وجهاء وشيوخ عشائر عربية في الرقة يرفضون دعوات علي مملوك معلنين وقوفهم مع “قسد”

الرقة – مصطفى خليل – نورث برس

لا تزال الأصداء المحلية تترد حول زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني في الحكومة السورية، علي مملوك، إلى مدينة القامشلي واجتماعه مع العشائر العربية في المنطقة بمطار القامشلي ودعوته لهم، لسحب أبنائهم من صفوف قوات سوريا الديمقراطية.

هذه الزيارة جاءت عقب أسابيع من دعوات وجهتها الحكومة السورية، لقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في الشمال السوري، للانضمام إلى قوات الجيش السوري وشرطتها.

في حين أبدى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، موقفه من هذه التصريحات والدعوات الفردية، قائلاً إنهم "لا يرفضون الانضمام إلى الجيش السوري ولكن بشرط الحفاظ على خصوصيتهم".

بينما قوبِلت هذه الزيارة من قبل علي مملوك، برفض من قبل العشائر العربية في محافظة الرقة، والذين عبروا لـ"نورث برس"، عن رفضهم لهذه الخطوات من أحد مسؤولي الحكومة السورية في هذا التوقيت بالذات.

كذلك دعا الوجهاء وشيوخ العشائر، الحكومة السورية إلى مخاطبة القيادة العسكرية والمدنية في الشمال السوري، مؤكدين على أن العشائر العربية ترفض مبدأ "المصالحات الفردية".

إذ يقول الشيخ محمد تركي السوعان، من وجهاء عشيرة السبخة لـ"نورث برس: "أين كان علي مملوك عندما هاجمتنا (داعش) ونهبت مدننا"، متسائلاً "ما الذي يمنع السيد مملوك والحكومة السورية من إجراء حوارات مع القيادة العسكرية والمدنية في شمال وشرقي سوريا للوقوف صفاً واحداً في وجه الغزو التركي؟!".

وأشار السوعان إلى أن "أبناء الشمال السوري تحملوا أعباء كبيرة في تحرير مناطقهم" من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وأنهم "قدموا /14.000/ شهيد من أبنائهم" في سبيل ذلك.

وأردف بأن  العشائر العربية "ترفض التدخل التركي والخارجي في الأراضي السورية" معتبراً أن الدول العربية تخلَّت عن السوريين، وناشد في الوقت ذاته جمهورية مصر على وجه الخصوص "للتدخل ووقف الاجتياح التركي لسوريا".

فيما اعتبر الشيخ طلال السيباط، من وجهاء قبيلة الولدة، أن الاجتماع الذي دعا إليه علي مملوك كان "مؤسفاً"، وكان من الأولى أن يحث السوريين "على التكاتف لحماية الأراضي السورية، لا أن يطالب العشائر بسحب أبنائها من قوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت من أبناء المنطقة".

من جهته أكد الشيخ محمد نور الذيب، من عشيرة البريج إحدى عشائر قبيلة العفادلة، أن "شيوخ ووجهاء عشائر الرقة وريفها يرفضون المصالحات الفردية التي دعت إليها الحكومة السورية مؤخراً، وأن المصالحات الفردية تكون بين المجرمين والدولة ولا تكون بين الدولة ومن دافع عن أرضه ووطنه من الإرهاب".

وطالب محمد نور الحكومة السورية بضرورة حل جذري للأزمة السورية بدلاً من "الخطوات التحريضية التي يقوم بها السيد علي مملوك".

فيما أضاف أن الدولة التركية تقوم بـ"تغيير ديمغرافي في المنطقة الممتدة من مدينة تل أبيض إلى مدينة رأس العين، وعلى السوريين أن يتوحدوا في سبيل إيقاف هذا التغيير ومواجهة الاجتياح التركي للأراضي السورية".

ورحب الشيخ أمير الخابور من عشيرة البريج، بأي مبادرة في سبيل وحدة السوريين رافضاً الدعوات الفردية التي دعت إليها أطراف وشخصيات من الحكومة السورية، مؤكداً أن همهم الوحيد في هذه الفترة هو مواجهة "الغزو التركي للأراضي السورية".