق مارين تحدثوا لنورث برس.

وفي المدينة عدة شوارع رئيسة مثل شوارع تل أبيض والوادي والقوتلي والأماسي و23 شباط، تحول بعضها إلى أسواق مكتظة بالزوار والزبائن وسياراتهم التي عادة ما يركنونها في تلك الشوارع رغم ما تسببه من ازدحام.

“مانك أخو كيفي”

وقال “الصالح” إن أغلب مالكي السيارات الخاصة يفضلون ركن سياراتهم قرب مكان عملهم داخل المدينة أو أمام محالهم التجارية، لا سيما في الأسواق الرئيسة، تخوفاً من تعرضها لأذى إن ركنوها بعيداً عنهم.
ولا يوجد في كراج لركن السيارات بالقرب من حديقة الرشيد المحاذية لشارع تل أبيض مراقب أو حارس يتكفل بعدم تعرض السيارات للسرقة أو أذى.
ورد خالد العساف (42 عاماً)، من سكان مدينة الرقة، عندما سُئل عن سبب ركن سيارته وسط الشارع وتسبب بعرقلة السير وحدوث اختناق مروري: “مانك أخو كيفي”.

يعلل تهكمه هذا بأن من الأولى لمن يرغب بالتخلص من الازدحام المروري والاختناقات داخل الأسواق، أن يطالب بتوفير كراجات تؤمّن ركن السيارة باطمئنان.
ويضيف: “فليس من المعقول أن تترك سيارتك عرضةً للأذى أو سرقة محتوياتها”.

ويتذرع “العساف” أيضاً بأنه أسعف والدته للمشفى، وهو الآن يجلس في سيارته بانتظار أن تعود هي وشقيقه الذي اصطحب والدته لمشفى “الرسالة” الخاص وسط المدينة.

كراجات مأجورة

وخلال النصف الثاني من العام الماضي، نفذت إدارة المرور في الرقة مشاريع لوضع إشارات لتنظيم حركة السير والمرور في شوارع مدينة الرقة الرئيسة.

ويتجول عناصر من شرطة المرور (الترافيك) في شوارع الرقة لتنبيه السائقين بضرورة عدم إعاقة حركة السيارات من خلال ركن سياراتهم، وتنظيم مخالفات بحق المخالفين.
إلا أن كل ذلك لم يُنه الازدحام في المدينة التي استعادت حركة التسوق والأعمال بعد طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها عام 2017 على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي.

وبحسب بيانات أولية نشرها مكتب التخطيط والإحصاء في مجلس الرقة المدني فإن عدد السكان المقيمين في مدينة الرقة ويملكون أوراقاً ثبوتية بلغ 330 ألف شخص، فيما يبلغ عدد سكان ريف الرقة 500 ألف شخص، بحسب البيانات ذاتها.

وأعلنت بلدية الرقة، خلال الفترة الماضية، مناقصة لتنظيم مواقف عامة مأجورة داخل مدينة الرقة لركن السيارات وتنظيم الحركة المرورية لحل مشكلة الازدحام.

وقال قيس البشّار، وهو رئيس دائرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية الرقة، لنورث برس، إن المتعهد الذي رست عليه المناقصة يعمل على التجهيزات الأولية للإعلان عن بدء مشروع خلال الفترة القريبة القادمة.

وأضاف أن البلدية “ستخصص ساحات في المدينة للوقوف الطويل الأمد لحل أزمة ركن السيارات لفترات طويلة داخل الشوارع الرئيسة وحمايتها من الحوادث والسرقة”.

إعداد: عمار عبد اللطيف ـ تحرير: عمر علوش