إنتاج متدن للزيتون في كوباني ينقص دخل عاملين في القطاف والمعاصر
كوباني- نورث برس
تشير بوادر إنتاج الزيتون في ريف كوباني، شمالي سوريا، إلى انخفاض مستوى الإنتاج إلى أقل من 30 بالمائة مقارنة مع إنتاج العام الفائت، وهو ما أثر سلباً على مداخيل مزارعين وعاملين في القطاف والمعاصر.
وتعود أسباب قلة الإنتاج هذا الموسم لموجة الجفاف التي تضرب المنطقة بسبب شح الأمطار وانخفاض مناسيب المياه من جهة، ولارتفاع أسعار الأسمدة وصعوبة الحصول على وقود المازوت (الديزل) لري الأشجار من جهة أخرى.
ويقدر ويسو رموك (44 عاماً)، الذي يملك نحو ألف شجرة زيتون في قرية كلوح جنوب شرقي كوباني، انخفاض الإنتاج هذا العام بنسبة 65 بالمائة.
ويعود سبب تراجع إنتاج محصول الزيتون وجودته إلى حاجة الأشجار للأمطار أو مياه الري، بالإضافة لمستلزمات التسميد والتقليم والمبيدات والحراثة.
وتراجع اهتمام المزارعين بريف كوباني بالأشجار في ظل صعوبة الحصول على مادة الوقود لأعمال الري والحراثة، بحسب مزارعين.
إنتاج شحيح
وقال المزارع “رموك”، لنورث برس، إن الزيتون القليل الذي يتم جنيه هذا العام متدني الجودة مقارنة بالأعوام الفائتة.
وأضاف أن نقص المازوت في المنطقة وصعوبة الحصول عليه، وارتفاع أسعار الأسمدة تساهم في تراجع اهتمام المزارعين بالأشجار.
وأدى نقص إنتاج الزيتون في المنطقة إلى ارتفاع سعر صفيحة الزيت (16 كيلوغراماً) من نحو 30 دولاراً إلى نحو 45 دولاراً أميركياً بحسب أصحاب معاصر.
وخلال المواسم، يكثر الطلب على العمال ويتنافس المزارعون للتعاقد معهم، لكن العمال هم من يتوافدون إلى المزارعين لطلب العمل هذا العام.
وقال شرفان علي (26 عاماً)، الذي يعمل في جني محصول الزيتون منذ عدة أعوام، إن تراجع إنتاج الزيتون أثر على العمال وإيراداتهم من جني الزيتون.
والعام الفائت، كان كل من “رمضان” وعمال آخرين، يجنون نحو 50 كيلوغراماً من الزيتون يومياً، بينما في هذا العام لا يستطيع أربعة عمال جني هذه الكمية يومياً بسبب تراجع إنتاج الشجرة الواحدة من الزيتون.
وكان العمال يحصلون على 100 ليرة سورية مقابل جني الكيلوغرام الواحد، بينما يقضي اتفاقهم الآن على الحصول على 35 % من كمية الإنتاج.
ويعمل عمال جني محصول الزيتون لنحو شهر عادة، لكنهم لا يتوقعون أن يستمر عمل هذا الموسم شهراً، “فنحن نلتقي شجرة مثمرة بين كل 15 شحيحة الثمار”.
تضرر أعمال
وقال حنيفي شاهين (58 عاماً)، وهو صاحب معصرة زيتون في ريف كوباني، إن ضعف إنتاج الزيتون أثر سلباً على عدد العمال في المعصرة.
والعام الفائت، كان يعمل في معصرة “شاهين” 25 عاملاً بينما يعمل فيها عشرة عمال فقط هذا الموسم لقلة الإنتاج.
يقول لنورث برس إن أضرار قلة إنتاج الزيتون تطال حتى سيارات النقل، بالإضافة للمزارعين والعمال وأصحاب المعاصر.
وتضم كوباني معصرتين إحداها في قريتي نوردان وزرافيك جنوب المدينة، إضافة إلى معصرتين في بلدة صرين جنوب كوباني.
وأشار “شاهين” إلى أن معصرة الزيتون استمرت بعصر الزيتون لمدة ثلاثة أشهر تقريباً وعلى مدار 24 ساعة في العام الفائت، بينما في العام الحالي بدأت المعصرة بالعمل قبل عشرة أيام.
“ويتم تشغيلها من الصباح حتى ساعات المساء فقط”.
ويتوقع صاحب المعصرة أن تبلغ نسبة إنتاج الزيتون في كوباني نحو 20 بالمائة بالنسبة لإنتاج العام الفائت.
ويضيف أن أسعار الزيت ستتأثر وترتفع بسبب قلة الإنتاج، في ظل عزوف المزارعين عن بيع إنتاجهم من الزيت بسبب قلة الكميات التي لا تكفي حاجتهم.