وكالة أميركية ترسل ثلاثة آلاف طن من بذار القمح لمزارعي شمال وشرق سوريا
القامشلي- نورث برس
أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يوم أمس الأربعاء، عن إرسالها ما يقارب ثلاثة آلاف طن من بذار القمح لزراعته في شمال وشرقي سوريا، “ولتصبح خبز العام القادم”.
ويشكل الموسم الزراعي المقبل تحدياً للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بعد عام من إنتاج متدن بسبب شح الأمطار ووسط الجفاف الذي فاقمه تخفيض تركيا لتدفق مياه الفرات نحو الأراضي السورية.
وفي أوقات مختلفة من العام، أعلن مسؤولون عن قطاعي الزراعة والاقتصاد في منطقة شمال وشرق سوريا أن حجم إنتاج موسم الحصاد الفائت لا يغطي حاجة المنطقة من الخبز والبذار والأعلاف.
ومطلع هذا الشهر، قال سلمان بارودو، الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية، إن كمية بذار القمح الموجود في مستودعات الإدارة لا تكفي لكل المزارعين في المنطقة.
وحددت الإدارة الذاتية سعر بذار القمح بـ 1200 ليرة سورية وبدأت بتوزيعه في وقت مبكر هذا العام، بينما وصل السعر وسطياً في الأسواق إلى 1700 ليرة.
مخزون لا يكفي
وتقول الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن ما دفعها لإرسال البذار هو “طلب مزارعين سوريين المساعدة، بعد أن أدت عوامل الجفاف والصراع والبذور منخفضة الجودة إلى ضعف محصول القمح في شمال شرق سوريا.
وأن ذلك تسبب في نقص البذور للموسم الزراعي لهذا العام وظهور مخاوف بشأن المحاصيل المستقبلية والإمدادات الغذائية.
وكانت هيئة الزراعة في الإدارة الذاتية قد قالت إن ما تمكنت من تجهيزه من بذار “هي كمية أقل من احتياجات المزارعين”.
وعللت ذلك بإيقاف غربلة وتنقية الحبوب كبذار حفاظاً على المخزون المخصص للخبز.
وبحسب البيانات المعلنة ستكفي كمية بذار القمح المتوفرة 70 بالمائة من حاجة المزارعين.
ونقل حساب السفارة الأميركية في دمشق عن الوكالة الأميركية المانحة أن الدفعة الأولى من البذار اجتازت مرحلة فحص الجودة في المختبر وهي في طريقها إلى المزارعين السوريين.
وخلال عشر سنوات من الحرب في سوريا، تدهورت حال غالبية القطاعات الاقتصادية وتراجع الإنتاج واستمر الغلاء في الأسواق.
إلا أن تدهور الإنتاج الزراعي هدد بفقدان الخبز والأغذية الأساسية الأخرى التي يعتمد عليها السكان في عيشهم.
وتشير تقارير أممية إلى أن أكثر من 90% من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر بعد عقد من الحرب والأزمات.
مشكلة جفاف
ويعتبر العمل في الزراعة وتربية المواشي مصدر الدخل الرئيسي للقسم الأكبر من عائلات مناطق الرقة والحسكة ودير الزور.
ويشكل فقدان المواسم أو عدم التمكن من زراعة المحاصيل بسبب نقص البذار والمياه معضلة كبرى في المنطقة.
والشهر الفائت قال مسؤول زراعي في ديرك، لنورث برس، إن لجنة تطوير وإكثار البذار التابعة لشركة تطوير المجتمع الزراعي تعاقدت حتى الآن مع أكثر من 255 مزارعاً لتأمين كميات في الموسم القادم.
وأضاف إلى أن جميع مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة وأكياس ستقدمها هيئة الزراعة “كقرض” لمزارعي مساحة 20 ألف دونم في ديرك.
وإذا كانت مشكلة تأمين البذار في طريقها إلى الحل، تبدو مشكلة المياه مأساة مقبلة، بحسب تقرير لصحيفة التايمز البريطانية.
ويقول التقرير الذي نشر يوم أمس الأربعاء إن نهر الخابور المتصل بالفرات شمال شرقي سوريا، والذي منع فيضانه عام 2015 من اختراقه أثناء المواجهات بين الأكراد والمسيحيين من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، “قد اختفى الآن”.
ويصف آرام حنا، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، سد تركيا للنهر وتخفيضها لمياه الفرات بـ”جريمة ضد الإنسانية”.
بينما يضيف تقرير “التايمز” أن السكان الذين فروا خلال الحرب لم يعودوا لزراعة أراضيهم وأن الصحراء تنتشر مع انتشار جفاف مدمر في أرجاء البلاد.