مسيرة احتجاجية تندد باستهداف تركيا لثلاثة مدنيين في القامشلي
القامشلي- نورث برس
خرج المئات من سكان مدينة القامشلي، الأربعاء، في مسيرة احتجاجية تندد بالاستهداف التركي لسيارة مدنية عبر مسيرة في حي الهلالية بالمدينة.
وتجمع المحتجون في حي الهلالية ونصبت خيمة عزاء في موقع الاستهداف.
وأمس الثلاثاء، قضى ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة أحدهم مسن، في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا.
وذكرت مصادر أمنية، لنورث برس، أن هذا الاستهداف يأتي في إطار “الخرق الواضح” من قبل القوات التركية لاتفاقات خفض التصعيد، التي تم التوصل إليها بين تركيا وروسيا من جهة وبينها وبين الولايات المتحدة من جهة أخرى، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وبعد ساعات من الحدث، قالت قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، في بيان، إن مسيرة تركية من نوع “درون” قامت بقصف سيارة الضحايا ما أدى إلى فقدانهم لحياتهم على الفور.
وفي وقت سابق من اليوم، دعت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، المجتمع الدولي “لوضع حد للانتهاكات التركية بحق الكرد ومحاسبتها على جرائمها”.
ووصفت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مسد” الاستهداف بـ”مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال التركي وراح ضحيتها ثلاث مدنيين من عائلة واحدة”.
وكتبت إلهام أحمد على تويتر : “إلى متى سيبقى العالم صامتاً أمام وحشية هذا النظام؟ دعوتنا لكل كردي وأصدقاء الكرد الخروج عن صمتهم”.
وقال الرئيس المشارك لهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة، كنعان بركات، أثناء مشاركته في الاحتجاج، لنورث برس، إن الحدث يدل على استمرار تركيا في “ارتكاب جرائمها المتكررة ونهجها في الإبادة الجماعية بحق المدنيين والأطفال والشيوخ”.
ودعا “بركات” المجتمع الدولي, وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والتحالف الدولي والضامنين لوقف إطلاق النار روسيا والولايات المتحدة الأميركية، إلى التدخل المباشر لوقف الاعتداءات التركية المتكررة على المنطقة.
وأضاف: “هذه الجهات والأطراف تقدم مصالحها فيما يتعلق بمواقفها حيال الاعتداءات التركية على الأراضي السورية بشكل عام ومناطق شمال شرق سوريا بشكل خاص”.
واليوم الأربعاء، طالب مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، في بيان، المجتمع الدولي باتخاذ موقف صارم حيال الاعتداءات التركية على مناطق شمال شرق سوريا، وما وصفها بخروقاتها الواضحة لاتفاقيات خفض التصعيد.
وأدان البيان استهداف القوات التركية وعبر طائرة مسيرة لسيارة كانت تقل ثلاثة مدنيين من عائلة “كلو”.
واعتبر “مسد” الاستهداف “تهديداً واضحاً للأمن والاستقرار الذي تشهده مناطق شمال وشرق سوريا”.
ودعا القوى الوطنية الديمقراطية “لإبداء موقفها الرافض للاعتداءات التركية ومواجهة التهديدات المستمرة لاحتلال المزيد من الأراضي السورية”.
كما طالب البيان المجتمع الدولي بحماية الاستقرار في المنطقة وتكريسه عبر فرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا.
وفي وقت سابق من اليوم، حملت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وروسيا مسؤولية استمرار الهجمات التركية واستهدافها للمدنيين في مناطق سيطرتها.
ووصفت الإدارة الذاتية في بيانها الاعتداء بـ “تطور خطير”.
وقالت إنه يحدث “على مرأى” التحالف الدولي وروسيا وعموم العالم، ولا بد من أن تكون هناك مواقف واضحة من هذه الجهات”.
وطالب البيان التحالف الدولي وروسيا “بلعب دور مسؤول في منع تطور هذه الحرب، بعد أن شلت تركيا في تمرير مخططات أخرى ضد شعبنا”.
ونهاية الشهر الفائت، حمل المجلس التنفيذي لإقليم الفرات، التابع للإدارة الذاتية، التحالف الدولي وروسيا، مسؤولية الهجمات التركية التي استهدفت منطقة كوباني شمالي سوريا.
وفي الثالث والعشرين من الشهر ذاته وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، استهدفت طائرات مسيرة تركية عربة مدنية في مدينة كوباني.
وأسفر الاستهدافان، حينها، عن فقدان مدنيين اثنين وثلاثة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، لحياتهم في المدينة وإصابة آخرين.
وفي الثالث والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، استهدفت طائرة مسيرة سيارة عسكرية، في قرية هيمو بريف القامشلي الغربي، أسفر عن وقوع جرحى.
وقبلها بأسبوع، استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة أخرى تابعة للإدارة الذاتية على طريق القامشلي- عامودا قرب مفرق علي فرو، أسفرت عن مقتل قيادي في وحدات حماية الشعب.
ونددت الإدارة الذاتية بالهجمات التركية المتكررة وقالت إنها تأتي “لضرب الاستقرار في شمال وشرق سوريا”.