مشاريع صغيرة لنساء معيلات في إدلب

إدلب- نورث برس

دفع حب مريم البرق (36 عاماً)، لمهنة الخياطة وحاجتها لتأمين معيشة أطفالها الستة، لافتتاح ورشة خاصة بها في مدينة إدلب شمال سوريا، بعد أن فشلت في الحصول على فرصة عمل في مكان آخر منذ نزوحها من معرة النعمان قبل عام.

وتمكنت بعض النساء في إدلب من إنشاء مشاريعهن الخاصة بهدف توفير متطلبات عائلاتهن.

 وساعدت تلك المشاريع نساء معيلات على كسب لقمة العيش وتخفيف وطأة البطالة واستثمار طاقات النساء في مشاريع لا تحتاج إلى كلفة تشغيلية كبيرة.

تشغيل أخريات

واستطاعت المرأة من خلال ورشتها، أن تؤمن فرص عمل لثمان نساء، بالإضافة لمصروف أطفالها الذين فقدوا والدهما خلال الحرب.

وأمنت “البرق” في البداية خمس ماكينات خياطة، ومن ثم دعت عدداً من الأرامل والمعيلات للالتحاق بالورشة وتعلم المهنة لمباشرة العمل.

وتشير إلى أن ما تخيطه النساء من ملابس يعود بالمنفعة على أسرهن، حيث تقوم النساء بحياكة ملابس الأطفال وحديثي الولادة، والعباءات النسائية وغيرها.

ويتم عرض ما قمن بحياكته على محال بيع الملابس الموجودة في المدينة، أو تصريف البضائع عن طريق نساء تزرن الورشة بين الحين والآخر.

وتتقاضى النساء العاملات في الورشة مبلغاً يصل إلى 20 ليرة تركية (7.400 ليرة سورية) مقابل حياكة كل قطعة من الملابس.

أعمال منزلية

وتعمل نساء أخريات في صناعة المؤونة المنزلية من عصائر ومربيات ومخللات وغيرها.

وتقوم حنان الديري (45 عاماً)، وهي نازحة في بلدة حربنوش، مع بناتها وزوجات أولادها، وخمس من جاراتها بإعداد المؤونة المنزلية وبيعها.

ويتركز عملهن في فصل الصيف بشكل خاص، حيث موسم الخضار والفواكه  الذي يستفدن منه في إعداد المؤونة.

وتقوم ورشة “الديري” بشراء أطنان من الطماطم والخيار والملوخية والباذنجان والفليفلة والفواكه وتحضيرها وبيعها في الأسواق.

ويفضل الكثير من الناس المؤونة المعدة منزلياً على تلك الجاهزة المستوردة أو التي يتم إعدادها في المعامل، لأنها تمتاز بالنظافة والجودة والطعم المميز، بحسب المرأة.

لكن العمل لا يخلو من صعوبات، بحسب “الديري”.

 “فغلاء أسعار الخضار والفواكه يؤثر على حركة البيع والشراء، ويؤدي لكساد بعض الأصناف والأنواع أو بيعها بسعر التكلفة”.

أما سماح الحمزة (31 عاماً)، وهي من سكان مدينة إدلب، فتعمل في حياكة الصوف والتطريز وصناعة الإكسسوارات، بعد أن خضعت لدورة خاصة في إحدى مراكز تمكين المرأة الموجود في المدينة.

وتعتبر صناعة الإكسسوارات من المشاريع التي لا تحتاج لمتطلبات كثيرة، فهي تعتمد في الأساس على بعض الخامات المتوفرة بكثرة كالخيوط والخرز الملون, وبعض الأقمشة مثل الحرير والساتان وغيرها.

أعباء ومكاسب

 وبعد أن أتقنت “سماح” المهنة، سارعت للعمل بها في منزلها، وتدريب خمس من قريباتها ومعارفها عليها.

وتقوم ورشة “سماح” ببيع ما يصنعنه لتتقاسمن الأرباح فيما بينهن.

وتتنوع أعمالهن بين صناعة الشموع والإكسسوارات والمسابح ولوازم الخلوي التي تناسب أذواق الشباب بشكل عام.

 ويتراوح المردود اليومي لكل منهن ما بين 20 و40 ليرة تركية.

وترى “الحمزة” أن باقي النساء قادرات على العطاء والنهوض من جديد رغم كل الصعوبات، “فالإنسان يستطيع بلمسته المميزة تحويل أي قطعة إلى تحفة فنية مميزة”.

وتقول وفاء العبسي (40 عاماً) وهو اسم مستعار لمرشدة اجتماعية وعاملة في مجال تمكين المرأة في إدلب، لنورث برس، إن الحرب خلفت العديد من النساء المعيلات، منهن الأرامل وزوجات معتقلين ومصابين، وفُرض عليهن أن يعيلوا أنفسهن وعائلاتهن.

وترى أن دعم مشاريعهن الصغيرة بالمال والتدريب وتنظيم عملهن، بالإضافة لتأمين المواد الأولية لمشاريعهن والمساهمة في تصريف البضائع والمنتجات، سيساعد في نجاحهن. 

إعداد: حلا الشيخ أحمد- تحرير: ريبر جزيري