دمشق- نورث برس
استؤنفت، مؤخراً، أعمال الترميم في التكية السليمانية بدمشق بعد توقف دام نحو شهرين نتيجة اعتراض بعض الجهات المحلية.
وتقوم الأمانة السورية للتنمية التي ترأسها زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد بتنفيذ مشروع الترميم في المنطقة بالتنسيق مع وزارة السياحة.
ويقول معارضون للحكومة السورية إن اتفاقاً سرياً عقد بين “الأمانة السورية للتنمية من جانب وبين كل من وزارة السياحة ووزارة الأوقاف، يتضمن إقامة مشروع استثماري لمدة 99 سنة من قبل “الأمانة” في منطقة التكية السليمانية الأثرية.
ويشمل الاتفاق، بحسب معارضين، إعادة تأهيل المباني بما يتناسب مع المشروع الاستثماري الذي بدوره يعود بالفائدة على الجهة المستثمرة.
وقالت مواقع معارضة للحكومية السورية إن “الأمانة” تُستخدم في إعادة ترميم الحاضنة الموالية للحكومة عبر ربطها بشبكة من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها هي أو أذرعها ومؤسساتها الفرعية.
وتضم التكية مسجداً ومتحفاً وسوقاً للمهن اليدوية والتراث ومدرسةً وكانت تخدم عابري السبيل والفقراء والحجاج في طريقهم وتؤمن لهم الطعام والمأوى والتعليم للفقراء.
وفي حديث لنورث برس مع أحد مسؤولي المتحف الوطني قال إن قلع الأشجار المعمرة في المكان هو سبب اعتراض البعض على فكرة الترميم.
وأضاف مسؤول المتحف أن “التكية” مغلقة منذ نحو عامين لاستكمال أعمال الصيانة لها وللمسجد، وإن الجامع الموجود في المنطقة أصبح بعهدة وزارة الأوقاف والمحافظة.

وشدد المسؤول الحكومي على أنه من المخطط إنشاء كافتيريات ومطاعم، مع “المحافظة على الشكل العمراني للمكان”. وقال إنه لا توجد أي معلومات إضافية عن تفاصيل عمل الأمانة السورية في هذا المشروع، ولا يتم تغطيته إعلامياً.
وكانت التكية السليمانية تضم المتحف الحربي ولكن محتويات المتحف إلى البانوراما في مدخل مدينة دمشق، ولا يعرف فيما إذا كانت ستعاد إلى المتحف عند الانتهاء من مشروع الترميم أم لا، بحسب أحد مسؤولي المتحف.
ويزعم مسؤولون حكوميون أن عمليات الترميم جاءت بعد تصدعات أصيبت فيها منطقة التكية عند فيضان نهر بردى في تسعينات القرن الماضي، وهو ما نفاه سكان المنطقة وعزوا الترميم إلى “دوافع مادية بحتة وخطة مسيسة لتغيير معالم الأماكن التاريخية في سوريا”.
وأدى عقد من الحرب في سوريا إلى محو وتدمير ونهب وتصدع عشرات المواقع الأثرية، بحسب تقارير محلية ودولية.
وتعرضت خمسة مواقع مسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي لأضرار بليغة، أبرزها قلعة الحصن في حمص وأحياء حلب القديمة.
كما وتعرضت عشرات المواقع الأثرية، ولا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا، لنهب وتجريف وقصف ممنهج كما حدث في موقعي النبي هوري وعين دارا الأثريين في عفرين.
أما في العاصمة، دمشق، فإن إهمال الرعاية على مدى عقود كان السبب في تلاشي معالم تراثية من بينها خانات دمشق الشهيرة.