إنتاج إيراني لأغنية “وطنية سورية” في حلب بنكهة اللطميات
حلب- نورث برس
تستعد جهات ثقافية إيرانية في حلب، شمالي سوريا، لتصوير فيديو كليب لأغنية توصف بأنها وطنية سورية بإنتاج ونمط إيرانيين، وذلك وسط سعي طهران لزيادة نفوذها العسكري والاجتماعي والفني في المدينة.
وقال فتحي نظام، وهو مسؤول مجمع مهاد ميديا في سوريا، إن “التحضيرات لظهور أغنية (جينا يا سوريا) وصلت لمرحلة تسجيل للصوت وتصوير الرقصات”.
واعتبر أن الأغنية “سورية وطنية”، وأن إنتاجها تشاركي سوري إيراني بالتعاون بين مجمع مهاد ميديا ومؤسسة “أوج” الإيرانية وكوادر فرق شبابية سورية.
وظهر مجمع مهاد ميديا في أيلول/ سبتمبر عام 2018 تحت مظلة الدعم الثقافي، وكانت البداية من ورشة كيفية إنتاج الأفلام الوثائقية في حلب.
ومهاد ميديا والصراط الثقافي ومجمع الثقلين، هي مراكز لمنظمة “أوج للإعلام والفنون الإيرانية” التي تعمل على أنشطة ثقافية واجتماعية في عدة محافظات السورية.
وأضاف “نظام” أن مضمون هذه الأغنية هي أن “سوريا هي بيتنا الذي دافعنا عنه وقدمنا له الحماية والرعاية، وإن لم نعد إعماره من جديد فنحن الخاسرون”.
لكن مصدراً آخر قال، لنورث برس شريطة عدم نشر اسمه، إن كلمات الأغنية تروج “للتواجد الإيراني في سوريا وتبشر به”.
وأضاف أن نمط اللحن والموسيقا المستخدمين يحاكيان “اللطميات الإيرانية” غير الشائعة عند أتباع الطائفة الشيعية السوريين.
تغلغل ثقافي
وسيؤدي نحو 100 شاب وفتاة المشاهد والرقصات الفنية للفيديو كليب، تحت إشراف منتجين من إيران وكادر من المصورين والفنيين.
وخلال عامين، هذه هي الزيارة الثانية للمخرج الإيراني كوروش زراعي لمدينة حلب، إذ جاء في أيلول/ سبتمبر عام 2020 لإنجاز العمل المسرحي ” الشمس تشرق من حلب ” بمشاركة فنانين في حلب.
وبدأ التغلغل الإيراني في حلب، أواخر شهر تموز/يوليو عام 2012، بدعم مدينتي نبل والزهراء شمالها، واللتين يتبع سكانهما المذهب الاثني عشري الجعفري.
وتوسعت التشكيلات العسكرية الإيرانية بعدها في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، عبر تأسيس فيلق المدافعين عن حلب، في تموز/يوليو عام 2017، بحسب مصادر في المدينة.
ويعمل فيلق المدافعين الإيراني على التغلغل بين السكان في الأحياء التي يسيطر عليها، ويستهدف الأعمار الصغيرة والشابة من خلال جذبهم بالترغيب والرواتب.
ويشرف الفيلق على إقامة رحلات تخييم خارج حلب، وفتح مراكز لتعليم اللغة الفارسية وتمرير تعاليم المذهب الشيعي وفتح دورات لتخريج الإعلاميين، بينما تعمل جهات مرافقة على نشاطات فنية.
ومنتصف آب/أغسطس عام 2019، نصب مجمع مهاد ميديا ديكور ومنصات ألعاب في ساحة سعدالله الجابري وسط مدينة حلب لإطلاق فعالية “الليالي الساطعة” التي استمرت لمدة عشرة أيام.
وفي حزيران/ يونيو 2019، وصل مهرجان الليالي الساطعة بمشاركة مجمع مهاد ميديا ومؤسسة مهنا الثقافية إلى دير الزور شرقي سوريا، واستمر لمدة خمس ليالٍ في حي الجورة.
ونهاية العام نفسه، أقام المجمع احتفالية أمام باب قلعة حلب بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير المدينة، ودعت الجمعيات الشعبية والأحزاب للمشاركة في الفعالية.
وتخلل الفعالية آنذاك أنشطة رقص لأطفال تدربوا في النوادي الصيفية التي أنشأها المجمع من خلال ذراع القسم الثقافي لفيلق المدافعين عن حلب المنتشر في أحياء المدينة.
وفي أيار/ مايو الماضي، تم افتتاح القنصلية الإيرانية في حلب، الأمر الذي اعتبره بعض الأهالي عنصراً جديد في توسيع التواجد الإيراني بمدينة حلب لفرض سيطرتها أكثر.
استقطاب شباب
وعن الأغنية الجديدة، قال الفنان سمير الطويل، وهو مشرف الجانب السوري في العمل، إن “الهدف من تصوير المشاهد الآن هو أن يتفاعل الناس مع الموسيقى أمام مدرج باب القلعة”.
وأضاف أن المشاهد ستضم أشخاصاً يتفاعلون مع الموسيقا ويشاركون في الرقص دون أي تنسيق، وفق ما هو مخطط للأغنية.
ومن المقرر أن تكون المشاهد رسماً للعلم السوري من خلال مظلات ملونة بألوانه.
وقال أحمد الشعار، وهو المسؤول المالي للعمل، إنه تم تأمين المشاركين في العمل، “وحصلنا على الموافقات من الجهات المعنية من حيث أماكن التجمعات وأماكن التصوير والمشاركين معنا”.
وأضاف أن “الاستقطاب ضم 60 صبية و45 شاباً من طلاب كلية الفنون الجميلة والكليات الأخرى، بالإضافة الى أماكن تصوير ضمن شوارع حلب القديمة مثل البياضة وحي الألمجي”.
وكشف “الشعار” أن الموازنة وصلت إلى 45 ألف دولار أميركي، رغم أن العمل لم ينتهِ بعد.
ومن جانبه، رأى وسام عبد الرحمن (22 عاماً)، وهو من طلاب كلية الفنون الجميلة، أن من الطبيعي قبول أطفال وشباب المشاركة في مثل هذه الأنشطة بغض النظر عن الجهة القائمة عليها ان كانت سورية او إيرانية.
وعلل ذلك بغياب دور مديرية الثقافة بحلب في إقامة أي نشاطات مشابهة أو مغايرة.