قرى بريف الرقة لم تصلها مياه الشرب عبر الشبكة منذ عام

الرقة – نورث برس

يقطع إبراهيم العلي (38 عاماً) وهو من سكان قرية أبو وحل 37 كم شرق الرقة، شمالي سوريا، مسافة بسيارته ليجلب مياه الشرب من قناة ري إلى بيته، بعد أن تعطلت محطة المياه التي كانت تغذي قريته وقرى أخرى مجاورة.
يقول إن هذا حاله منذ العام الماضي وبشكل شبه يومي.

ويواجه سكان قرى أبو وحل والطريفاوي ومليحان شرق الرقة، انقطاعاً تاماً لشبكة مياه الشرب نتيجة عطل في محطة أبو وحل لضخ المياه.

وتقع المحطة على قناة مياه ري قادمة من نهر الفرات كانت تغذي تلك القرى، لكنها متوقفة عن العمل منذ العام الماضي لعطل كهربائي فيها.

ويعاني سكان القرى التي كانت تغذيها المحطة، من قطع مسافات طويلة لجلب المياه من قناة الري والبعض الآخر يشتريها بمبالغ باهظة.

وتصل أعداد العائلات في قرى أبو وحل ومليحان والطريفاوي شرق الرقة، التي تغذيها المحطة، لما يقارب 500 عائلة.

مشقة وتكلفة

وقال “العلي”، لنورث برس، إن لديه سيارة خصصها لجلب المياه رغم المشقة والتعب منذ العام الماضي، لكن من ليس لديه بديل سيضطر لشرائها بأسعار باهظة.

ومشكلة انقطاع المياه لا تؤثر على السكان وحدهم، بل على المواشي أيضاً، إذ تحتاج بشكل مستمر لمياه وفيرة، بحسب “العلي”.

ورغم المناشدات والشكاوى المتعددة التي قدمها أصحاب القرى لوحدة المياه لتصليح المحطة إلا أن “الحال بقي كما هو”.

والعام الماضي، كانت المحطة تعمل لساعات قليلة لا تلبي احتياجات مستفيديها بشكل تام، لانقطاع الكهرباء عنها.

ويرى “العلي” أن إيصال خط كهرباء خدمي للمحطة بعد تصليح مولدتها سيجعل المياه متوفرة لجميع سكان القرى الثلاثة بشكل دائم.

الساقية الرئيسية في قرية أبو وحل شرق الرقة- نورث برس

وقال خليل المحمد (41 عاماً)، وهو من سكان قرية مليحان، 40 كم شرق الرقة، إن عائلات قريته تواجه صعوبة في تأمين المياه منذ توقف المحطة عن الخدمة، “المياه غير صحية والبعض لا يطيق تحمل مصاريف تأمينها من مصادر أخرى”.

وأصيب بعض أطفال القرى الثلاثة بأمراض معوية ناتجة عن استخدام مياه يجلبونها من القناة التي اضمحلت مياهها أو يشترونها من الصهاريج التي تملأ دون تصفية وتعقيم، بحسب سكان.

ومنذ الشتاء الماضي، خفّضت تركيا نسبة تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية، ما أثار مشكلات حياتية وسخطاً شعبياً في المناطق التي تعتمد على النهر في مياه الشرب وري الأراضي الزراعية.

ويضطر سكان القرى التي كانت تغذيها المحطة إلى شراء مياه الشرب من صهاريج تنقل بجرارات زراعية وسيارات أخرى مزودة بخزانات، وبسعر يصل إلى 1300 ليرة سورية للبرميل الواحد، بحسب “المحمد”.

يقول الرجل إنه كان يشتري برميل المياه (220 ليتراً) قبل أربعة أشهربـ500 ليرة سورية، ولكن مع ارتفاع أسعار المحروقات أصبح يشتريه بـ 1400 ليرة سورية.

ويأمل “المحمد” أن تقوم وحدة المياه بإيجاد حل سريع لتخفيف العبء على السكان الذين لا تصلهم المياه، “فهم يواجهون صعوبة في تأمين ثمن شراء المياه بشكل دوري مع المستلزمات اليومية لا سيما بعد تردي الوضع الاقتصادي في سوريا”.

وعود مسؤولين

وقال عدنان الهزبر، وهو مسؤول وحدة مياه الحمرات والكرامة التابعة لشركة المياه في مجلس الرقة المدني، إن المضخة كانت تعمل حسب ساعات وصل الكهرباء للقرية التي تتراوح بين ساعة أو ساعتين في اليوم.

وكانت استطاعة الكهرباء التي تصل إلى المحطة عبر الخطوط الرئيسة ضعيفة ما أدى إلى عطل فيها.

وأضاف “الهزبر”، لنورث برس، أن هناك دراسة لمشروع تركيب خط كهربائي خدمي للمضخة.

وسيبدأ تنفيذ المشروع الأسبوع القادم، ومدة انتهائه 20 يوماً، بحسب وحدة مياه الحمرات والكرامة.

وأشار ” الهزير” إلى أن المحطة إذا ما عادت للخدمة ستعمل بشكل متواصل طوال اليوم، حسب قوله.

إعداد: عمار حيدر ـ تحرير: عمر علوش