تشييع ضحايا الاستهداف التركي في القامشلي يتحول لمظاهرة حاشدة
القامشلي – نورث برس
في موكب مهيب شيع آلاف السكان في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، الخميس، جثامين ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بينهم مسن يبلغ 86 عاماً، قضوا قبل يومين في غارة نفذتها مسيرة تركية في حي الهلالية غربي المدينة.
وإلى جانب الحزن الذي يخيم على المدينة منذ انتشار الخبر الثلاثاء الماضي تحول التشييع إلى مظاهرة حاشدة حمل المشيعون يافطات منددة بالعملية التركية، وبما وصفوه بالتهديدات التي تطلقها أنقرة منذ سنوات ونفذت عمليات عسكرية كبيرة في عفرين وسري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.

ومنذ ساعات الصباح الأولى أغلقت الأسواق وبدت المدينة في حالة حداد، في حين تجمعت الحشود أمام منزل العائلة، وفي ساحات قريبة من حي الهلالية تمهيداً لمراسم التشييع.
وبالقرب من جثمان الجد يوسف كلو، ألقى أحد أصدقائه المقربين، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، نظرته الأخيرة.
ويوم أمس الأربعاء خرج المئات من سكان المدينة، في مسيرة احتجاجية نددوا فيها أيضاً بالاستهداف التركي لسيارة العائلة.
وتجمع المحتجون في حي الهلالية ونصبت خيمة عزاء في موقع الاستهداف.
وبعد ساعات من الحدث، قالت قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، في بيان، إن مسيرة تركية من نوع “درون” قامت بقصف سيارة الضحايا ما أدى إلى فقدانهم لحياتهم على الفور.
وفي وقت سابق من الأربعاء، دعت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، المجتمع الدولي “لوضع حد للانتهاكات التركية بحق الكرد ومحاسبتها على جرائمها”.
ووصفت المسؤولة الكردية الاستهداف بـ”مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال التركي وراح ضحيتها ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة”.
وكتبت إلهام أحمد على تويتر : “إلى متى سيبقى العالم صامتاً أمام وحشية هذا النظام؟ دعوتنا لكل كردي وأصدقاء الكرد الخروج عن صمتهم”.
وقال الرئيس المشارك لهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة، كنعان بركات، أثناء مشاركته في الاحتجاج، لنورث برس، إن الحدث يدل على استمرار تركيا في “ارتكاب جرائمها المتكررة ونهجها في الإبادة الجماعية بحق المدنيين والأطفال والشيوخ”.

ودعا “بركات” المجتمع الدولي, وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والتحالف الدولي والضامنين لوقف إطلاق النار روسيا والولايات المتحدة الأميركية، إلى التدخل المباشر لوقف الاعتداءات التركية المتكررة على المنطقة.
وأضاف: “هذه الجهات والأطراف تقدم مصالحها فيما يتعلق بمواقفها حيال الاعتداءات التركية على الأراضي السورية بشكل عام ومناطق شمال شرق سوريا بشكل خاص”.
كما طالب مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، في بيان، المجتمع الدولي باتخاذ موقف صارم حيال الاعتداءات التركية على مناطق شمال شرق سوريا، وما وصفها بخروقاتها الواضحة لاتفاقيات خفض التصعيد.
واعتبر “مسد” الاستهداف “تهديداً واضحاً للأمن والاستقرار الذي تشهده مناطق شمال وشرق سوريا”.
كما طالب البيان المجتمع الدولي بحماية الاستقرار في المنطقة وتكريسه عبر فرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا.
من جهتها حملت الإدارة الذاتية التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وروسيا مسؤولية استمرار الهجمات التركية واستهدافها للمدنيين في مناطق سيطرتها.
ووصفت الإدارة الذاتية في بيانها الاعتداء بأنه “تطور خطير”.
وقالت إنه يحدث “على مرأى” التحالف الدولي وروسيا وعموم العالم، ولا بد من أن تكون هناك مواقف واضحة من هذه الجهات”.
وطالب البيان التحالف الدولي وروسيا “بلعب دور مسؤول في منع تطور هذه الحرب، بعد أن شلت تركيا في تمرير مخططات أخرى ضد شعبنا”.
ونهاية الشهر الفائت، حمل المجلس التنفيذي لإقليم الفرات، التابع للإدارة الذاتية، التحالف الدولي وروسيا، مسؤولية الهجمات التركية التي استهدفت منطقة كوباني شمالي سوريا.
وفي الثالث والعشرين من الشهر ذاته وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، استهدفت طائرات مسيرة تركية عربة مدنية في مدينة كوباني.
وأسفر الاستهدافان، حينها، عن فقدان مدنيين اثنين وثلاثة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، لحياتهم في المدينة وإصابة آخرين.
وفي الثالث والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، استهدفت طائرة مسيرة سيارة عسكرية، في قرية هيمو بريف القامشلي الغربي، أسفر عن وقوع جرحى.
وقبلها بأسبوع، استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة أخرى تابعة للإدارة الذاتية على طريق القامشلي- عامودا قرب مفرق علي فرو، أسفرت عن مقتل قيادي في وحدات حماية الشعب.
ونددت الإدارة الذاتية بالهجمات التركية المتكررة وقالت إنها تأتي “لضرب الاستقرار في شمال وشرق سوريا”.