إعادة انتشار للأفرع الأمنية في درعا لتقاسم نفوذ جديد

درعا- نورث برس

تنسحب أفرع أمنية تابعة القوات الحكومية، منذ مطلع هذا الأسبوع، من حواجزها العسكرية في قرى وبلداتٍ في محافظة درعا جنوبي سوريا، لتعيد انتشارها وفق خرائط نفوذ جديدة لكل منها.

وقالت مصادر محلية، لنورث برس، إن المخابرات الجوية أخلت نقطة  أمنية وثلاثة حواجز عسكرية لها في مداخل مدينتي الشيخ مسكين ونوى بريف درعا الغربي دون استقدام عناصر آخرين.

وأضافت أن عناصر المخابرات الجوية انسحبوا من مجلس بلدية تسيل بريف درعا الغربي يوم الجمعة الماضي، ليحل محلهم عناصر لشعبة المخابرات العسكرية.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن المخابرات الجوية قامت، مساء السبت الماضي، بوضع حاجز عسكري في بلدة السهوة بريف درعا الشرقي بعد انسحاب حاجز تابع لشعبة المخابرات العسكرية قبل أيام.

معبر نصيب تحت عين روسيا

وسحبت القوات الحكومية عناصر لشعبة المخابرات الجوية من معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ليصبح المعبر بشكل كامل تحت سيطرة شعبة المخابرات العسكرية.

وقال قيادي سابق في فصائل المعارضة السورية، لنورث برس، إن تبادل الأدوار بين الأفرع الأمنية جاء بأوامر من روسيا.

وأضاف أن “سحب عناصر المخابرات الجوية من معبر نصيب الحدودي كان بطلب أردني من روسيا بسبب تبعية شعبة المخابرات الجوية لإيران”.

ويقع معبر نصيب الحدودي مع الأردن، الآن، تحت سيطرة شعبة المخابرات العسكرية وخاصة مجموعة عماد أبو زريق القيادي السابق في المعارضة السورية.

وبذلك يخضع الأوتوستراد الدولي دمشق-عمان من دمشق العاصمة وحتى معبر نصيب الحدودي لسيطرة شعبة المخابرات العسكرية.

واعتبر القيادي السابق أن “أبو زريق” الذي عاد من الأردن منتصف العام 2019 يعد الخيار الأفضل للأردن، لمعرفتهم السابقة به خلال فترة سيطرة المعارضة السورية على الجنوب السوري.

تبادل أدوار

وقال أحد وجهاء محافظة درعا، لنورث برس، إن  تقاسم النفوذ بين الأفرع الأمنية في مرحلة ما بعد عمليات التسوية تفضي لتمركز المخابرات العسكرية من معبر نصيب الحدودي على طول الأوتوستراد الدولي دمشق-عمان والمعروف بطريق (إم-5).

وأضاف أن ريف درعا الغربي سوف يكون تحت سيطرة شعبة المخابرات العسكرية، فيما سيكون الريف الشمالي تحت سيطرة فرع أمن الدولة.

وأشار إلى أن شعبة المخابرات الجوية سوف تنشر حواجزها ونقاطاً أمنية في ريف درعا الشرقي باستثناء مدينة بصرى الشام وعدد من القرى المحيطة بها.

 وتعتبر بصرى الشام  بريف درعا الشرقي المعقل الرئيس للواء الثامن الذي تحولت تبعيته منذ أشهر إلى شعبة المخابرات العسكرية.

بنود لاتفاق 2018

ونفى محمد الزعبي، وهو اسم مستعار لناشط حقوقي في درعا، أن يكون انسحاب حواجز القوات الحكومية من محافظة درعا “مكرمة من رأس النظام السوري” كما يصوره الإعلام الرسمي.

وقال إن هذا الانسحاب متفق عليه منذ تموز/ يوليو عام 2018 خلال الاجتماعات التي رعتها روسيا في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي بين قادة من فصائل المعارضة السورية وممثلين عن القوات الحكومية.

وكان اتفاق التسوية عام 2018 يتضمن بنداً يقضي بانسحاب الحواجز العسكرية من قرى وبلدات محافظة درعا وعودتها إلى قطعاتها العسكرية كما كانت عليه قبل ربيع العام 2011.

لكن هذا البند لم يتم تطبيقه سابقاً إلا في بعض المناطق التي كانت تدخلها روسيا باستمرار مثل مدينة بصرى الشام ودرعا البلد ومدينة طفس، بحسب الناشط.

وأشار “الزعبي” إلى أن انسحاب القوات الحكومية يتم باتجاه مدينة السويداء بشكل متدرج وعلى دفعات، “بهدف الضغط على أهالي محافظة السويداء الذين يخرجون بين الحين والآخر ضد الحكومة السورية”.

وكانت هذه القوات قد قدمت بالأصل من مقر الفرقة 15 بريف السويداء والتي شاركت في معارك بمناطق سورية مختلفة خلال الحرب.

إعداد: إحسان محمد- تحرير: حكيم أحمد