الرقةــ نورث برس
يخشى مزارعون في ريف الرقة، شمالي سوريا، مع قدوم الشتاء من مجرى سيل يمر في قريتهم، لأنه لم يخضع لأعمال تأهيل مناسبة بعد أن تسبب فيضانه العام الماضي بوفاة ستة أشخاص وتلف أراض زراعية.
وقال عبد الرحمن الإبراهيم (35 عاماً)، وهو مزارع في قرية العكيرشي، 20 كم جنوب شرق مدينة الرقة، إن مياه الأمطار في المرتفعات المجاورة تتجمع في مجرى السيل الذي يمر بالقرية.
وأضاف أن القرية هي الأكثر تضرراً من السيول التي تضرب ريف الرقة الجنوبي في كل عام لكثرة المجاري المنحدرة إليها.
وخلال الشتاء ما قبل الماضي، تدفقت سيول جارفة على الأراضي الزراعية والمساكن في الأحياء القريبة من مجرى السيول في القرية.
وتوفي ستة أشخاص بينهم اطفال ونازحون من بلدة السبخة، بالإضافة إلى أضرار مادية في المنازل والأثاث والمواشي والمحاصيل الزراعية.

وتقع قرية العكيرشي على أرضٍ منخفضة بالقرب من مرتفعات البادية السورية التي تحاذيها من الجنوب، ما يجعلها أكثر عرضة لسيول الأمطار الجارفة.
ويبلغ عدد سكان القرية 1.500 شخص، يعتمد غالبيتهم في معيشتهم على الزراعة وتربية الأغنام.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية التي تضررت من السيول نحو 25 هتكاراً.
ويتبع لمجلس قرية العكيرشي، الواقعة على طريق الرقة- دير الزور، قرى الدلحة المحاذية لمناطق سيطرة الحكومة السورية من جهة الشرق وكسرة محمد آغا وكسرة سرور من الغرب، وغيرها.
وتعيش في مدرسة القرية 45 عائلة نازحة من مناطق سيطرة الحكومة السورية، بينما تنتشر عائلات أخرى في مخيمات بالقرب من ضفاف نهر الفرات، بحسب حسين العجيل، الرئيس المشارك لمجلس الشعب في العكيرشي.
وقد تتسبب السيول أثناء اشتداد الأمطار وبعدها بغمر الطريق العام الرقةـ دير الزور وانقطاعه لساعات أو ربما يوم كامل، بحسب سكان.
ويقول سكان إن عمل البلدية مؤخراً اقتصر على تنظيف جزء من مجرى السيل وتم وضع تراب وحصى لتضييقه ومنعه من الاتساع عند مدخل القرية.
“لكن هذا التراب لن يتحمل سرعة انحدار المياه وسيزول عند أول سيل”، بحسب “الإبراهيم”.
علي المصطفى (٣٧عاماً)، هو مزارع من القرية وتهدّم منزله بسبب السيول التي ضربت المنطقة، قال إنه أعاد إعمار منزله بالطين.
ويخشى من تهدمه من جديد إذا ما تحولت الحي الشرقي قرب الطريق العام لخزان للمياه الفائضة.
ورغم أن أمطار الشتاء ستوفر على المزارع بعض تكاليف الري إلا أن ما يخيفه هو تشكل السيول.

ويرى “المصطفى” أن مجرى السيل يحتاج لعبّارات أوسع توسع لتستوعب الفيضانات، “ربيع العام 2020 ارتفعت مياه السيل لثلاثة أمتار لعدم استيعاب العبارة المياه القادمة”.
كما جرفت السيول صخوراً أعاقت مرور المياه، ما أدى لتحطم جدران منازل وتصدع أخرى بأكملها، بحسب سكان.
ويرى سكان في القرية أن تركيب مصارف (ريكارات) تتناسب مع حجم السيول على الطريق العام سيساعد في حل جزء من المشكلة.
وفي قطاع بلدية العكيرشي، التي تضم قرى وأراض زراعية، ثمانية مجار لسيول وست عبّارات.
وتقدم سكان بعدة شكاوى لصب جانبي وادي العكيرشي في القرية بالإسمنت لمنع توسعه.
وقال عبد المحسن الراكان الرئيس المشارك لبلدية الشعب في العكيرشي، إن البلدية ستعمل علي ذلك في الأيام القادمة.
وأضاف أن المطالبات الأخرى حول إنشاء مصارف مياه على الطريق العام “تحت الدراسة”.
لكنه لم يحدد أي موعد لتنفيذ ذلك.