عمليات خطف في مناطق نفوذ عشائرية وفصائلية مختلفة بريف حلب

ريف حلب- نورث برس

لا يأمن سامر الحلبي (37 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من مدينة عندان يعيش في مدينة جرابلس شرق حلب، الخروج من منزله مساء، خشية أن يتعرض لخطف من مجموعات أو مسلحين مجهولين.

ويخشى سكان في جرابلس الخروج من منازلهم حين يحل المساء، وذلك بعد تكرر حالات الاختطاف التي تستهدف غالباً أشخاصاً ميسوري الحال، وذلك بغرض طلب فدى مالية مقابل إطلاق سلاحهم أو بهدف الضغط على ذوي المخطوف لتسليم مقرب منه للثأر بسبب مشكلات وخلافات سابقة.

ولم يضبط انتشار الحواجز العسكرية التابعة لفصائل المعارضة المسلحة وقوى الشرطة المدنية والعسكرية في مداخل ومفارق طرق المدينة، حالات الاختطاف التي تستهدف مدنيين وعسكريين.

ومطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، خطف مجهولون وعبر سيارة “فان” سوداء لا تحمل لوحة، امرأة مع طفلتها قرب مخيم بئر الكوسى جنوب جرابلس، وفقاً لما ذكره مصدر محلي لنورث برس.

وأشار المصدر إلى أن المجهولين اتصلوا بذوي المرأة المختطفة وطلبوا فدية مقابل إطلاق سراحها.

وللمسافات الواسعة بين المدينة وريفها دور كبير في انتشار “قطاع الطرق” لاختطاف سكان يتم اقتيادهم لجهات مجهولة، بحسب سكان محليين.

“تجاهل شكاوى”

ويتخوف “الحلبي” من ازدياد حالات الاختطاف وتحولها إلى ظاهرة، ويعبر عن اعتقاده بأن الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، “هي المسؤول الأول والرئيس عنها”.

ويشير الرجل الثلاثيني إلى أنه رغم رفع عائلات المختطفين شكاوى ضد أشخاص مشتبه بهم، ” يتم تجاهل الشكوى من قبل الفصائل المسيطرة وكأنها شريكة في عملية الخطف”.

وتشهد جرابلس ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها في سوريا، فلتاناً أمنياً يتمثل بتكرار حدوث تفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات ودراجات نارية مفخخة، بالإضافة لحوادث اغتيال وخطف وسرقة، في ظل تقاسم فصائل معارضة للنفوذ والمهام العسكرية والأمنية.

ومنذ العام 2017، تخضع مدينة جرابلس لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها.

ويقول سكان إن حالات الخطف والفلتان الأمني في تلك المناطق تنعكس سلباً على حياتهم في ظل انشغال الفصائل المسيطرة لبسط النفوذ وتمكين نفسها في المنطقة.

وتضم جرابلس أجهزة أمنية عدة كفصائل الشرطة العسكرية والشرطة المدنية وجهاز أمن الدولة ومكافحة المخدرات، بعضها تابعة للفصائل وأخرى للقوات التركية، بالإضافة إلى فصائل الفرقة التاسعة والسلطان مراد وحركة أحرار الشام الإسلامية وغيرها.

طابع عشائري

يقول “الحلبي” إن بعض حوادث الاختطاف تأتي لتصفية حسابات بين عائلات في ظل غلبة الطابع العشائري على المنطقة.

وإن الأمر لا يخلو من اصطدامات مباشرة وغير مباشرة بين أبناء تلك العشائر وامتداد تلك الخلافات إلى استخدام السلاح بشكل عشوائي في بعض الأحيان.

كما أن غالبية الخلافات العشائرية أخذت طابعاً فصائلياً، “إذ قام كل من أبناء تلك العشائر بالانضمام إلى فصيل يتقربون إليه ويحميهم في حال حصل نزاع بينهم وطرف آخر”.

ويروي حسين طيفور (39 عاماً)، وهو اسم مستعار لعامل في منظمة دولية عاملة بريف حلب الشمالي، حادثة خطف لأحد أقرباء مهندس يعمل معه “وهو من أصحاب رؤوس الأموال في المنطقة”.

يقول إن مجهولين اختطفوا ابن عم المهندس، وبعد غياب الاتصال به لمدة أسبوع، تم الاتصال بذويه وطلب فدية مالية مبلغ 40 ألف دولار أميركي والاتفاق على تسليمها لشخص في منطقة حارم بريف إدلب الغربي.

ويشير إلى تأكد ذوي المخطوف حينها أن ابنهم في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، “وقد تم نقله لتلك المناطق بهدف التمويه وتضليل الاهتداء إليه بسهولة”.

وبعد إجراء اتصالات مع قياديين في جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، عبر أحد الأشخاص المقربين من الجهاز، تم إبلاغ ذوي المختطف بتجهيز المبلغ ثم التوجه لمنطقة التسليم التي كانت مطوقة بحسب ما ذكره “طيفور” بأمنيين  لهيئة تحرير الشام.

وتم إلقاء القبض على الشخص الذي حضر كوسيط بين الطرفين لتسليم المختطف وتسلم المال، والذي بدوره دلّ على العصابة، على حد رواية “طيفور”.

إعداد فاروق حمو- تحرير: سوزدار محمد